May 15, 2019 2:04 PM
خاص

التعيينات الادارية: تعمّق الخلاف المسيحي وبكركي على الخط
تجاوز آلية 2010 يحوّل الادارة الــى "كانتونات" للسياسيين

المركزية- درب جلجلة الحكومة الغارقة في ارقام الموازنة العالقة بين سندان التحرّكات الشعبية ومطرقة الالتزامات الدولية في مؤتمر "سيدر" لجهة الاصلاحات، لن ينتهي مع اقرارها، ذلك ان جملة استحقاقات تنتظرها عند مفترق الطريق إما تكون سالكة "سياسياً" امامها، ولا تملك ترف الوقت لتأجيلها او وضعها على رف الانتظار.

من هذه الاستحقاقات ملف التعيينات الادارية الذي لن يكون بمنأى عن الكباش السياسي بين القوى المشاركة في الحكومة، لاسيما بين "التيار الوطني الحر" من جهة و"القوات اللبنانية" وسائر القوى المسيحية من جهة اخرى، بعدما تبين لهذه القوى وفق ما تقول اوساطها لـ"المركزية" ان التيار اعد خطة لملء الشواغر المسيحية في الادارات بأشخاص محسوبين عليه".

وتطالب جهات سياسية بضرورة احترام آلية التعيينات التي وُضعت عام 2010 واثبتت فاعليتها في وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، لان الخروج عن الالية يُدخل التعيينات الادارية والادارة ككل في المحاصصة السياسية ويحوّلها الى "كانتونات" لقوى سياسية عبر "حشر" ازلامها ومناصريها من خارج الالية.

وفي حين تتمسّك اوساط "التيار البرتقالي" بما تعتبره" حقاً لها بعدما اُقصيت من الادارة بسبب مواقف سياسية-سيادية"، اشارت الى "ان مع وجود رئيس قوي في بعبدا اسمه ميشال عون، من حقنا ان يعوّض علينا بمراكز في الادارة بعد مرحلة من التهميش والمقاطعة والابعاد عن الدولة".

وبررت الاوساط موقفها من حصتها في التعيينات الادارية بالاستناد الى نتائج الانتخابات النيابية التي اعطت التيار صفة الاقوى تمثيلاً في الشارع المسيحي  بما يزيد عن 65% ان لم نقل اكثر، كما ان تكتل "لبنان القوي" هو الاكبر في المجلس النيابي اضافةً الى الحصّة الوزارية داخل الحكومة، وبالتالي تُضيف الاوساط "لا بد ان ينعكس حجمها التمثيلي في التعيينات الادارية المُرتقبة بعدما تبين ان سواها حصل على مراكز ومواقع اكبر من حجمه التمثيلي بفضل الدعم السياسي الذي كان يحظى به من الخارج خلال الحقبة السورية".

الا ان "المنطق" العوني في حصر التعيينات الادارية لا يستسيغه سائر الافرقاء المسيحيين في الحكومة، وفي الشارع المسيحي، لاسيما "القوات اللبنانية" و"المردة"، ما دفع بكركي الى الدخول على خط المعالجة، وهي كانت تستعد لاحياء اجتماعات لجنة بكركي والاجتماع الموسّع بين ممثلين عن الاحزاب والتيارات المسيحية لولا الخسارة الكبيرة في الشارع المسيحي ولبنان بوفاة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

ولم تستبعد المعلومات ان تُشكّل اللقاءات التي ستحصل في بكركي على هامش واجبات تقديم التعازي بصفير مناسبة لتذليل العقبات من اجل استئناف اجتماعات لجنة بكركي.

وفي السياق، اشارت اوساط لجنة بكركي لـ"المركزية" الى "انها انجزت دراسة حول النازحين السوريين وآلية العودة ووضعت البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في اجوائها، وتم الاتّفاق على ان يدعو الراعي الى اجتماع موسّع بعد انتهاء بكركي من مراسم التعازي بصفير، وعلى جدول اعماله ملف النازحين، وهو ما يعكس الاهمية القصوى التي تُعطيها بكركي لهذا الملف الشائك، على ان يخرج المجتمعون بموقف موحّد تجاهه".

ولم تستبعد اوساط اللجنة "ان يتم التواصل مع الجانب الروسي عبر السفارة للوقوف منها على الخطوات التي تمت على صعيد المبادرة حول النازحين وخطة العودة وكيفية التعاون لانجاز هذا الملف بعد ان تحول عبئاً وخطراً محدقاً بالبلد كما يُنقل عن جهات امنية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o