May 09, 2019 4:32 PM
تحليل سياسي

الموازنة على لياليـها... و"المنصورية " علــــى توتـرها
الكتائب يطعن بـ"الكهرباء" وجنبلاط: هل عدنا للمكتب الثانـي؟
اوروبا ترفض "مهلـــة ايران" وماكرون لتجنّب التصعيــد

المركزية- بثقل الاحتجاجات العمالية والنقابية والشعبية وارتفاع حرارة توتر المنصورية العالي الى حده الاقصى، يواصل مجلس الوزراء جلساته "الماراتونية" بحثا عن موازنة تقي البلاد شر الانهيار وتبعد في آن شبح الثورة الشعبية المرابضة على كوع المس بالرواتب وتعطي للخارج اشارة العد العكسي لاطلاق قطار الاصلاحات المشروطة بها مساعدات "سيدر".

هذه المساعدات، كما تقول مصادر دبلوماسية فرنسية لـ"المركزية" لم تتبدّل ولا خفّ الحماس الفرنسي ازاءها كما يشاع، فـ"سيدر" مسؤولية لبنانية ينتظر تنفيذه حزمة الاصلاحات الفعلية الموعودة، وهو شأن يدركه المسؤولون اللبنانيون تماما ويسعون في اتجاهه على الارجح. اما زيارة مسؤول فرنسي لبيروت فواردة لكن موعدها غير محدد حتى اللحظة.

مجلس الوزراء: في مجلس الوزراء الذي استكمل ظهرا دراسة مشروع قانون الموازنة العامة، افيد ان تمت مناقشة مطولة للمنح التعليمية في المدارس الخاصة التي تعطى للموظفين في القطاع العام من دون التوصل الى اي اتفاق، وانه بحث ايضا في موازنات الوزارات.

الموازنة غدا؟: وقبل الجلسة، قال وزير المال علي حسن خليل "من المحتمل ان ننتهي غداً من الموازنة والأجواء ايجابية". اما وزير التربية اكرم شهيب فقال "اليوم لا زلنا نبحث بالقوانين ونحن بانتظار الارقام من المصرف المركزي والمؤسسات العامة والقوى الامنية". وقال وزير الدفاع الياس بو صعب: تقريري عن التخفيضات للعسكريين جاهز واتوقع عرضه غداً بعد الانتهاء من المداولات التي ما زالت مستمرة داخل وزارة الدفاع. واعلن وزير الصناعة وائل ابو فاعور "ان الموازنة في مراحلها الاخيرة وأتوقّع الانتهاء منها خلال يومين وهناك قضايا يجب أن تبتّ لمصلحة الخزينة أبرزها رفع الضريبة على الدخل في شطره الاعلى الى ٣٠% بدلا من ٢٥% واعادة النظر بالمنح الدراسية التي تكلف الخزينة"، مضيفا "نحن مع اقتطاع ٥٠% من رواتب كل المسؤولين الرسميين وهناك اعتراض من بعض الفرقاء السياسيين إنما لم يسقط". وقال وزير الاتصالات محمد شقير: انا ضد رفع الضريبة على الفوائد على الودائع المصرفية من ٧ الى ١٠%، اما وزير العمل كميل ابو سليمان فقال "انا مع رفع الضريبة على فوائد الودائع بالتوازي مع سلة اصلاحات".

دعم اممي: وسط هذه الاجواء، استقبل خليل المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وتم البحث في القضايا العامة لا سيما موضوع الموازنة والإصلاحات والأوضاع الاقتصادية والمالية. وأعرب كوبيتش عن دعم الأمم المتحدة  للبنان ولخطوات الحكومة والوزارة لجهة ضرورة الإسراع في إقرار موازنة تتضمّن إصلاحات حقيقية تساعد على مواجهة التحديات.

الحدود البحرية: على صعيد آخر، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية اليزابيت ريتشارد، الاوضاع العامة والعلاقات اللبنانية الاميركية. وسلّم السفيرة الأميركية، أفكاراً لآلية عمل ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وزارت السفيرة ريتشارد ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وعرض معها للاوضاع في لبنان والمنطقة. واكد بري "موقف رئيس الجمهورية، وان الموقف موحد بين اللبنانيين حول ترسيم الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة".

المنصورية في بكركي: حياتيا، واصل اهالي المنصورية-عين سعادة اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي رفضا لمد خطوط  التوتر العالي. في الموازاة، احتضنت بكركي سلسلة اجتماعات لمعالجة الموضوع. وفي السياق، وبعد استقباله النائب ابراهيم كنعان، رأس البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اجتماعاً ضمّ وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني والنائبين سامي الجميل والياس حنكش ومدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك ومختاري عين سعادة ورومية للبحث في ملف وصلة المنصورية.

مراجعة للدراسات: وافاد البيان الختامي الصادر عن بكركي ان "المجتمعين شجبوا ما حصل أمس وصباح اليوم من تصادم عنفي بين القوى الأمنية وأهالي بلدة المنصورية، وأجمعوا على ضرورة إيقافه فورا. وفي الوقت عينه اطلع المشاركون على ملف الدراسات لدى وزارة الطاقة والتي أجريت منذ اكثر من 15 سنة وكانت ملاحظات واستيضاحات بشأنها، الامر الذي يقتضي مراجعة السلطات المعنية من أجل إيجاد مخرج يساهم في متابعة تنفيذ الخطة الموضوعة للكهرباء لصالح كل اللبنانيين وفي الوقت عينه ينزع هواجس السكان المعنيين ويجنبهم الضرر الصحي الذي يتخوفون منه. هذا وسيعمد صاحب الغبطة والنيافة ومعالي وزيرة الطاقة الى القيام بهذه المراجعة"... وقالت مصادر المجتمعين في بكركي ان "الحل الوحيد الذي عرضته بستاني هو شراء الشقق من الاهالي واكدت ان الخطة مستمرة لانها حصلت على موافقة الحكومة ورفضت اقتراح الجميل وحنكش بإنشاء لجنة محايدة من الخبراء".

طعن في الخطة: وليس بعيدا من الشأن الكهربائي، تقدّم حزب الكتائب بطعن بقانون الكهرباء أمام المجلس الدستوري، بعد الإستحصال على تواقيع 10 نواب. وأوضح الجميّل ان الطعن ليس بخطة الكهرباء وهو لا يوقفها، بل بالقانون الذي اعفى الدولة أو الحكومة من تطبيق القانون، وإذا قبل المجلس الدستوري الطعن يكون بذلك يلزم الحكومة بتطبيق القوانين وتحديد اي قانون هو الاطار الناظم لعمليات التلزيم بشكل يضمن الشفافية وان يكون التلزيم بطريقة صحيحة. واردف "نحن نؤمن بالمؤسسات، في وقت هناك خروج عن القانون وتجنّب لتطبيقه وخروج عن منطق المؤسسات في الكثير من القرارات لكننا نصرّ على الالتزام بالمؤسسات الدستورية والقضائية، لذلك لجأنا الى المجلس الدستوري الذي هو المؤسسة التي تدافع عن سلطان القانون والدستور في البلد بشكل يمنع اي تجاوز للقواعد".

جنبلاط يسأل: من جهة ثانية، وتعليقا على المداهمات التي اجراها في الايام الماضية جهاز أمن الدولة، سأل رئيس "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عبر حسابه على "تويتر"، "هل صحيح ان دورية من امن الدولة اتت لمداهمة مكاتب "الاخبار". هل عدنا الى ايام المكتب الثاني، واليوم اصبح في لبنان ثاني وثالث ورابع. هل عدنا الى عهد الوصاية؟". وتابع “كيف يمكن القبول باستباحة الصحافة، وغدا كل الحريات الفردية والشخصية. واين موقف الاحزاب وكبار الساسة والمدافعين عن الحريات"؟

الاتحاد يرفض: اقليميا، غداة إمهال الرئيس الإيراني الدول الموقعة على الاتفاق النووي، 60 يومًا لتنفيذ تعهداتها بشأن الحفاظ على مصالح بلاده في الاتفاق وإخراج القطاعين المصرفي والنفطي الإيرانيين من عزلتهما الناجمة عن العقوبات الأميركية، رفضت الدول الأوروبية المعنية بالملف النووي الإيراني (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكذلك الاتحاد الأوروبي)، المهلة التي حددتها إيران لها تحت طائلة تعليق التزامها ببنود أخرى في الاتفاق والشروع بزيادة مستوى اليورانيوم المخصب. وقالت الدول الثلاث ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان "نرفض أي إنذار وسنعيد تقييم احترام إيران لالتزاماتها في المجال النووي".

ماكرون: من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى تجنب "التصعيد" بعد قرار ايران تعليق اثنين من تعهداتها الواردة في الاتفاق النووي. وقال لدى وصوله لحضور القمة الاوروبية غير الرسمية في سيبيو في رومانيا "يجب الحفاظ" على الاتفاق، مضيفا أن "ايران يجب أن تبقى ضمن هذا الاتفاق".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o