May 27, 2019 6:59 AM
صحف

ساترفيلد يعود غداً..تليين موقف اسرائيل مقابل بحث لبنان "الاستراتيجية"!

يعود غداً الى بيروت الوسيط الاميركي مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد حاملاً الرد الاسرائيلي ‏على ملاحظات لبنان في شأن ملف ترسيم الحدود البحرية، ويلتقي غداً الثلثاء عدداً من المسؤولين اللبنانيين وفي ‏مقدمهم رئيس مجلس النوب ووزير الخارجية‎.‎
‎ ‎
ونقل زوّار عين التينة عن رئيس المجلس ان لبنان يتمسك اليوم أكثر من الأيام السابقة بالحل الذي يراه مناسباً لاستعادة ‏كامل حقوقه المغتصبة وذلك في ضوء ما لاحظه من استعجال أميركي - اسرائيلي للانتهاء من النزاع الحدودي القائم ‏مع لبنان وادراكه ان وراء الاكمة ما وراءها، خصوصاً ان الولايات المتحدة الاميركية هي التي بادرت اليوم الى اعادة ‏تحريك هذا الملف المتنازع عليه مع اسرائيل طارحة نفسها كوسيط ضامن لما سيتم التوافق عليه برعاية الامم المتحدة‎.‎‎ ‎
واكد الزوّار نقلاً عن بري ان لبنان لم يحصل بعد من ساترفيلد وتالياً من تل أبيب على جواب نهائي وواضح في شأن ‏تلازم الترسيم البري والبحري، علماً ان نقطة ما يعرف برأس الناقورة هي الأساس في الخلاف القائم على الحدود ‏البرية والبحرية وان من شأن تسويتها ان تعيد إلى لبنان كامل المساحات المغتصبة ومنها الـ830 كلم التي تدعي ‏اسرائيل ملكيتها ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان‎.‎

تقدّم في المفاوضات: وافادت المعلومات ان الوساطة التي يقوم ساترفيلد بين لبنان وإسرائيل تتناول الحدود البرية والبحرية معاً. ‏ولاحظت المراجع اللبنانية وجود قرار أميركي ـ إسرائيلي بإحراز تقدم مع لبنان في إطار سَعي واشنطن إلى إعطاء ‏انطباع للرأي العام العربي والدولي مفاده أن مشروع "صفقة القرن" يتقدم تدريجاً. ذلك أن واشنطن تنظر إلى ‏المفاوضات بين لبنان وإسرائيل كجزء من هذا المشروع، وليس كجزء من تعزيز تنفيذ القرار الأممي الرقم 1701. ‏وتأمل في أن يؤدي التقدم في ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل إلى خلق مناخ سلام يشجّع لاحقاً على انخراط لبنان في ‏مشروع السلام الجديد‎.‎ 
وأولى علامات التقدّم في هذا المجال بروز تفاهم بين الجانبين على إبقاء منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر ‏خارج الترسيم الحدودي الحالي، على أن تتركّز المفاوضات على الانتقال من حدود "الخط الأزرق" الذي رُسِم بعد ‏حرب 2006 إلى حدود الهدنة التي شرّعتها اتفاقات سنة 1949 وجَدّدت إسرائيل الاعتراف بها أثناء مفاوضات اتفاق ‏‏17 أيار 1983. وعُلمَ أن الحكومة اللبنانية ـ "حزب الله" ضمناً، أبلغت الى الوسيط الأميركي موافقتها على هذا ‏الاقتراح الذي "يعفي" لبنان من طلب وثيقة ملكية هذه المنطقة من الحكومة السورية التي تبدي رفضاً في هذا الشأن. ‏كما تعطي "حزب الله" ذريعةَ القول إن التحرير غير ناجز، فيبرر بقاء السلاح‎.‎ 
وعُلم أيضاً أنّ ساترفيلد نقل إلى الحكومة اللبنانية، في زيارته الأخيرة، موافقة إسرائيل على الموقف ‏اللبناني من النقاط الخلافية الـ 13 على الحدود الوسطى بين البلدين، والتي تشكل مساحتها نحو 5 كلم². إذ كانت ‏إسرائيل حتى الآن تعتبر هذه النقاط جزءاً من حدودها (منطقة الجليل). وأبلغت الولايات المتحدة الأميركية الى الجانب ‏اللبناني أن عليه، مقابل تقدم المفاوضات، أن يعزّز دور الجيش اللبناني في الجنوب ويضبط الخروقات وينفذ القرار ‏‏1701 تنفيذاً صارماً في انتظار الحل النهائي. وسيُعقد اجتماع بين قيادتي الجيش والقوات الدولية (اليونيفيل) في ‏اليومين المقبلين لتعزيز التعاون واستكشاف نقاط التمركز الجديدة‎.‎ 
وذكرت معلومات أن واشنطن ضغطت على إسرائيل لتليين موقفها في مفاوضات ترسيم الحدود، مقابل وعد من ‏الحكومة اللبنانية بالشروع قريباً في وضع استراتيجية دفاعية تعالج من خلالها وضع سلاح "حزب الله‎".‎
أما بالنسبة إلى الحدود البحرية، فينتظر أن تقدّم واشنطن في زيارة ساترفيلد المنتظرة غداً خريطة جديدة تأخذ في ‏الاعتبار مصالح لبنان، مقابل تساهل لبناني في خلق تعاون دولي من خلال تلزيم الآبار وتسويق إنتاجها‎.‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o