May 17, 2019 2:45 PM
خاص

جنازة صفير: تكريم استثنائي من بطريرك "وفي"

المركزية - بصمت، أغمض بطريرك الاستقلال الثاني عينيه ومضى. قال ما قاله ورحل. عام 1920 كانت ولادته، قبيل ولادة "لبنان الكبير". نما وترعرع في ربوع ريفون الكسروانية، وكانت أحلامه بحجم الوطن. عُيّن بطريركاً عام 1986، وسيم كاردينالاً عام 1994. شهد على أصعب المراحل التي طبعت تاريخ لبنان بالدم والدمار، من "حرب الآخرين" على أرضنا الى حرب الإخوة، فكان لا بدّ له من اتخاذ مواقف جريئة لحماية أبناء رعيته الموارنة والمسيحيين، فكان نداء بكركي  الشهيرعام 2000 حين طالب للمرة الاولى علناً بانسحاب الجيش السوري من لبنان. دعم لقاء قرنة شهوان وثورة الأرز واستحق لقب "بطريرك الاستقلال الثاني"، ساهم في إعلان السينودس من أجل لبنان مع صديقه البابا يوحنا بولس الثاني وأسس الصندوق التعاضدي الصحي الاجتماعي الماروني، فاستحق لقب "أيقونة الكرسي البطريركي". إنه الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

استقال عام 2011 وسلّم الامانة الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، واطمأن باله إلى كنيسته، فاستراح وانصرف الى الصلاة. اليوم تطوى صفحة من صفحات التاريخ، لكن رسالة البطريركية المارونية مستمرة مع خلفه البطريرك الراعي، الذي يحمل مشعل الأمانة ويضيء مستقبل الموارنة في هذا الشرق، لما فيه خير المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً.

ويرى المراقبون أن ما شهده الأسبوع الجاري، خير دليل إلى أن الكنيسة المارونية ما زالت في خير وفي أيادٍ أمينة. فإلى مواقفه الكنسية والروحية ووقفاته الوطنية، أثبت البطريرك الراعي مقولة "خير خلف لخير سلف"، فهو تابع التحضيرات منذ لحظة وفاة الكاردينال صفير وحتى مراسم الدفن، بأدق تفاصيلها وعمل جاهداً على أن يكون هذا التكريم على مستوى "هذه الأرزة"، فأعطى سلفه حقه من حيث الاهتمام وحرص على إقامة جنازة تليق به وبعطاءاته وإرثه الكبير. كما لاقت عظة الراعي في الجنازة استحساناً عارماً في الاوساط السياسية والروحية والشعبية الحريصة على الوطن ورسالته، وشكّلت تتويجاً لما شهدته بكركي في الأيّام الأخيرة، من حسن تنظيم وخير تكريم.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o