Feb 28, 2018 5:09 PM
تحليل سياسي

الزيارات الاميركية والسعودية تعيد التوازن للبنان والحريري في المملكة الانتخابـــات مدخـــل اعـــادة اطــــلاق التيار السيادي اشتباكات الغوطة تتفوق على الهدنة واتهامات متبادلـــة بالخرق

المركزية- نجحت المملكة العربية السعودية، ان بزيارة موفدها الملكي نزار العلولا لبيروت على مدى يومين او بمحطة رئيس الحكومة سعد الحريري فيها اليوم واجتماعه مع الملك سلمان بن عبد العزيز، في اثبات نظرية ان عودتها الى المسرح اللبناني تحولت الى الحدث السياسي الابرز وتفوقت، حتى على الحضور الاميركي مع زيارتي وزير الخارجية ريكس تيلرسون ومساعد نائبه ديفيد ساترفيلد، على رغم اهمية الملف الحيوي الذي حملهما على زيارة بيروت. فالجو السعودي الجديد اعاد التوازن الى المشهدين اللبناني والاقليمي، واثبت ان لبنان غير متروك، خصوصا انه وجه رسائل اقليمية الى ايران تحديدا، عشية الانتخابات النيابية، لم تعد خافية على احد، كانت استبقتها اخرى اميركية مفادها "ان الامر لنا" في حل النزاع النفطي بالحوار، والدولة في لبنان مع هذا الخيار، وفق ما تبين من موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي رجح كفة التحكيم الدولي على خطاب التهديد والوعيد الذي اطلقه حزب الله.

في الرياض: على هذا الاساس، انتقل الرئيس الحريري ليلا الى المملكة التي فتحت له ابواب القصر الملكي

فاستقبله خادم الحرمين الشريفين في مكتبه في قصر اليمامة، وتم استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث مستجدات الأحداث على الساحة اللبنانية. والاستقبال الذي عكست صوره حفاوة وارتياحا، حضره وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان، وزير الخارجية عادل الجبير، المستشار في الديوان الملكي نزار بن سليمان العلولا، سفير المملكة لدى لبنان وليد بن محمد اليعقوب وسفير لبنان في المملكة فوزي كبارة. ومن المقرر ان يلتقي الحريري ايضا ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان. وكان الحريري وصل فجرا الى الرياض في زيارة هي الاولى له الى المملكة بعد اشهر على تقديم استقالته منها. وكان في استقباله في المطار، العلولا والوزير المفوض وليد البخاري والسفير اللبناني والمراسم الملكية.

دعم الدولة: والدخول السعودي على المسرح اللبناني حمل في ابعاده اكثر من تغيير، اذ، كما قالت اوساط سياسية اطلعت على مضمون الزيارة لـ "المركزية" إن المملكة حرصت في الشكل على تأكيد وجودها في معادلة التوازن السياسي في بيروت، وواهم من يعتقد انها خرجت، لانها لاعب اساسي حفاظا على مشروع الدولة، وقد سجلت بذلك نقطة تفوق على محور الممانعة، بإعادة لبنان مسرحا دوليا اقليميا من ضمن خدمة لهدف المشروع السيادي في مواجهة محور الممانعة المنكفئ منذ مدة، والمتوقع في ضوء الاندفاعة السعودية ان يحرّك احد موفديه نحو بيروت، الا ان الثابت والاكيد ان ابواب السراي لن تفتح له مجددا هذه المرة.  اما في المضمون، فأضافت الاوساط ان كلام العلولا تركز على ضرورة تقوية الدولة وان المملكة لن تتوانى عن تقديم الدعم للقوى التي تدور في الفلك السيادي، ليس على الطريقة الايرانية بدعم قوى فئوية من ضمن مشروع اقليمي، بل ان دعم دول الخليج بمجملها ينطلق من دعم مشروع لبنان، ما يستوجب تاليا دعم هذه القوى التي تضع نصب اعينها هدف قيام الدولة، لانها اذا فقدت فاعليتها وقوتها وتأثيرها، يصبح لبنان لقمة سائغة في فم ايران، وهذا ما لن تسمح به. من هنا، الحرص على الدور الخليجي تأكيدا ليس لمشروع سعودي او خليجي بل لمشروع دولة لبنان. واذ اكدت ان المملكة لن تتدخل في تفاصيل تتصل بكيفية جمع هذه القوى مجددا، لان المهمة تقع على عاتقها لتقدّر سبل اعادة تفعيل هذا المشروع، شددت على ان المهم بالنسبة اليها، تماسك وتفاهم وتكامل هذه القوى، لانها ضمانة للبنان وسيادته وللمشروع العربي في مواجهة الاختراقات الايرانية، ولأن الاستقرار لا يمكن ان يتأمن عن طريق ساحة مفتوحة يستخدمها حزب لاستراتيجية ايرانية اقليمية. ولفتت الى ان الموفد السعودي شدد على اهمية سياسة النأي بالنفس وان تشكل الانتخابات النيابية مدخلا لاعادة اطلاق تيار سياسي سيادي وطني.

لقاء الاربعاء: في الاثناء، اشاد رئيس المجلس النيابي نبيه بري بزيارة الموفد السعودي الذي سيعود ثانية الى لبنان لاستكمال لقاءاته، وفق ما أبلغ نواب لقاء الاربعاء النيابي، وقد نقل عنه هؤلاء ان زيارة العلولا سادتها الأجواء الودية، وأنه سمع كلاماً إيجابياً للغاية عن لبنان ودوره التاريخي والحضاري وأن الزيارة تسعى لترميم العلاقة مع لبنان. وتطرق بري أيضا الى مواضيع عديدة، وطغت اجواء التحضير للإنتخابات على المشاورات. واكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي "انه لم يتم التطرق خلال اللقاء الى ملفي النفط والغاز وان الموقف اللبناني منهما موحد، مضيفا "في ما يخص الموازنة، الرئيس بري سبق أن عبر عن موقفه بضرورة انهائها قبل 5 آذار".

لجنة الموازنة: وفي السياق، اجتمعت اللجنة الوزارية المكلفة دراسة الموازنة مجددا في السراي الحكومي، برئاسة نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني لغياب رئيس الحكومة. وبحسب المعلومات، ستواصل اللجنة بحثها في نفقات الوزارات، على ان تجتمع غدا ايضا، لتنهي اعمالها الاسبوع المقبل. وقبل الاجتماع، أجاب وزير الاشغال يوسف فنيانوس على سؤال عما اذا كان سيقبل بتخفيض موازنة وزارته  بالقول "بعد ما وصل الدور عليي" واعتقد ان الجميع متفق على ان مؤتمر "سيدر" سيزيد الاموال للبنى التحتية. اما وزير المال علي حسن خليل، فقال استبعد انتهاء المناقشات اليوم.

لا عفو: على صعيد آخر، وفي وقت يكثر الحديث عن اصدار قانون للعفو العام قبيل الانتخابات النيابية، أكد رئيس الجمهورية لوفد من عائلات شهداء الجيش اللبناني زاره في بعبدا، "عدم شمول قانون العفو العام الذي يتم العمل على اقراره في مجلس النواب قبل انتهاء ولاية المجلس الحالي، اولئك الذين ارتكبوا جرائم قتل بحق العسكريين". وأكد لهم انه "يتابع هذا الموضوع انطلاقاً من حرصه على الوفاء لشهادة العسكريين الذين استشهدوا في سبيل الحفاظ على الاستقلال والسيادة والكرامة الوطنية، وانه لن يوقع اي قانون عفو عمن ادين او سيُدان بقتل عسكريين".

القتال مستمر: اقليميا، وفي ثاني ايام الهدنة الانسانية في الغوطة الشرقية، دارت اشتباكات عنيفة منذ منتصف الليل عند أطراف الغوطة قرب دمشق، رغم بدء سريان الهدنة الروسية القصيرة صباحاً لليوم الثاني على التوالي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال "إن قوات النظام ووسط "قصف جوي ومدفعي عنيف على مناطق الاشتباك حققت تقدماً محدوداً في منطقتي حوش الظواهرة والشوفينية في شرق المنطقة المحاصرة".

روسيا تتهم المعارضة: في المقابل، أعلن الجيش الروسي أن "لم يتمكن أي مدني من مغادرة الغوطة اليوم جراء القصف الذي تشنه المعارضة، في حين اشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى أن "مقاتلي المعاضة متحصنون" في الغوطة ويمنعون وصول المساعدات وإجلاء الراغبين في الرحيل رغم إعلان موسكو ممرا إنسانيا، لافتا أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف الى أن موسكو ستستمر في دعم الجيش السوري إلى أن يقضي تماما على "خطر الإرهاب". أما وزارة الخارجية الفرنسية، فدعت روسيا وإيران إلى ممارسة "أقصى درجات الضغط" على الحكومة السورية لتنفيذ وقف إطلاق النار المدعوم من الأمم المتحدة في الغوطة الشرقية والذي تقول باريس إن جماعات المعارضة وافقت بالفعل على دعمه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o