May 15, 2019 3:12 PM
خاص

اتفاق تركي - روسي على اجتماع سريع يبحث الوضع في شمـــــال غرب سوريا
قلق أنقرة من خسارة السيطرة عليه يتفاقم بفعل وقائع الميدان وتقارب موسكو- واشنطن

المركزية- أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير وبوتين اتفقا في اتصال هاتفي بينهما في الساعات الماضية، على ضرورة اجتماع مجموعة عمل بشأن شمال غرب سوريا، في أسرع وقت ممكن. ولفت جاويش أوغلو الى إن هجمات القوات الحكومية السورية تضر بفرص تشكيل لجنة برعاية الأمم المتحدة لوضع مسودة دستور جديد لسوريا.

أما بيان الرئاسة التركية، فأفاد بأن أردوغان قال لبوتين خلال المكالمة إن "مهاجمة مدنيين ومدارس ومستشفيات لا يمكن اعتبارها تمت إلى مكافحة الإرهاب بصلة"، واعتبر أن التصعيد العسكري الحالي من شأنه أن "يضر بالأهداف التي تسعى إليها أنقرة وموسكو في سياق اتفاق سوتشي" الذي جنب المنطقة في حينه هجوما بدا وشيكا للنظام على إدلب ومحيطها.

التنسيق الروسي – التركي هذا، يأتي على وقع هجوم شنّه الجيش السوري وحلفاؤه، بدعم من روسيا، استهدف في الايام الماضية إدلب والمناطق المحيطة بها، وأسفر عن تشريد أكثر من 150 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة، فيما يقول عمال إنقاذ ومسؤولون في الدفاع المدني إن ما يتخطى الـ120 مدنيا قتلوا.

والحال، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ان أنقرة قلقة من تمدد النظام وحلفائه الى ادلب، بما يُخسّرها معركة فرض سيطرتها على هذه المنطقة الواقعة على حدودها. وما فاقم قلق تركيا، تتابع المصادر، هو التواصل الاميركي – الروسي الذي سُجّل في الساعات الماضية، بعد أسابيع من "القطيعة" بينهما، اذا جاز القول. فقد حط وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في روسيا امس، حيث التقى نظيره سيرغي لافروف، فالرئيس فلاديمير بوتين.

وفي ظل مناخات إيجابية دلت الى رغبة مشتركة بتحقيق اختراقات في ملفات عدة ابرزها سوريا، قال بومبيو في مستهل لقائه مع لافروف "أنا هنا اليوم لأن الرئيس دونالد ترامب ملتزم بتحسين هذه العلاقات"، مضيفا "لدينا خلافاتنا، فكل بلد سيحمي مصالحه وسيهتم بشعبه، ولكن لا يعني ذلك أن نكون خصوما في كل قضية". بدوره أبدى وزير الخارجية الروسي استعدادا لفتح صفحة جديدة في العلاقات. وقال "أعتقد أن الوقت حان لبدء بناء نموذج جديد للفهم المتبادل يكون مسؤولا وبنّاء".

وبينما تمر علاقات أنقرة بواشنطن، بفترة برودة، بسبب التباينات بينهما في النظرة الى الوضع شمال سوريا تحديدا، حيث ترفض الولايات المتحدة اي توسّع تركي داخلها قبل ان تتعهّد بحماية قوات سوريا الديموقراطية و"الأكراد" ككل، فيها، خاصة وأنهم حلفاء اميركا الاول في سوريا، تشير المصادر الى ان أنقرة بدأت تشعر بأن هذا التقارب الروسي – الاميركي، وضعها فعلا قاب قوسين، من فقدان فرصة السيطرة على شمال سوريا.

فهل سيكون الاجتماع المنتظر الذي اتفق عليه اردوغان وبوتين، قريبا؟ وهل سينتهي الى اتفاق يطمئن تركيا، ويبدد هواجسها؟ أم أنه قد يُبقي التوجهات الميدانية على حالها، ذاهبة لصالح النظام السوري في إدلب، مقابل توغّل القوات التركية، في مناطق أخرى شرق نهر الفرات وتحكم سيطرتها عليها، فتُبعد قوات سوريا الديموقراطية الكردية عن حدودها، وأبرز هذه المناطق بلدة تل رفعت؟ أو أنّه قد يقصي تركيا من الميدان السوري، نهائيا؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o