May 23, 2019 3:02 PM
خاص

قرع طبول الحرب في المنطقـــة مستمر بين واشنطن وطهران
أي أبعاد لتصويب خامنئي على روحاني وظريف في هذا التوقيت؟!

المركزية- في آخر فصول التوتر الاميركي – الايراني، أعلن مسؤولان أميركيان لرويترز أن وزارة الدفاع الأميركية تدرس طلبا من الجيش لإرسال نحو 5000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط. وقال المسؤولان إن "القيادة المركزية الأميركية هي التي قدمت الطلب، لكنهما أضافا أنه ليس من الواضح ما إذا كان البنتاغون سيوافق على الطلب". كما قال أحد المسؤولين إن "طبيعة القوات المطلوبة ستكون دفاعية".

الكلام الاميركي هذا، أتى ساعات قليلة بعيد إعلان قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني أن الحرس والجيش الإيراني يسيطران سيطرة تامة على شمال مضيق هرمز، وفق ما نقلت وكالة فارس شبه الرسمية. وقال القائد إن "كل شيء في شمال مضيق هرمز تحت سيطرتنا"، في إشارة إلى المضيق الذي يقع عند حافة الخليج الشرقية ويمر منه نحو خمس النفط المستهلك عالميا. وأكد أن تحركات السفن الحربية الأميركية في المنطقة تخضع للسيطرة الكاملة للجيش الإيراني والحرس الثوري.

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن قرع طبول الحرب في المنطقة من قِبل الجانبين على حد سواء - أكان من حيث التصعيد والتهويل في المواقف، أو لجهة الحشود العسكرية الاميركية والايرانية في المياه الاقليمية - سيخلق توازنا للرعب بين القوتين، ويحول على الارجح، دون ذهاب الوضع الى الانفجار والانزلاق الى مواجهة مباشر بينهما.

والحال ان في مقابل كل خطوة نحو المحظور، يُسجّل موقف يؤكد الا نيّة لدى الاميركيين او الايرانيين بالذهاب الى حرب. وقد أكد البيت الابيض امس، من جديد، أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرغب في رؤية تغيير في سلوك إيران ولا يسعى للحرب"، في حين اعلن حشمت الله فلاحت بيشه، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أن إيران لن تخوض "تحت أي ظرف من الظروف" حرباً مع الولايات المتحدة، لا مباشرة ولا بالوكالة، بحسب ما أفادت وكالة أنباء إيلنا شبه الرسمية.

واذا كان الموقف الاميركي، الجمهوري والديموقراطي في آن، واضحا في رفض الحرب (حتى الساعة)، فإن الوضع ليس مشابها في ايران. فالصراع التقليدي بين الخطيّن المعتدل (ويمثّله الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف) والمتشدد (ويمثّله المرشد الاعلى للثورة علي خامنئي والحرس الثوري)، تجلّى مجددا في الساعات القليلة الماضية حيث انتقد خامنئي رئيس البلاد ووزير الخارجية لانهما لم يتصرفا كما كان يرغب بالنسبة لتطبيق الاتفاق النووي. وأضاف خامنئي، في تعليقات نشرها موقعه الرسمي على الإنترنت "إلى حد ما، لم أقتنع بالطريقة التي طبق بها الاتفاق النووي. في كثير من الأحيان، ذكرت الرئيس ووزير الخارجية بذلك". وتابع "لا أثق كثيرا في الوسيلة التي دخل بها (الاتفاق النووي) حيز التنفيذ.. وأبلغنا مرارا الرئيس ووزير الخارجية وأرسلنا لهم إخطارا".

فصحيح ان هذا الموقف ليس جديدا ولا نوعيا، تضيف المصادر، غير ان توقيته، في حمأة التوتر الايراني – الاميركي، يدل الى ان خامنئي غير راض عن اداء السلطة السياسية في البلاد اليوم.

فهل يريد الاخير الذهاب الى النهاية في المواجهة مع واشنطن، بينما يسعى روحاني الى إحياء المفاوضات؟ وهل يمكن ان يفرض المرشد، وهو المرجع الاعلى في ايران، خياراته، فتذهب المنطقة الى ما لا تحمد عقباه؟ على الارجح، لا، لكن يبقى كلّ شيء واردا، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o