Apr 30, 2019 4:41 PM
تحليل سياسي

مواجهات الموازنــة...العسكر المتقاعدفي الشارع وموجة اضرابــــات عمالية
جلسة حكومية غدا..عون لاقرارها قبل نهاية ايار وخليل: لا استهداف للجيش
"الاخوان" منظمة ارهابية... وغوايدو: لانتفاضة عسكريــــة ضد مادورو

المركزية- إلى أين تذهب البلاد في ضوء ظاهرة نزول العسكر المتقاعد الى الشارع؟ والى اين قد تقود موجة الاعتصامات التي تشارك فيها المدنيون والعسكريون المتقاعدون التي شلت صباحا مداخل العاصمة احتجاجا على المسّ بحقوقهم المالية في مشروع الموازنة؟ الحكومة التي اجتمعت لدراسة مشروع موازنة العام 2019 على ان تعقد اجتماعاً اخر الثانية عشرة ظهر غد في السراي الحكومي، وجدت نفسها مضطرة لتعويم وضعها ومواجهة تهديد الشارع، فخرج "عرّاب" الموازنة  وزير المال علي حسن خليل ليطمئن رافعي الصوت القلقين على حقوقهم، فـ"لا مسّ بالمكتسبات الحقيقية لاي قطاع من القطاعات العامة"، بعدما اكد قبل الجلسة "ان لا مسّ بالأجور ولا ضرائب جديدة ولا زيادة على القيمة المضافة  في الموازنة،  وما يتم تداوله اليوم عن استهداف المؤسسة العسكرية لا اساس له من الصحة".

اضراب عام: لكنّ طمأنة خليل لا يبدو ستفعل فعلها في ضوء الاعلان عن موجة تحركات تصاعدية طوال الاسبوع، اذ أعلن اتحاد النقابات العمالية في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة الإضراب العام والإقفال التام في جميع المؤسسات العامة والمصالح المستقلة يومي الخميس والجمعة 2 و3 أيار 2019 إضافةً إلى يوم السبت في 4 منه للمؤسسات التي تعمل في هذا اليوم.

اعتصام العسكر: وكان العسكريون المتقاعدون نفذوا منذ الخامسة صباحا سلسلة اعتصامات وانطلقوا من ساحة رياض الصلح في اتجاه اكثر من نقطة، فمنهم من توجه الى مصرف لبنان في الحمرا،  وآخرون الى وزارة المالية وقسم الى مرفأ بيروت حيث أقفلوا جميع مداخله. وقامت قوى الأمن بقطع الطريق الممتدة من الدورة باتجاه مرفأ .

خليل وادوار البطولة: ورداً على اعتصامهم ، غرّد وزير المال علي حسن خليل عبر حسابه على موقع "تويتر" "دعم الجيش والأجهزة الأمنية كان ومازال أولوية، والحديث عن استهدافهم أوهام عند البعض المريض بتقمص أدوار البطولة".

اضرابات: من جهتهم، واصل مياومو الضمان الإجتماعي في طرابلس إضرابهم الذي بدأوه منذ أسبوع أمام مبنى الضمان الإجتماعي بمشاركة الإتحاد العمالي في الشمال ، كما أعلنت لجنة الأساتذة المتعاقدين بالساعة في ​الجامعة اللبنانية​ في بيان "الإضراب التحذيري الشامل والأخير يوم الاربعاء في الثامن من أيار، والمفتوح ابتداء من الخامس عشر منه، وذلك في جميع فروع الجامعة، وكلياتها، بالتزامن مع الاعتصامات المكثفة، ومقاطعة الامتحانات بما فيها وضع الأسئلة، والمراقبة، وتصحيح المسابقات والاستمرار في الإضراب إلى حين رفع الملف من مجلس الجامعة إلى وزير التربية".من جهتهم، التزم موظفو هيئة ادارة السير والاليات والمركبات الاضراب في كل فروع النافعة، مطالبين الحكومة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب إسوة بباقي المؤسسات

وتوازيا، نفذ موظفو مستشفى صيدا الحكومي اعتصاما أمام باحة مدخل الطوارئ تحت عنوان "اضراب حتى اشعار آخر"، وامتنعوا عن استقبال المرضى.

الموازنة على طاولة الحكومة: وعلى وقع حراك الشارع، انعقدت جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، وبدأت بمناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2019. وسبق الجلسة خلوة بين الرئيسين عون والحريري بحثت في المستجدات. وطلب الرئيس عون في مستهلّ الجلسة الاسراع في مناقشة الموازنة بحيث يتم اقرارها في مجلس النواب قبل نهاية الشهر المقبل وان تعكس سياسة الدولة الاقتصادية والمالية. ونُقل عن مصادر مقربة من رئيس الجمهورية "ان عون اعّد ملاحظاته على مشروع الموازنة وهو سيؤكد ان التقشف لن يطال المؤسسة العسكرية والعسكريين". ورأى وزير المال بعد انتهاء الجلسة أن "النقاش كان هادئا ومسؤولا ولامس كل القضايا المرتبطة بالموازنة وربط بين الوظائف الضرورية للموازنة بالجانب الاقتصادي والمالي والنقدي والرؤية المطلوب ان تستهدفها الموازنة".وأشار الى أن "الكثير مما تناولته وسائل الإعلام لم يكن مبنيا على حقيقة ما ورد في الموازنة".وقال: "انتقلنا من النقاش العام الذي استفدنا منه وسجلنا الملاحظات والنقاش التفصيلي يبدأ في جلسة لمجلس الوزراء غدا على ان تعقد جلسات متتالية لان قيمة الموزانة ان نكون سريعين جدا في اقرارها لتعويض الفترة الضائعة". واكد أنه "متفائل لإقرار الموازنة بشكل سريع ...والمهم ألا يكون هناك جبهات داخل مجلس الوزراء، لغة واحدة في الداخل والخارج ومشتركة بين بعضنا البعض لأن أهداف الفرقاء واحدة".

حزب الله مع التقشّف: من جهتها، شددت مصادر "حزب الله" لـ"المركزية" على "اهمية ان تُركّز الحكومة في اجراءات التقشّف وتخفيف الهدر على الرواتب العالية "غير المُبررة"، ولفتت الى "ضرورة ان نذهب مباشرةً الى السبب (السياسات المالية المتعاقبة منذ سنوات) وليس الى الضحية (اصحاب المداخيل المحدودة)، معتبرة "ان اي مسّ بالطبقة الوسطى في لبنان معناه زعزعة الاستقرار الداخلي". وتحدّثت عن مواقع هدر كبيرة تستنزف المالية العامة، تبدأ بالتهرّب الضريبي والجمركي وتمرّ عبر الاملاك البحرية وصولاً الى العجز في الكهرباء وفي الاتصالات"، داعيةً المصارف الى "تحمّل مسؤولياتها والمساهمة في تخفيف الاعباء عن الدولة، وهذا الموقف بات واحداً لدى معظم القوى السياسية".

المصارف ليست كبش محرقة: في المقابل اكدت اوساط مصرفية لـ"المركزية" استعداد القطاع المصرفي للاضطلاع بمسؤولياته الوطنية التي لم يتخلَ يوما عنها، اذا اثبتت الحكومة جدية في الاصلاحات وسعيا فعليا لوقف مزاريب الهدر في الدولة على تنوعها. واوضحت ان الحملات التي تستهدف القطاع لا سيما حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، اغراضها معروفة ولن تحقق مبتغاها لان احدا لن يرضخ للتهديد ولا للتهويل الذي يمارسونه، وعلى المعنيين الاقلاع عن هذا الاسلوب القديم المستحدث، لان القطاع المصرفي محصّن كفاية في مواجهته ولا  يمكن ان يرضخ او يكون كبش محرقة للتعمية على ممارسات السياسيين التي اوصلت الوضع الى ما هو عليه.

سليمان... ما دور المقاومة؟ الى ذلك وفي وقت عاد الى الواجهة الحديث عن استراتيجية دفاعية وطاولة حوار سيدعو اليها  الرئيس ميشال عون، ذكّر الرئيس ميشال سليمان، عراب "إعلان بعبدا" والمطالب البارز بوضع استراتيجية دفاعية، في حديث لـ"المركزية" أن "الرئيس عون كان وعد بأن تطرح الاستراتيجية الدفاعية بعد الانتخابات"، مشددًاً على أن "هذا الملف ليس خيارا، بل واجب علما أن علينا القيام بما هو أكثر من ذلك، أي إنهاء ظاهرة السلاح طبقا لما تنص عليه القرارات الدولية، لا سيما منها الـ 1701 ، لكن هناك مماطلة وتأجيلا". ونبه سليمان إلى أن "عدم إقرار استراتيجية دفاعية يعني عدم الاستقرار في لبنان"، متسائلا: "ما دور المقاومة اليوم في لبنان"؟ واعتبر سليمان أن من المفترض أن يبادر رئيس الجمهورية إلى وضع النقاط على الحروف مع حزب الله في هذا المجال، خصوصا أن الدولة تتآكل بسبب وجود دويلة حزب الله التي صارت أقوى منها"، معربا عن اعتقاده بأن الحزب بات اليوم في حاجة إلى الدولة، لكن تصرفاتهم الراهنة لا توحي بأنها تدور في فلك المقاومة".

انقلاب في فنزويلا! دولياً، دعا زعيم المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، إلى انتفاضة عسكرية في البلاد ضد نظام الرئيس نيكولاس مادورو، فيما اعتبرت حكومة الأخير انها تواجه حاليا "انقلابا عسكريا". وفي تسجيل مصور داخل قاعدة جوية في العاصمة كراكاس يُظهره محاطا بجنود، تعهد غوايدو إنهاء نظام حكم مادورو المستمر منذ 6 سنوات، وقال "ان الوقت حان من اجل تحقيق ذلك".

الاخوان منظّمة ارهابية! اميركياً، اعلن البيت الأبيض "ان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعمل على تصنيف "جماعة الإخوان" تنظيما إرهابيا اجنبيا، وهو ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات على اقدم جماعة سياسية في مصر. وقالت المسؤولة الإعلامية في البيت الأبيض، سارة ساندرز "الرئيس تشاور مع فريقه للأمن القومي وزعماء بالمنطقة يشاركونه القلق، وهذا التصنيف يأخذ طريقه عبر الإجراءات الداخلية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o