Apr 26, 2019 11:23 AM
خاص

تهديدات ايران بشأن "هرمز" محصورة بالأقوال لعجزها عن تحمّل تبعات التصعيد!
طهران قد تستخدم أذرعها العسكرية ونزاعات المنطقة لمواجهة واشنطن بـ"الواسطة"

 

المركزية- فيما لا يزال قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب إنهاء الإعفاءات التي سمح بموجبها لثماني دول بشراء النفط الإيراني، بهدف تحقيق "صادرات صفر" من الخام في هذا البلد، بحلول أيار المقبل، يثير الغبار حوله على الساحة الدولية، لم تهدأ بعد المواقف الايرانية المهددة بالويل والثبور. فرغم تأكيد المراجع السياسية والروحية في "الجمهورية الاسلامية"، ان وصول واشنطن الى هدفها لن يحصل، الا أنها لوّحت أيضا بأوراق قوّة، عديدة، يمكن ان تلعبها، لممارسة ضغط مضاد على الولايات المتحدة.

ولعلّ السلاح الابرز الذي تملكه طهران في جعبتها، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، هو أمن مضيق هرمز. فقد أعلن الأدميرال علي رضا تنكسيري، قائد القوة البحرية التابعة لحرس الثورة الإيراني، منذ ايام ان "مضيق هرمز ممر بحري وفق القوانين الدولية، وإذا منعنا من استخدام هذا الممر فسنقوم بإغلاقه". وكان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أكثر حدّة اذ قال "تجاربنا الصاروخية مستمرة وقادرون على مواجهة الأميركيين في المياه الخليجية"، مشيرا الى ان "فيلق القدس موجود في شرق المتوسط والبحر الأحمر لإضعاف سيطرة أميركا هناك". أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فخرج عن دبلوماسيته المعهودة وقال "الرئيس الاميركي مخطئ إن ظنّ ان بإمكانه تركيعنا"، مضيفا "إذا رغبت الولايات المتحدة بالدخول إلى مضيق هرمز، فعليها التفاوض مع الحرس الثوري".

المصادر تشرح ان مضيق هرمز ممر مائي حيوي لشحنات النفط العالمية ويمر عبره ما يقارب 40 في المئة من الإنتاج العالمي من النفط، كما ان ثمة حركة ملاحة ناشطة للسفن الغربية والخليجية عبره. ولما كانت حدود ايران مشرفة عليه، فإنها لا تفوّت فرصة لتذكير من يستخدمونه بأنهم "تحت رحتمها".

لكن هل يمكن ان ينتقل التهديد الايراني من الكلام الى الفعل؟

المصادر تقول ان هذا السلوك مستبعد لأكثر من اعتبار. فإدارة الرئيس ترامب باتت معروفة بحزمها وصرامتها. واذا كانت لا تتساهل ازاء ايران اقتصاديا بل تشد الطوق حول عنقها أكثر يوما بعد يوم، للوصول الى هدفها المتمثل بجرّها الى طاولة المفاوضات ضعيفة فتقبل بوقف تمددها الاقليمي وتوسعها العسكري، لفك الطوق عنها،  فإنها بطبيعة الحال لن تقف مكتوفة الايدي حيال اي "تمرّد" ايراني  في المضيق الاستراتيجي، بل من المرجّح انها ستخنقه سريعا "في مهده" ولو استدعى ذلك استخدام "القوة".

فهل تستطيع طهران تحمّل وزر مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، قد لا يبقى الخليجيون ايضا بعيدين منها، في ظل الحصار الكبير المفروض عليها اليوم؟ الجواب سلبي على الأرجح، تقول المصادر. واذ تشير الى ان التعويل اليوم هو على وساطة أوروبية لاعادة احياء الحوار بين واشنطن وطهران وإن عبر قنوات سرية بعيدا من الاضواء، تلفت المصادر الى ان تحريك ايران أذرعها العسكرية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وتصلّبها ازاء الحلول السياسية التي يحاول المجتمع الدولي نسجها لنزاعات المنطقة، قد يكونان من الوسائل المحتمل أن تلجأ اليها ايران، فتقاوم بـ"الواسطة"، الضغوط الاميركية في الفترة المقبلة... فهل تفعل؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o