Jun 05, 2019 3:41 PM
تحليل سياسي

لبنان يودع ابطاله الشهداء والقائد في طرابلس: الضريبة غالية
انتقادات قيادية روحية لتحويل النزاعات السياسية الى مذهبية وسلطوية فئوية
ترامب: فرصة دائمة للحرب مع ايران لكن افضل التحاور معها

 

المركزية- بقي المشهد السياسي الداخلي تحت وطاة عملية "الذئب المنفرد" الارهابية التي دفع ثمنها ابطال من خيرة عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي اثبتوا مرة جديدة انهم بدمائهم وحدها يدافعون عن الوطن ويدفعون ضريبة المناكفات السياسية، ولو ان مجمل المعطيات المحيطة بالعمل الارهابي الجبان اثبتت انه ثأري فردي، بعدما فكَّك الجيش  كل التكتلات والخلايا الإرهابية، وأفقد العناصر المتشددة حرية التحرك، ودحرها الى اوكارها.

القائد في طرابلس: وفيما كانت البلدات والقرى تودع ابطالها الشهداء، انتقل  قائد الجيش العماد جوزيف عون الى طرابلس حيث التقى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وشكره على مواقفه الداعمة للجيش، مشيرا إلى انه والمشايخ الكرام "صمام أمان الوطن لأنهم يحملون مسؤولية وطنية كبيرة تجاهه وتجاه شعبه" . ثم تفقد العماد عون الوحدات المنتشرة في طرابلس، والتقى الضباط والجنود في كل من قيادة لواء المشاة الـ12 وفرع مخابرات المنطقة وقيادة فوج التدخل الأول، ونوه بجهودهم التي أدت إلى حسم الوضع بأقل أضرار ممكنة، من دون المس بالمدنيين رغم سقوط الشهداء العسكريين الأربعة. بسرعة التدخل التي أدت إلى محاصرة الإرهابي الذي تحصن في إحدى الشقق السكنية، ما دفعه إلى تفجير نفسه، مشيرا إلى أن "الضريبة كانت غالية لكنها شرف لنا، فنحن نفتخر بشهدائنا ولن ننساهم أبدا". واعتبر أن "الإرهاب لا دين له، وقد لجأ إلى تنفيذ هذه العملية مستخدما سياسة الذئب المنفرد محاولا إحداث فتنة في مدينة طرابلس"، وشدد على أن "الجيش سيبقى في جهوزية تامة لمواجهة أي خطر يتهدد أمن لبنان وسلمه مهما بلغ حجم التضحيات، لأن رسالته هي الشرف والتضحية والوفاء".

عمليات اخرى ؟ وعلى رغم الطابع الفردي للعملية الارهابية التي نغّصت على اللبنانيين فرحة العيد، ارتفع منسوب القلق من امكان تنفيذ عمليات اخرى ، الامر الذي حضر امس في الاجتماع الامني في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في حضور وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، ووزير الدفاع الوطني إلياس بو صعب، وقائد الجيش ، ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ومدير المخابرات العميد طوني منصور، ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن العميد خالد حمود، اذ أكد عون خلال الاجتماع أن "مواجهة الإرهاب مهمة متواصلة، والتنسيق والتعاون بين مختلف الأجهزة ضروري". كما شدد على «أهمية متابعة المشبوهين وتنفيذ عمليات أمنية استباقية".
وأكدت مصادر امنية أن " المخاوف من عمليات إرهابية قائمة، والخطر موجود رغم تقويض حركة الارهابيين كمجموعات"، مشيرة الى ان العمل جار على ملاحقة الافراد والخلايا الارهابية في شكل دائم من دون الاعلان عن التوقيفات التي تتم باستمرار".

قبلان... دولة ام محميات مذهبية؟ في المواقف القى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة عيد الفطر في مسجد الإمام الحسين، في برج البراجنة، فدعا اللبنانيين الى التنبه والسياسيين الى التعقل " وبخاصة أولئك الذين اعتادوا على إثارة الحساسيات، وتحريك النعرات، وتجييش الغرائز لغايات شعبوية وفئوية، ولأهداف سلطوية شخصية، وقال: كفى لعبا وتلاعبا بهذا البلد، كفى مغامرات وبهلوانيات، هناك واقع على الجميع أن يتعاملوا معه، بما يخدم الصالح العام، ويدفع نحو بناء الدولة التي تحفظ الحقوق وتوزعها على الجميع، على قاعدة من له حق يعطى، ومن عليه حق يؤخذ منه. نعم بهذه النمطية نبني بلدا، ونقيم دولة، ونؤمن فرص عمل، ونحقق عدالة اجتماعية وإنسانية، وننمي الاقتصاد، ونكافح الفساد، ونحد من الجريمة، ونحاسب كل من يتطاول على المال العام، ونرفع الأيدي عن القضاء الذي يتكشف يوما بعد يوم، بأنه مرتهن ومسيس وتابع، كذلك حال القوى العسكرية والأمنية الموزعة على الطوائف والمذاهب. إننا نسأل هل نحن في دولة أم في محميات طائفية ومذهبية؟ وأي دولة هذه القائمة على الحقوق والحصص؟ حقوق من؟ ولمصلحة من؟ وهل هذا هو المبدأ الذي تقوم عليه الدول! أم أنها لعبة شطرنج تلعبها القيادات السياسية باسم الطوائف على حساب الوحدة والشراكة والمصير. من هنا وفي صبيحة هذا العيد المبارك، ندعو الجميع إلى يقظة ضمير، وإلى تحمل مسؤولياتهم في إعادة الاعتبار إلى العمل السياسي النظيف، وخارج إطار لعبة الحصص والحقوق الطائفية والمذهبية، التي إن استمرت على هذا النحو وبهذه المنهجية، فسيطير البلد، ولن يبقى فيه حصة لأحد. فاحذروا الحسابات الخاطئة، والخطى المتهورة، واعلموا أننا في مركب واحد، إن نجا نجونا، وإن غرق غرقنا، فاعملوا على تحصينه وتعزيزه بكل وسائل الأمان، وليكن إبحارنا في الاتجاه الذي يجنبنا ما لا تحمد عقباه. وخاصة أن ما جرى بالأمس من عمل إرهابي وإجرامي استهدف القوى العسكرية والأمنية، وروع الآمنين من أهلنا وإخواننا في مدينة طرابلس، يؤكد أن الخلايا الإرهابية لا تزال موجودة، وخطرها قائم، وقد يكون في أي لحظة وفي أي منطقة من لبنان".

الراعي وحسابات السياسيين: وليس بعيدا، وفي مستهل رياضة روحية تبدأ اليوم وتستمر لغاية ظهر السبت المقبل، ضمن أعمال سينودوس الاساقفة الموارنة برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ومشاركة مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار، القى الراعي كلمة  اكد فيها "اننا ندخل الرياضة وقلوبنا قلقة على الحالة المتردية التي يعيشها لبنان وبلدان المنطقة، والتي لا توحي بالسلام والاستقرار من ناحية السياسات الدولية والنزاعات الإقليمية والمحلية.فعندنا في لبنان نزاعات سياسية تتحول إلى مذهبية تشوه ثقافة الميثاق الوطني والعيش المشترك وصيغة المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة. وإذا بهذه الروح السياسية - المذهبية تتدخل في أمور الإدارة والقضاء وأحكام المحاكم والجيش وقوى الأمن وسواها من الأجهزة الأمنية وفقا لمصالحها، وتعمد إلى زعزعة الثقة بها. ما يعني أن أهل الحكم أنفسهم يهدمون المؤسسات العامة، ويقوضون أسس الدولة القوية ذات الهيبة، دولة القانون والعدالة. فلا يمكن الاستمرار في هذه الحالة على حساب الشعب الذي يعاني من أزمة إقتصادية ومعيشية واجتماعية خانقة". واعتبر ان "الخطر الأكبر الذي يقضي على هوية منطقة الشرق الاوسط وحقوق مواطنيها، هوالمعروف بصفقة القرن السياسية الإقليمية الدولية. وهي العمل على توطين الفلسطينيين والنازحين السوريين في البلدان التي تستضيفهم بإغراءات مالية تدفع لسلطات هذه الدول. وإذا بالأجواء النفسية وإبراز المصالح تسعى إلى جعل التوطين في أذهان الناس أمرا واقعا أو قدرا لا مفر منه".

الموازنة والعودة: في مجال أخر، وفيما تترقب الساحة الداخلية زيارات لمسؤولين كبار عرب واجانب خلال الشهر الجاري مواكبة لورشة النهوض الاقتصادي التي سيطلقها مسار " سيدر" واصلاحاته، يفترض ان تستكمل لجنة المال والموازنة مناقشة مشروع الموازنة وفذلكتها بعد عطلة العيد التي ادخلت البلاد في عطلة سياسية ستمتد حتى الاسبوع المقبل على الارجح مع عودة الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري من اجازتيهما في الخارج، على ان يشكل ما تمخض عنه ملف التوظيف العشوائي قضية سياسية ملتهبة وفق ما اظهرت المعطيات اخيرا.

فرصة للحرب: في المقلب الدولي، وعشية لقائه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون غدا في اطار محاولة تسويق صفقة القرن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب من العاصمة البريطانية لندن حول احتمال الحرب مع إيران: "دائما هناك فرصة ولكن افضل التحاور معها". وأعلن أنه لا يمانع التحدث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.

روسيا تعترض طائرة اميركية: الى ذلك، وفي مؤشر غير مطمئن، اعترضت مقاتلة نفاثة روسية طائرة مراقبة تابعة للبحرية الأميركية في المجال الجوي الدولي فوق البحر المتوسط، 3 مرات، على مدار 3 ساعات، الثلاثاء.وبحسب ما نقلت رويترز عن الأسطول السادس الأميركي فإن السرعة القصوى للمقاتلة الروسية تعد غير آمنة، وكادت أن تعرض الطائرة الأميركية للخطر. ووصف الأسطول السادس، في بيان، ما حدث بـ"غير المسؤول"، مشيرا إلى أن الطائرة الروسية كانت تعمل في المجال الجوي الدولي.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o