May 22, 2019 12:50 PM
أخبار محلية

"المستقبل" نظّم ندوة عن "صفير... بطريرك الرسالة"
تأكيد على مسيرته الداعية الى الوحدة والشراكة

المركزية- نظّم تيار "المستقبل"، ندوة استذكر فيها البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، تحت عنوان "صفير.. بطريرك الرسالة"، بمشاركة رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، كاتب سيرة البطريرك انطوان سعد والأمين العام للجنة الوطنية الاسلامية - المسيحية للحوار محمد السماك.

حضر الندوة عضو كتلة "المستقبل" النائب هنري شديد، ممثل عن قيادة بيروت في "التيار الوطني الحر" غابي جبرايل، واعضاء من الأمانة العامة والمكتبين السياسي والتنفيذي وكوادر التيار.

واستهلت الندوة بكلمة ترحيبية من الأمين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري الذي قال "قدرنا ان يرحل الكبار عنا، من دون ان يرحلوا منّا. البطريرك صفير عاش لنحيا في لبنان الذي نريد، لبنان الشراكة والمحبة، لبنان المصالحة والمصارحة والمسامحة، لبنان السيادة والحرية، لبنان العيش الواحد والاعتدال".

واكد انه "كان بطريرك رسالة لبنان، وفيا لميثاقه، ويضحي من اجله"، مشدداً على "ان هذه الندوة تحية وفاء من "تيار المستقبل" لروح الراحل الكبير، ولمسيرته الوطنية العامرة بالدفاع عن لبنان، وتأكيد على وفاء "تيار المستقبل" لبطريرك السيادة الذي حمل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري قضية لبنان الحر السيد والمستقل قبل استشهاده، وكان امينا على التقاء الارادة الاسلامية - المسيحية لتحرير لبنان من الوصاية".

وقال "نحن في "تيار المستقبل" اوفياء لبطريرك ثورة الأرز، الذي وقف معنا منذ 14 شباط 2005، وكان من اولياء الدم وبطريرك النضال من اجل العدالة له ولرفاقه الشهداء. والمناسبة اليوم لنقول ان كرامة البطريرك صفير من كرامتنا في "تيار المستقبل"، ومن كرامة كل اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، وان الاجماع الوطني على رفض الإساءة بحق الراحل الكبير، عبرة لمن يعتبر، ودرس كبير لكل صغير لا يحفظ المقامات الروحية والوطنية".

ابو كسم: ثم تحدّث الأب ابو كسم عن رسالة البطريرك صفير الذي "عمل للبنان الوطن السيد والحر والمستقل، ولمشروع العيش الواحد فيه"، لافتا إلى "انه كان يتعاطى الشأن الوطني وليس الشأن السياسي، انطلاقا من الثوابت والمسلمات الوطنية، وسعى كي لا يكون طرفا، حفاظا على هذه الثوابت والمسلمات".

وتوقف عند العلاقة المميزة التي جمعت البطريرك صفير بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، مستذكراً "محطات حرص البطريرك صفير على المناصفة والميثاق الوطني، وظروف نداء المطارنة الموارنة الشهير، ومصالحة الجبل الذي كان صفير يؤمن بأنه قلب لبنان، ويجب أن يكون سليما".

وختم "اكشف هذا الأمر للمرة الأولى، البطريرك صفير كان صاحب شعار لبنان الرسالة الذي استخدمه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عندما زار لبنان، وكان رسالة لبنان والانسان في لبنان، على امل ان نكون على قدر المسؤولية لنحمل هذه الرسالة ونحفظ لبنان".

سعد: من جهته، اكد كاتب سيرة البطريرك سعد "ان البطريرك صفير كان يملك خطة واضحة لتحرير لبنان منذ اللحظة الاولى لانتخابه، وكان يدرك أن السيطرة السورية لن تنتهي إلا بالوحدة الوطنية في مواجهتها".

واشار إلى "ان انفتاح صفير على الوسط الاسلامي كان لتحقيق هذه الوحدة الوطنية، فكانت اول زيارة له إلى دار الفتوى حيث التقى المفتي الشهيد حسن خالد، لكن مشروع الوحدة الوطنية انضرب مع استشهاد المفتي خالد".

واستعاد من خلال قراءة مقتطفات من كتابه الجزء الاول من سيرة البطريرك، ظروف الانقسام بين حكومة الرئيس سليم الحص والحكومة العسكرية التي شكّلها العماد ميشال عون، والضغوط التي مورست على البطريرك صفير للاعتراف بها، "لكنه لم يفعل لأنها لم تراع شروط الوحدة الوطنية".

ولفت إلى "ان البطريرك صفير كان يرى ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري قادر ان يلعب دور الرئيس الراحل رياض الصلح، وكان كل همّه كيف تكون المعارضة وطنية لتحرير لبنان، وبالفعل نجح مشروعه يوم تحققت الوحدة الوطنية، بعد اغتيال الرئيس الشهيد".

السمّاك: في الختام، تحدث السمّاك، فقال "مع البطريرك الياس الحويك ولد لبنان الكبير، ومع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير ولد لبنان الموحد، وما بين الحويك وصفير مر لبنان بتجارب، لكن الله نجاه من الشرير، والشرير هنا شريران، الأول لا يريد لبنان كبيراً، والثاني لا يريده موحداً، فعانى لبنان كثيراً كي يكون كبيراً، وكي يبقى موحدا".

اضاف "ادوار إيمانية قاومت الشرير، من المفتي الشهيد حسن خالد الذي دفع حياته ثمنا لإيمانه بلبنان الكبير، والأمام المغيب موسى الصدر الذي دفع ضريبة إيمانه بلبنان الموحد، ومع ذلك لم تسقط راية لبنان الموحد ولبنان الكبير، وجاء من يحمل الرايتين معا حتى الشهادة، عنيت به الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وتوقف عند دور البطريرك صفير الوطني قبل اتفاق الطائف وبعده، مستذكراً عدداً من المحطات التي لعب فيها دورا محوريا من اجل لبنان، لا سيما في السينودوس من اجل لبنان الذي انعقد في الفاتيكان.

واشار السمّاك إلى "سابقة حصلت تجلت في حرص البابا يوحنا بولس الثاني على ان يكون البطريرك صفير معه في السيارة التي جال بها في لبنان، وهذا ما لم يحصل في اي بلد آخر، وكان إشارة إلى مكانة صفير عند البابا".

وختم "هناك من انتهج الدين كحرفة فحل القتل، وهناك من آمن به رسالة حب وسلام، كالبطريرك صفير الذي كان سعيه الدائم إلى التوافق والوحدة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o