Jun 08, 2019 3:36 PM
تحليل سياسي

مسار تبريد الساحة المحلية ينطلق: مواقف هادئة واتصالات مرتقبة
بوصعب في طرابلس "دار السلام": تسريع للمحاكمات وطمأنةٌ للجيش
بعبدا تؤكد ان لا تهاون مع الارهاب..وايران: حديث واشنطن عن التفاوض "فارغ"

المركزية- ساعات قبيل عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت نهاية الأسبوع، بدا ان عملية احتواء التوتر الذي انفجر بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، وبين الاول والحزب التقدمي الاشتراكي، انطلقت، وأن تحضير الارضية المناسبة لانعقاد جلسة مجلس الوزراء واجتماعات لجنة المال النيابية، بسلاسة، وبعيدا من اجواء التشنج والسجالات، جارٍ على قدم وساق، على ان يُتوّج بلقاءات رئاسية مرتقبة في الايام المقبلة، ستعيد تثبيت قواعد التسوية السياسية وتبدّد الغبار الكثيف الذي خلّفته اشتباكات الاسبوع الفائت السياسية، فوق الساحة الداخلية. وقد استدعى الوضع السلبي الراهن موقفا من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي رأى اليوم، خلال ترؤسه قداس اختتام رياضة السينودس المقدس في بكركي، أن "يجب على الجماعة السياسية أن تتمكن من العيش معا بالإحترام والثقة والتعاون وأن تنبذ تراشق الإتهامات والكلمات المسيئة التي عادت بأسف للتجدد في هذه الأيام وهي تسيء الى صيغة ​ لبنان​ والى​ الشعب اللبناني​ وتفقد ثقة الدول به".

تهدئة الجبهات: في خانة تهدئة النفوس وتبريد المناخات المحلية المتشنجة، تصب الزيارة التي قام بها اليوم وزير الدفاع الياس بوصعب الى طرابلس، والمواقف "التصالحية" التي أطلقها منها حيث اكد ان المدينة ستبقى دار السلام قائلا "لا أود التعليق على الخلافات السياسية بل اتحدث عن التضامن المطلوب منا جميعا لتمرير المرحلة وهناك تفاهم ان يكون التضامن على أعلى مستوياته لان الوضع يتطلب ذلك، ودعونا ننتظر التحقيق في حادثة الاثنين الارهابية ونطالب بكشف كل الحقيقة وبأن يشمل التحقيق كامل الملف من أوله الى اخره". ومساعي رأب "الصدع" الذي تفاقم بين البرتقالي والازرق في اعقاب العملية الارهابية في عاصمة الشمال، ستُستكمل في زيارة من المتوقع ان يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل او مَن يمثّله، الى دار الفتوى مطلع الاسبوع. أما على خط المختارة – بيت الوسط، فأفيد عن اتصالات يضطلع بها وزير الصناعة وائل ابوفاعور لحل الخلاف الذي تسببت به "بلديتا شحيم والجية"، خلف الكواليس.

تسريع المحاكمات: بين الامن والسياسة، توزّع كلام وزير الدفاع في طرابلس. فبعد زيارته مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار، قال "أنا من المؤمنين أن لا دين للإرهاب"، لافتا الى "أننا حريصون على التعاون بين كافة الأجهزة الأمنية أي بين وزارة الدفاع ووزارة الداخلية التي ستظهر واضحة في الايام المقبلة". وأكد "أن الحدث الإرهابي الذي حصل ليلة عيد الفطر أتى لكي يهز طرابلس التي ستبقى دار السلام. اليوم نؤكد العمل مع قياديي المدينة وأهلها لكي نعيد الامن والاستقرار لطرابلس بتوجيه من رئيس الجمهورية". وتابع "هناك أمر آخر يتعلق بما يعاني منه اهل المدينة وهو المحاكمات البطيئة في المحاكم اللبنانية، وهذا الأمر نحن سنهتم به بأسرع وقت ولكن التأخير كما تبين لنا ليس موجودا في المحكمة العسكرية ولا عند الأجهزة الأمنية، هناك بعض الملفات احيلت إلى المجلس العدلي وستكون لدينا متابعة لنرى كيف بإمكاننا تسريع هذه الأمور، لكن يجب أن تكون هناك تفرقة بين الإرهابي والمتديّن ويجب ألا يكون هناك ظلم لأحد ولا تساهل مع أي إرهابي يقتل أبناء وطنه". ورأى "أن طرابلس ليست مدينة حاضنة للإرهاب وترفضه وهذا الفكر الذي يأتي من الخارج مرفوض والتحقيقات ستستمرّ لإظهار الحقيقة". اما الشعار فأكد "أن القاصي والداني يعلم أن طرابلس مدينة السلام والعيش المشترك وهذا خيارنا"، مضيفا "أملنا كبير كما وعدنا الرئيس عون أن يكون أباً لكلّ المناطق ولجميع اللبنانيين حتّى ننعم بالأمن والإستقرار". وتابع "يجب على كافة اللبنانيين أن يفتخروا بجيشهم والقوات الامنية التي قتلت الفتنة بثلاث ساعات وقدمت تضحيات للوطن".

لا تتأثروا بالسياسة: وكان بوصعب الذي التقى النائب فيصل كرامي استهلّ جولته في طرابلس، من قيادة اللواء 12 في القبة حيث اجتمع مع كبار الضباط واستمع لشرح مفصّل عن العملية الإرهابية التي نفذها عبد الرحمن مبسوط. وتوجه بوصعب الى الضباط  بالقول "معظم الذين كانوا يقاتلون في سوريا هم من الإرهابيين المحتملين والخطر موجود ولبنان يتكل عليكم ولا نريد لمعنوياتكم أن تتأثر بما يجري في السياسة ولا تتأثروا بأي كلام عن الموازنة فهذه أمور تُحلّ بالسياسة". وخلال تفقده عددا من المعابر غير الشرعية على الحدود قال "الجيش يحمي ايضا الاقتصاد من خلال ما يقوم به من مكافحة للتهريب ونحن في اي موقع كنا، سنتمسك بحقكم وندافع عنه".

لا ترضينا ولكن: وبما أن الشيء بالشيء يذكر، تستعد لجنة المال والموازنة لعقد ٩ جلسات الأسبوع المقبل، اولاها قبل ظهر الإثنين وعلى جدول اعمالها بندان، الاستماع إلى جواب وزير المالية حول فذلكة مشروع قانون الموازنة العامة والموازنات الملحقة، ودرس مواد الموازنة. وفي وقت تتهيّأ أكثر من كتلة سياسية لمناقشة الموازنة بندا بندا ومحاولة ادخال تعديلات اليها لأن شكلها الحالي ليس على قدر طموحاتها، غرد نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني عبر "تويتر"، قائلا "انجزنا موازنة لجمت التدهور الحاصل، وستكون هناك نقاشات وأخذ ورد لكن الموازنة ستقر، وهي لا ترضي تطلعاتنا ولدينا جملة اعتراضات لكننا لا نريد ان نحملها كل ما في البلد، فالأساس ان تكون هناك نظرة اقتصادية رؤيوية".

لا تهاون مع الارهاب: وسط هذه الاجواء، عايد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رجال قوى الأمن الداخلي، في الذكرى الـ158 لانشاء هذه القوى التي تصادف غدا. ونوه الرئيس عون بتضحيات رجال قوى الأمن، الذين يشكّلون مع رفاق السلاح في الجيش والقوى الامنية الاخرى، الدرع الذي يصون السلم الاهلي ويحفظ الاستقرار ويؤمن الطمأنينة للمواطنين. وفيما استذكر شهيدي قوى الأمن اللذين سقطا في الاعتداء الارهابي في طرابلس، شدد على ان تضحيتهما الى جانب شهيدي الجيش، تشكل حافزا للاصرار على ان لا تهاون مع الارهاب بكافة اشكاله ولا تساهل مع اي جهة يمكن ان تجد تبريرات لأولئك الذين اعتدوا بالفعل ام بالقول على سيادة الدولة ومؤسساتها الامنية، او استهدفوا الابرياء والاستقرار في البلاد. الى ذلك، شدد الرئيس عون، في "يوم شهداء القضاء" المصادف اليوم، على الترابط القائم بين عمل الاجهزة الامنية والقضاء في سبيل احقاق الحق والعدالة، مجدداً التأكيد على ان استقلالية السلطة القضائية لا تتحقق في النصوص فحسب، بل عبر تعاون القضاة مع بعضهم البعض، كونهم يشكّلون جسما واحداً يزداد تماسكاً من خلال الحوار والاصغاء والتفاهم في ما بينهم.

اطلاق زكا: على صعيد آخر، أفيد ان السجين اللبناني في إيران نزار زكا سيصل الإثنين الى بيروت برفقة مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي سيصطحبه في طائرة خاصّة. وفور وصولهما، سيتوجّهان الى القصر الجمهوري، حيث سيستقبلهما رئيس الجمهوريّة، ليتمّ بعدها اللقاء الأول بين زكا والإعلام اللبناني.

حديث فارغ: دوليا، اتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، واشنطن، بـ"ممارسة الإرهاب الاقتصادي" ضد بلاده، واعتبر أن عقوباتها ضد شركات البتروكيماويات (والتي فرضتها أمس) أظهرت أن تصريحاتها باستعدادها للتفاوض فارغة. وقال إن هذه العقوبات تشكل انتهاكا لمبادئ القانون الدولي، وأشار إلى أن واشنطن بذلك تنتهج الإرهاب الاقتصادي وتواصل سياستها العدائية ضد إيران.

بولتون: في المقابل، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، إن يجب إنهاء ما سماه 40 عاما من "حكم" الإرهاب، وأضاف عبر تويتر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح إيران الفرصة لتحسين مستقبلها. واشار بولتون في تعليقه على قرار وزارة الخزانة الأميركية، الى فرض عقوبات إضافية على قطاع البتروكيماويات، إن "إنفاق إيران أموالها على دعم الإرهاب سيزيد من سوء وضعها الاقتصادي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o