May 13, 2019 4:11 PM
تحليل سياسي

لبنان في الحداد والموازنة في رحلة البحث عـن التخفيضات
المتقاعدون يحاصرون "المركـزي" وساترفيلد في بيروت قريباً
ايران تنفض يدها من "تخريب" السفن واوروبا مع تنفيذ "النووي"

 

المركزية- فيما يمضي "بطريرك الاستقلال" الثاني في رحلته نحو النور الابدي، تاركا اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا يعيشون على أمل قيامة الوطن من جلجلةً المعاناة، عسى الا تطول، مستندين الى عناده بالايمان وقوة دفاعه عن الوجود التاريخي المتأصل في ارض السيادة والحرية التي اعطى لها معنى ودورا جديدين من خلال مسيرته النضالية، على ان يجتمع الوطن، كل الوطن، حوله يوم الخميس المقبل في انحناءة وفاء امام الراعي المخلص الذي أعطى من ايمانه وعلمه وحكمته الكثير، يمضي القيّمون على الوطن في رحلة البحث عن موازنة تنتشله من غياهب الصفقات والسمسرات والسرقات باحثة عن قرش من جيب هذا الموظف وليرة من مخصصات ذاك.

الموازنة: ففي جلسة تحمل الرقم 11، وبعد عاشرة ماراتونية ليلية، انعقد مجلس الوزراء الثانية عشرة والنصف بعد الظهر في السراي برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لمتابعة دراسة مشروع قانون الموازنة العامة. وأفيد ان البند الابرز في المداولات اليوم هو فرض ضريبة 2 أو 3 في المئة على البضائع المستوردة، وأن الإقتطاع من رواتب القطاع العام لم يُحسم ولم يُطرح بعد. في الموازاة، نقل عن أحد الوزراء قوله "بالرغم من كلّ الإجراءات لم نصل بعد إلى الرقم المطلوب حذفه من العجز".

العسكريون المتقاعدون: في غضون ذلك، اجتمع وزير الدفاع الياس بو صعب مع لجنة من المتقاعدين في الجيش اللبناني قبل ظهر اليوم. وتم الإتفاق على نقاط الجدل القائمة ووضع خطة تنسيق بين الوزارة واللجنة. وكان العسكريون أقفلوا كل مداخل مصرف لبنان في بيروت وفي أكثر من منطقة، ومنعوا الموظفين من الدخول والخروج وأكدوا أنهم مستمرون في إعتصامهم السلمي. كما عمدوا الى قطع بعض الطرق الرئيسية والدولية صباحا.

في بكركي: لكن نقاش الموازنة لم يتمكّن من التغطية اليوم على الحدث الابرز لبنانيا وهو رحيل البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، الذي بقي طاغيا على الساحة المحلية. فقد غص الصرح البطريركي في بكركي، بالمعزين، وتقبّل البطريرك الماروني الكاريدنال مار بشارة بطرس الراعي التعازي مع عائلة الراحل. كما اطلع البطريرك الراعي على سير الاعمال في الباحة الخارجية للصرح البطريركي تحضيرا للمأتم الخميس المقبل، فيما يفترض ان يصل جثمان البطريرك صفير الموجود في مستشفى اوتيل ديو الى الصرح الاربعاء حيث يسجى على مدى 24 ساعة. وزار وفد من حزب الله برئاسة رئيس المجلس السياسي ابراهيم أمين السيد بكركي معزيا. وقال السيد: جئنا نقدّم واجب التعازي بكبير من لبنان ولنعبر عن تعازينا وعن الحزن الموجود في لبنان برحيل غبطة البطريرك. وعن مشاركة حزب الله في مراسم دفن البطريرك صفير قال السيد: "ان شاء الله وليس هناك ما يمنع من المشاركة".

إشادات: في المقابل، استمرت المواقف المشيدة بخصال صفير. فقد نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري البطريرك صفير وقال "عاش من أجل لبنان ومات ليحيا لبنان". وجاء في نعي بري: "فجر الأحد، شد غبطة البطريرك الكاردينال قوس روحه وأطلقها عن عمر مديد في حراسة لبنان وخدمة الكنيسة والرعية. وكما كانت الولادة في أيار كان الرحيل كذلك. ربيعي الولادة، ربيعي الرحيل، كثير اللبنان كثير الكنيسة فالأمل والرجاء. مثله كمثل الامام موسى الصدر مثل فكرة القيادة الشعبية والوطنية السياسية والدينية، عمل من أجل الوطن الفكرة والرسالة: الانسان. جسّد مشروع التعايش الوطني بين الطوائف والمذاهب والفئات والجهات والشركة الوطنية. اليوم، يخسر لبنان إحدى بركاته ونعمه وعيونه الحارسة بل أرزاته السامقة التي بقيت تتحدى الريح والأنواء طوال سنوات طويلة".

السفارة الاميركية: من جهتها، قالت السفارة الاميركية في بيان "نتقدّم بأحرّ التعازي إلى الشعب اللبناني عموماً والمجتمع الماروني خصوصاً لخسارته الرمز الوطني والروحي، الذي لعب دوراً مهماً خلال مراحل أساسية في تاريخ لبنان، مضيفة "نشعر بالحزن الشديد جرّاء خبر وفاة غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي كان منادياً قوياً لاستقلال لبنان وسيادته".

السعودية تعزّي: الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية السعودية "ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بعث برقية عزاء ومواساة الى الرئيس العماد ميشال عون رئيس الجمهورية اللبنانية ، في وفاة البطريرك مار نصر الله بطرس. كما بعث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برقية مماثلة للرئيس عون.

إفطار القصر: على صعيد آخر، يقيم رئيس الجمهورية غروب غد افطاراً في قصر بعبدا لمناسبة شهر رمضان، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية ورؤساء المجلس النيابي والحكومة السابقين والوزراء والنواب وسفراء الدول العربية والاسلامية المعتمدين في لبنان وكبار الموظفين المدنيين والعسكريين والاداريين. ويلقي كلمة في الافطار يتناول فيها التطورات على الساحتين المحلية والاقليمية.

ساترفيلد في بيروت: في مجال آخر، وبعدما سلم الرئيس عون آلية لبنان لترسيم الحدود، يزور بيروت نهاية الاسبوع بحسب معلومات "المركزية" نائب مُساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد ، لاستكمال البحث مع المسؤولين في ترسيم الحدود البرية والبحرية، والآلية المفترض اتباعها، برعاية اميركية مباشرة، بعدما طلبت واشنطن سابقا موقفا لبنانيا موحدا من هذه الالية، وقد اتفق في شأنها الرئيسان عون وبري بحيث تتم عملية الترسيم برا وبحرا بالتوازي وليس في البر قبل البحر، فيما لم يصدر اي موقف من رئيس الحكومة سعد الحريري في هذا الشأن حتى اللحظة، علما ان نقطة الخلاف الاساسية تتعلق بترسيم نقطة الحدود اللبنانية الاخيرة البرية في الجنوب عند منطقة الناقورة، والتي يفترض ان تنطلق منها عملية ترسيم خط الحدود البحرية.

موغريني والنووي: اقليميا، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، "ان الاتحاد يدعم تنفيذ الاتفاق النووي الدولي مع إيران دعما كاملا، ويريد من القوى المتنافسة تجنّب أي تصعيد آخر بشأن القضية". وأضافت موغيريني للصحافيين قبل اجتماع لوزراء خارجية دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا الموقعة على الاتفاق "سنواصل دعمه قدر ما نستطيع بكل الوسائل وبإرادتنا السياسية". وأتت تصريحات موغريني بالتزامن مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم إلى بروكسل حيث يبحث مع المسؤولين الأوروبيين "مسائل ملحة"، خصوصاً ملف إيران، على ما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية مساء امس. وألغى بومبيو زيارته لموسكو التي كانت مقررة، اليوم، غير أنه سيتوجه إلى سوتشي للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، غدا، بحسب ما أكد المصدر نفسه.

ايران قلقة: من جهة ثانية، بدت لافتة مسارعة "الجمهورية الاسلامية" الى نفض يدها من حادثة تخريب السفن في المياه الاقليمية. فقد عبّرت السلطات عن "القلق" لتعرض سفن في الإمارات لأعمال "تخريبية" وحضت على إجراء تحقيق. وفي السياق، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، اليوم إلى كشف أبعاد الحادث، مؤكدا أنه "مثير للقلق ومؤسف". وأشار موسوي، في بيان على موقع الخارجية الإيرانية، إلى "التأثير السلبي" للحوادث على السلامة البحرية والأمن البحري، محذرا من "أي مؤامرة من قبل الحاقدين لزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة"، كما دعا دول المنطقة إلى "اليقظة تجاه أي مغامرة من قبل بعض العناصر الأجنبية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o