May 10, 2019 4:32 PM
تحليل سياسي

"مبـارزة الموازنة": جولات جديـدة في الشـارع... والحكومة تحت الضـغط
باسـيل: حان وقت الحسم والموازنـــــة يجب ان تعكس ارادة التغييــر
الحرس الثوري: طهران لن تجري محادثات مع واشنطن... وبومبيو الى روسيا

المركزية- مرة جديدة ستضطرالحكومة الى تعويم نفسها ومواجهة تهديد الشارع في اللحظة الأخيرة تحت ضغط الاعتصامات والاضرابات نتيجة العجز السياسي المزمن عن استشراف الأزمات المتصاعدة والانقسام حيال طرق المعالجة الحاسمة. حتى الساعة، لا جديد تسرب من مجلس الوزراء الذي دخل مرحلة الجدّ في دراسة الموازنة مع الشروع في بحث البنود الملتهبة المتصلة بالتخفيضات الواجب ان تلحظها ومصادرها، في حين لاحت سلبيات من نافذة بعض الاجتماعات الجانبية في شأن العسكريين في الخدمة والمتقاعدين.

اجتماع غير ايجابي؟: فقبل ان يرأس رئيس الحكومة سعد الحريري، بعد الظهر في السراي، جلسة لمجلس الوزراء، لاستكمال درس مشروع قانون الموازنة وكيفية تأمين مداخيل اضافية، عقد اجتماعا ضمه الى وزيري الدفاع الياس وبوصعب والداخلية ريا الحسن، أفيد انه لم يكن منتجا اذ لم يتم خلاله التوصل الى نتائج ايجابية في اقتراحاتهما المتعلقة بالعسكريين في الخدمة والمتقاعدين.

تصعيد العسكريين: وفي الموازاة، اعتصم العسكريون المتقاعدون في رياض الصلح وحرقوا الاطارات رافضين المس برواتبهم او حقوقهم، وشارك في الاعتصام النائب شامل روكز مؤيدا حقوق زملائه. وأعلنت هيئة التنسيق لحراك العسكريين المتقاعدين في بيان، أن "العسكريين المتقاعدين لا يعيشون براتب كامل، فكيف سنعيش بنصف راتب؟"، مؤكدة "اننا لن نخرج من الشارع قبل سحب كل البنود المتعلقة بحقوقنا من الموازنة"، مشيرة إلى أن "المشكلة ليست في رواتبنا بل في منظومة الفساد حيث لابد من اقرار قانون استعادة الاموال المنهوبة ورفع الحصانة عن الفاسدين ليتمكنوا من مساءلتهم". وطالبت الهيئة بـ"تكليف أحد الوزراء من قبل الحكومة، ليتعهد أمامهم بسحب المواد المتعلقة بالعسكريين وإحالتها للجنة مؤلفة من وزير الدفاع الياس بوصعب ووزيرة الداخلية ريا الحسن لوضع مسودة اقتراح للحكومة وإلا لن نخرج من الساحة وسنستمر بالتصعيد إلى ما لا تحمد عقباه".

قطع طرق غدا: وبعيد زيارة الوزير بو صعب للمعتصمين في رياض الصلح وتبلغهم نتائج الاجتماع السلبية عمدوا الى حرق الدواليب في الشارع مجددا قبل ان يفضّوا الاعتصام، مهددين بتصعيد اضافي يوم غد، ومتوعدين بقطع الطرق بالدواليب المشتعلة في اكثر من منطقة اذا لم يلبَ مطلبهم.

الحريري والعمال: وليس بعيدا من المطالب النقابية والعمالية، استقبل الحريري ايضا رئيس الاتحاد العمالي بشارة الأسمر على رأس وفد من المصالح المستقلة، ضم مرفأ بيروت، الاهراءات، الكهرباء، المياه،الليطاني، اوجيرو، الضمان والريجي. وبعد اللقاء قال الاسمر "وضعنا الرئيس الحريري في الأجواء التي تعيشها الطبقة العمالية في قطاعات المصالح المستقلة، نتيجة الضغط الذي يمارس عليها بفعل وجود مواد في مشروع الموازنة يمسّ مستقبل العاملين في هذه القطاعات، وضرورة حذف هذه المواد. وسلمنا الرئيس الحريري مذكرة قانونية تشرح وقائع المصالح المستقلة والمؤسسات العامة، واستمع دولته ووعد بمعالجة ايجابية. كما أطلعناه على اجواء اللقاء الذي عقدناه مع رئيس الجمهورية حول هذا الموضوع، والتعاطي الايجابي من فخامة الرئيس ووعده بمعالجة هذه الامور، وهذا الامر يتم بتعاطي مباشر بين المؤسسات والمصالح المستقلة ووزرائها من اجل رفع رؤية واضحة حول كل مؤسسة، لان لكل منها نظامها الخاص، وبعض المؤسسات يوجد فيها عقود عمل جماعية، وبالتالي معالجة وضع هذه المؤسسات بطريقة موحدة امر غير مقبول. ان التعرض للمكتسبات التي هي نتاج عمل دؤوب ونضال سنوات طويلة ايضا امر غير مقبول، وبالتالي الدعوة الى عدم المس بالمكتسبات ويجب اعادة درس كل المواد الواردة ضمن مشروع قانون الموازنة التي تمس المكتسبات، اما هيكلة المؤسسات من جديد ووضع قوانين جديدة لها هي ملك الدولة ونحن جاهزون للحوار".

موازنة وترسيم: في غضون ذلك، قال وزير الخارجية جبران باسيل خلال اطلاقه برنامج المؤتمر السنوي المركزي للطاقة الاغترابية ان "هذا  المؤتمر يأتي  في الوقت  الذي يمر به لبنان بمرحلة اقتصادية صعبة ونحن امام تحدٍ لنظهر كحكومة قدرتنا على اقرار موازنة رشيقة وتعكس ارادة فعلية بالتغيير وليس بنفس النمطية وفي نفس الوقت نطلق حركة نهوض اقتصادي يكملها مؤتمر المغتربين ويساهم فيها ويُظهر قدرة الانتشار اللبناني للمساهمة في النهوض الاقتصادي". الى ذلك، كشف باسيل أنه شرح لرئيس مجلس النواب نبيه بري أفكاره في ما خص مشروع الموازنة مؤكداً وجود توافق "بأن الوقت حان لتحسم الدولة أمرها وتقر موازنة غير عادية". وأكّد، بعد لقائه الرئيس بري في عين التينة، أن محاربة التهرب الضريبي والاصلاح الحقيقي ضروريان لاقناع الرأي العام اننا ذاهبون الى موازنة تقشفية جدية. وشدد باسيل على أن الوضع المصرفي لا يزال متينا مشيرا الى ضرورة "وقف التضخم بحجم الدين والتهريب وإذا لم نفعل سيحدث الانفجار". ولفت الى أنه بحث مع بري ملف الحدود البرية والبحرية وقال: "نسقنا الموقف لمزيد من المتانة ولنحافظ على حقوقنا علماً أنه ما من خوف على هذه الحقوق". وطمأن باسيل أن اسرائيل أعجز من أن تمد يدها على ثرواتنا.

البطريرك صفير: على صعيد آخر، أعلن الطبيب الياس صفير عن حصول تطور سلبي في الوضع الصحي للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير على مستوى الكلى الا أن باقي المؤشرات الحيوية موجودة والأمل موجود". وأصدر المكتب الإعلامي في بكركي بياناً جاء فيه: "أجرى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي اتصالات ليل أمس وصباح اليوم بطبيب البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في مستشفى أوتيل ديو، فتبيّن ان حالته الصحيّة لم تسجل أي تحسن خلال الليلة الماضية. وطُلب من الجميع مرافقة البطريرك صفير بالصلاة لكي يعضده الله في هذه المرحلة الصعبة". وتلبية لدعوة البطريرك الراعي، يتجمع شباب "القوات اللبنانية" من نواب وقياديين ومناصرين، اليوم امام مستشفى "أوتيل ديو" حيث يعالج البطريرك صفير، للصلاة من أجله.

وصلة المنصورية: حياتيا، أكدت وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني في مؤتمر صحافي أن "الدراسات العالمية والعلمية التي أُعدّت، أظهرت عدم وجود أي ضرر صحي جراء استكمال الأعمال في وصلة المنصورية، كما عدم وجود أي بديل آخر". ولفتت إلى أن "قرار مجلس الوزراء هو استكمال كل الوصلات أي صور والهرمل وفيطرون والمنصورية والأعمال تسير بالتوازي، وبالتالي لا نستهدف منطقة المنصورية". وقالت "أتفهم هواجس السكان، ومَن يعتبر أنه متضرر قدّمنا له عرضاً بشراء الشقق والقرار يعود لكم". في حين عرض رئيس مجلس الادارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك "خمس دراسات عالمية إضافة الى توصية الاتحاد الاوروبي ومراعاتنا للمعايير المعتمدة لديهم وقراراً قضائياً صادر عن مجلس شورى الدولة وتقرير صادر عن وزارة الصحة اللبنانية".

واشنطن لن تجرؤ: اقليميا، نسبت وكالة تسنيم شبه الرسمية إلى نائب قائد الحرس الثوري الإيراني  للشؤون السياسية يد الله جواني قوله إن طهران لن تجري محادثات مع الولايات المتحدة وإن واشنطن "لن تجرؤ على القيام بعمل عسكري ضدنا". وحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب القيادة الإيرانية على التحاور معه بشأن التخلي عن برنامج طهران النووي وقال إنه لا يستطيع أن يستبعد مواجهة عسكرية في ظل تصاعد التوترات بين البلدين.

بومبيو في روسيا: الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية مايك بومبيو سيسافر إلى روسيا في الفترة من 12 إلى 14 أيار، حيث سيجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف. وافادت الوزارة في بيان إنهم سيبحثون "مجموعة كاملة من التحديات الثنائية والمتعددة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o