May 21, 2019 2:58 PM
خاص

واشنطن تدفع في اتجاه تعزيز العلاقات الروسية-الاسرائيلية
تل ابيب في الحل السوري... ما توافق عليه يناسب البيت الابيض

المركزية- منذ وصول الرئيس دونالد ترامب الى رأس السلطة في الولايات المتحدة الاميركية، كرت سبحة  انجازاته لصالح إسرائيل. من الاعتراف بالقدس عاصمة لها، الى ما نسجه ومستشاره جاريد كوشنير من "صفقة القرن" التي يبدو سيعلنها بحسب وكالات الاعلام العالمية بعد شهر رمضان، الى الاعتراف بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان. هذا في السياسة، اما في الميدان فالأمر سيّان. يد تل ابيب مطلقة في سوريا ما دامت ترى خطرا على أمنها وحدودها. ولا تقتصر اشارة الضوء الاخضر على واشنطن بل على روسيا ايضا التي، وعلى رغم علاقاتها مع النظام السوري ومع ايران التي تتشارك واياها في منصة استانة، لا تنفك تغض الطرف عن سلسلة الاستهدافات الاسرائيلية الجوية لمواقع ايران واذرعها العسكرية في سوريا، نتيجة ما يمكن وصفه باتفاقات ضمنية، وتوطيد العلاقات التي تتجه في مسار ايجابي تصاعدي بين الدولتين منذ مدة، قافزة فوق كل الاشكالات والتباينات التي عكرت صفوها، لا سيما بعد اتهام روسيا تل ابيب باستهداف طائرة تابعة لقواتها الجوية في الاجواء السورية منذ مدة، وبقيت الحادثة من دون رد روسي على رغم التهديد والوعيد الذي رافق تلك الحقبة، حتى ان الاعلام الايراني لم يتوان انذاك عن اتهام موسكو بالتواطؤ مع اسرائيل وقب الباط لها في شن الغارات.

واشنطن تنظر بعين الرضى الى هذا المسار، كما تقول اوساط دبلوماسية غربية لـ"المركزية"، فبالنسبة الى البيت الابيض، اسرائيل اولا في الشرق الاوسط وانعكاسات تطور العلاقات الروسية- الاسرائيلية التي تتوسع دائرة بيكارها من السياسة والامن الى الاقتصاد والشؤون التقنية، لا بد ان تنعكس ايجابا على سياساته المرسومة للمنطقة لا بل تخدمها. من هنا فإن الولايات المتحدة ستمضي قدما في اتجاه دفع جهود مواصلة تعزيز التعاون الروسي- الاسرائيلي في المنطقة.

وترى الاوساط ان سياسة الرئيس فلاديمير بوتين وحنكته المشهود لها تمكّنه من ان يلعب في آن على حبلي تعزيز علاقاته مع اسرائيل والتعاون في الداخل السوري مع ايران كحليف سياسي، وهي على عداء مع اسرائيل وتعتبرها غدة سرطانية يجب استئصالها من الوجود على حد تعبير المسؤولين الايرانيين، كاشفة ان روسيا مكلفة من ضمن الاتفاقات المعقودة تحت الطاولة بإخراج المسلحين غير السوريين من سوريا وعلى الارجح معالجة اشكالية سلاح حزب الله في لبنان، من هنا جاءت دعوة وفد منه للمشاركة في مؤتمر امني انعقد في موسكو، لم يدع لبنان الرسمي اليه، وهو ما وضعته الاوساط في خانة بدء "ترويض" الحزب.

وابعد، تضيف الاوساط ان ملف التسوية السياسية في سوريا يحضر في كل اللقاءات والاتصالات بين المسؤولين الاسرائيليين والروس، حتى انها لا تستبعد ان تكون اسرائيل شريكة في الحل، فواشنطن توافق على اي صيغة يتم التوافق عليها في سوريا اذا ما قبلت بها حليفتها الاستراتيجية في المنطقة ما يؤهل تل ابيب تاليا لدور الشراكة هذا.

اما في ما خص مصالح موسكو، فترى الاوساط الدبلوماسية، ان الكرملين يعتبر ان عودته القوية الى الساحة الشرق اوسطية، لا بد ان ترتكز الى دعائم اساسية تمثلها اسرائيل ودول الخليج بزعامة السعودية اضافة الى مصر وتركيا. وهي تعمد الى نسج شبكة علاقات عنكبوتية مع الدول المشار اليها من شأنها ان تثبّت قدميها في الشرق الاوسط. وفي معرض تدعيم وجهة نظرها، تذكّر بموقف وزير الخارجية سيرغي لافروف بعد اجتماعه مع نظيره الاميركي مايك بومبيو الاسبوع الماضي، حينما قال "اتفقنا على الحل السياسي في سوريا". وقد ترافق مع تسريبات اميركية عن ارتياح واشنطن للتقارب الاسرائيلي- الروسي ولعب تل ابيب دورا في الحل في سوريا. فهل تقبل اسرائيل باحياء المعادلة السابقة التي كانت قائمة على ان يتولى النظام ضبط الفلتان على حدوده في الجولان بعد ان بقيت هادئة ومستقرة طوال عقود، في حين كانت جبهتا لبنان وغزة تشتعلان وتنطلق منهما الحروب؟ ام انها ستوافق على صيغة جديدة يكون المكوّن العلوّي خارجها، اي آل الاسد، فتنتقل السلطة الى الطائفة السنية في سوريا فيرضى العرب لا سيما السعودية ومصر ما يساعد على الدفع باتجاه خطوات ايجابية لترجمة صفقة القرن؟ هنا يكمن السؤال الكبير والجواب رهن الايام المقبلة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o