May 15, 2019 4:18 PM
تحليل سياسي

ايجابية اميركية مزدوجة تجاه لبنان:اسرائيل توقف الاشغال ولا تصعيد جنـوبا
صفير في رحلته الاخيرة الى بكركي..وبري يستعجل الموازنة ويكثف الاجتماعات
الكرملين قلق من استفزاز طهران...وايران: نحن والسعودية نضمن امن المنطقة

المركزية- فرضت رحلة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الاخيرة من مستشفى اوتيل ديو الى بكركي وسط حداد وطني عام نفسها بنداً غير عادي على جدول الحدث السياسي اللبناني الداخلي، فيما كان مشروع موازنة العام 2019 يخضع لجلسة معاينة حكومية ميدانية  تحمل الرقم 13 جديدها سلة افكار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل التي اوجز ابرزها امس، بعدما اعلن في وقت سابق عدم رضاه على المشروع المطروح برمته، وترسيم الحدود الجنوبية يتنقل بين قصري بعبدا وبسترس وعين التينة والسراي، مع الجديد الاميركي الايجابي الذي حمله مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد ساترفيلد.

صفير الى بكركي: فبعد مشاركة شعبية حاشدة في وداع موكب البطريرك على طول الاوتوستراد الساحلي، وصل جثمانه قبيل الحادية عشرة قبل الظهر، الى الصرح البطريركي حيث كان في استقباله عند المدخل الخارجي للصرح، اضافة الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والمطارنة فاعليات حزبية وسياسية وآلاف المواطنين من مختلف المناطق اللبنانية. وعلى وقع ترانيم دينية عزفتها ثلة من قوى الامن الداخلي والزغاريد والصلوات وقرع الاجراس حزنا، وبعد ان أدت له الثلة، التحية، نقل من السيارة وحمل على الأكف الى داخل كنيسة سيدة الانتقال في الصرح حيث سجى لـ24 ساعة الى حين موعد مراسم دفنه الكبرى عصر غد في الصرح. ورأس البطريرك الراعي والمطارنة والاكليروس صلاة وضع البخور لراحة نفسه.

ساترفيلد يجول: على صعيد آخر، تقدّم الملف الحدودي الجنوبي الى الواجهة مع جولة ساترفيلد على المسؤولين. وفي السياق، ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الدبلوماسي الاميركي في قصر بعبدا، ان "لبنان المتمسك بسيادته برا وبحرا وجوا، يرى ان ترسيم الحدود البرية والبحرية الجنوبية يعزز الاستقرار على طول الحدود، انطلاقا من قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701"، داعيا الولايات المتحدة الاميركية الى "المساهمة في تحقيق هذا الهدف، لا سيما لجهة احترام حدود لبنان البرية والبحرية وحقه في التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة". وتداول الرئيس عون مع السفير ساترفيلد، الافكار التي سلمها لبنان الاسبوع الماضي للسفيرة الاميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد، والمتضمنة آلية عمل يمكن اعتمادها لترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وعرض رئيس الجمهورية وجهة نظر لبنان، كما استمع الى موقف الادارة الاميركية، وسيستمر التشاور بين الجانبين اللبناني والاميركي لتوضيح بعض النقاط المرتبطة بهذه الآلية. بعدها زار المسؤول الاميركي عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعرض معه للتطورات. وتركز الحديث حول ترسيم الحدود البحرية والبرية. وساد اللقاء جو من الصراحة والإيجابية وهو محل بحث ومتابعة مستمرين. ومن مقر الرئاسة الثانية، انتقل ساترفيلد الى السراي حيث استقبله رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهرا في حضور الوزير السابق غطاس خوري واستكمل معه مواضيع البحث التي نوقشت في اجتماع الامس بينهما.

في الخارجية: وكان ساترفيلد زار صباحا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في قصر بسترس. وبعد اجتماع دام ساعة، غادر ساترفيلد من دون الادلاء بتصريح. وأفادت المعلومات ان الاجتماع كان ايجابيا جداً، اذ تطرّقا في خلاله الى الاحداث في المنطقة بما فيها ما حصل في الخليج. كما تناول ترسيم الحدود البرية والبحرية. وكان تبادل لوجهات النظر التي تطابقت في كثير من النقاط، وجرى عرض الاحتمالات التي يمكن ان تعرقل مشروع الحل اللبناني المقترح والذي يحظى بتوافق من الاطراف كافة. وقدم باسيل مخارج عدة تحفظ للبنان كامل حقوقه البرية والبحرية وتحقق مصلحته الوطنية. وأفيد "ان باسيل سيستكمل مشاوراته لبنانياً ودولياً ليبلغ الملف حلاً نهائياً يفتح الباب امام استثمار لبنان لحقول الطاقة".

موافقة اميركية- اسرائيلية؟: وليس بعيدا، اكدت معلومات صحافية أن الأميركيين والاسرائيليين وافقوا على الطرح اللبناني على محادثات بوساطة الأمم المتحدة وبرعاية أميركية من أجل حل النزاعات الحدودية عند الخط الأزرق وفي المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر. وكشفت أن المحادثات تركز حاليا على حجم الدور الذي ستلعبه الأمم المتحدة في هذه القضية ومن هي الجهة المعنية في المنظمة الدولية للقيام بالوساطة، كما أن البحث تطرق إلى مستوى التمثيل في هذه المحادثات غير المباشرة وما إذا ستبقى على مستوى العسكريين من الجانبين ام أن تقنيين وديبلوماسيين يمكن أن يشاركوا فيها .في حين أفادت معطيات اخرى، ان ساترفيلد طلب ايضاحات بما يتعلق تحديداً بمسألة التزامن بين ترسيم الحدود البحرية واستكمال ترسيم الحدود البرية وهو سيعود الى ادارته كما سيستطلع الموقف الاسرائيلي قبل العودة مجدداً الى لبنان.

ايجابيات اميركية: وفي السياق، افادت اوساط سياسية مطلعة "المركزية" ان الاجواء الرسمية  سياسيا وعسكريا تتسم بالارتياح جراء الايجابية الاميركية المزدوجة التي عبر عنها المسؤولون في واشنطن ومساعد وزير الخارجية الاميركية  دايفد ساترفيلد اثناء وجوده في بيروت الذي يستمر حتى يوم غد ازاء المسائل ذات الاهتمام المشترك لا سيما موضوع الحدود البرية والبحرية. وتمثلت الايجابية تلك بإبلاغ الجانب الاميركي لبنان بأن اسرائيل ستوقف الاشغال القائمة على الحدود افساحا في المجال امام مزيد من التفاوض عبر الوساطة الاميركية وريثما يتم التوصل الى اتفاق بشأن الحدود.

...ولا تصعيد جنوبا: اما في واشنطن، وبحسب ما افادت مصادر مواكبة لزيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون "المركزية"، فضخت التطمينات الاميركية بعدم تصعيد الوضع جنوبا جرعة جديدة من الايجابية على الزيارة القيادية، اضيفت الى الاجواء المريحة التي خيمت على اللقاءات التي يجريها على هامش الحدث السنوي الذي يشارك فيه لتقييم المساعدات العسكرية للبنان وسبل تعزيزها والتي ستستمر تأكيدا على النية الاميركية في زيادة الدعم للجيش.

مجلس الوزراء: سياسيا، رأس رئيس الحكومة سعد الحريري في السراي جلسة لمجلس الوزراء، يفترض ان تكون ما قبل الاخيرة، لاستكمال درس مشروع موازنة 2019. وفيما أفيد ان الانتهاء منها قد يستدعي جلسة ثانية مساءً، بعد الافطار، اشار وزير الصحة جميل جبق من السراي، قرابة الثانية والنصف، الى ان "لا جلسة مسائية اليوم، على ان يعقد مجلس الوزراء جلسة الجمعة عند الاولى والنصف". وكان وزير المال علي حسن خليل الذي وصل الى السراي حاملا معه الارقام النهائية للموازنة، قال قبل الجلسة ان فريق الوزارة مستمر بإخضاع الأرقام الاخيرة لمشروع الموازنة لمراجعة أخيرة وفق الموازنات التي قدمها الوزراء كل لوزارته "ومن المفترض ان ننجز هذه الأرقام الليلة في مجلس الوزراء".

بري يستعجل: وليس بعيدا، استعجل رئيس المجلس النيابي نبيه بري وصول الموازنة الى المجلس وهو اوعز الى لجنة المال تكثيف اجتماعاتها والانتهاء من درسها خلال شهر. ونقل النواب في لقاء الاربعاء النيابي قوله "إننا ننتظر إنجاز الموازنة في مجلس الوزراء وإحالتها الى المجلس النيابي، وفور ذلك سنشهد إيجابيات على غير صعيد." وانه اعطى توجيهاته لكي تكثف لجنة المال إجتماعاتها لدرس الموازنة وان إقتضى الامر عقد جلستين يومياً من اجل إقرار الموازنة في المجلس في فترة لا تزيد عن شهر.

الكرملين قلق: اقليميا، أعرب الكرملين عن قلقه من استمرار "تصاعد التوتر" حول إيران رغم تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي أكد في روسيا عدم رغبة بلاده في خوض حرب مع طهران. واتهم المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الولايات المتحدة "باستفزاز" إيران.

طهران مستعدة: في الموازاة، أكد مسؤول إيراني كبير أن طهران مستعدة لجميع السيناريوهات من "المواجهة إلى الدبلوماسية"، لكن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتحمل حربا أخرى في الشرق الأوسط. وقال لرويترز أن أي صراع في المنطقة ستكون له "عواقب لا يمكن تصورها". واعتبر أن إيران والسعودية "قوتان رئيسيتان" يمكنهما العمل معا لضمان أمن المنطقة. في المقابل، نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن وزير الدفاع أمير حاتمي قوله إن بلاده ستهزم التحالف الأميركي الإسرائيلي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o