May 16, 2019 1:34 PM
خاص

مماطلة وتسويف وتناقضات: "برج بابل" الموازنة فـــي الحكومة... متى ينتهي؟
تسجيلُ ما أُقرّ ضروري لوقف الدوران..و"سيدر" يتطلب إصلاحاتٍ مع خفض العجز

المركزية- بعد ان تجاوز عدد الجلسات الوزارية المخصّصة لدرس مشروع موازنة 2019، الـ13، وفي وقت يُشاع عشيّة كلّ منها، أنها ستكون الاخيرة، قبل ان تأتي الوقائع لتدحض هذه الاجواء الايجابية وتُظهر ان التفاؤل غير مبني على أية أسس حسيّة دقيقة، ترى مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية"، أن من الافضل، والحال هذه، وقف العدّ والعدول عن إشاعة مناخات زهرية في شأن الموازنة، حتى إشعار آخر.

ففي رأيها، مناقشات مجلس الوزراء تدور في حلقة مفرغة ولا تحرز اي تقدّم. وفي كلّ مرة يخال الوزراء ان تم الاتفاق على بند معيّن في الموازنة، وبُتّ به، يتفاجأون بأن بعض زملائهم عاد ليطرح قضايا ظنّوا ان تم الانتهاء منها، في حين لا يزال بعضهم حتى اليوم، يقدّم أوراقا تتضمن رؤيته "الخاصّة" للموازنة!

وليكتمل "التخبّط"، يُسجّل تناقض واضح بين الوزراء، أبرزه بين وزير الاعلام جمال الجراح الذي أعلن في ختام مجلس الوزراء، منذ ايام، الاتفاق على التدبير رقم 3 في المؤسسات العسكرية والامنية، قبل ان يخرج وزير الدفاع الياس بوصعب ويقول ان اي تفاهم في شأنه لم يحصل! وإزاء هذا المشهد "البرج بابلي" وزاريا، تعتبر المصادر ان لا بد من تدوين ما يتم الاتفاق عليه في مجلس الوزراء، وما يُقرّ من بنود في الموازنة، وتسجيلها مع تفاصيلها والارقام، بوضوح، في نهاية كل جلسة، مع نشرها في الاعلام اذا أمكن، بحيث تُصبح مكرّسة وثابتة، وتُقطع الطريق على طرحها مجددا على بساط البحث، من جهة، وعلى الالتباسات والتناقضات بين أهل الحكومة الواحدة في شأنها، من جهة ثانية.

الى ذلك، تطبع المماطلة وفق المصادر، النقاشات الحكومية. فبدل الاستنفار والتأهب صباحا ومساء، للانتهاء منها وارسالها الى مجلس النواب لاقرارها قبل نهاية أيار (يجاز للحكومة الصرف على القاعدة الاثني عشرية حتى آخره)، نرى مجلس الوزراء يرجئ اجتماعاته من موعد الى آخر، في تسويفٍ لا يدل الى جدية ومسؤولية في التعاطي مع التحديات الهائلة الاقتصادية والمالية التي يواجهها لبنان.

هذا في الشكل. أما من حيث المضمون، فتقول المصادر ان الدول المانحة لا تريد من لبنان فقط خفض العجز، بل وتنتظر ايضا اصلاحات جدية تستأصل الفساد في الادارات الرسمية وتضع لبنان جديا على سكّة النمو... فهل ستلحظ الموازنة خطوات من هذا القبيل؟

المصادر تقول ان مصير مساعدات "سيدر" سيكون على المحك، ما لم يتم وضع الموازنة "الانقاذية" المطلوبة. وفي معلوماتها، أن باريس، راعية المؤتمر الفرنسي الذي انعقد العام الماضي، لا تزال تمنح بيروت فرصة إثبات جدّيتها وإظهار انها أهلٌ للمساعدة والدعم، من خلال الموازنة المرجوة. وتشير المصادر الى ان المبعوث الفرنسي المتابع لـ"سيدر" بيار دوكان، لن يعود الى لبنان قبل تبلوُر صورة الموازنة، كما ان وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الذي حضر الى بيروت للمشاركة في جنازة البطريرك مارنصرالله بطرس صفير اليوم، سيغادر بعد المناسبة، وقد تكون له بعض النقاشات السريعة مع المسؤولين اللبنانيين، الا ان اي مفاوضات فرنسية – لبنانية أوسع بشأن "سيدر" واستثماراته وأمواله، تبقى مرتبطة بالاصلاحات الاقتصادية والمالية.

فهل يتم وضع حدّ لمسلسل درس الموازنة في مجلس الوزراء "الماراتوني" وغير المبرّر، قريبا؟ والأهم، هل ينتهي الى موازنة ترقى الى مستوى التحديات المحلية وتلاقي آمال الدول المانحة ومتطلباتها؟ من الافضل ان يكون الجواب ايجابيا، والا سقط لبنان في المحظور اقتصاديا..وضاع سيدر!

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o