Feb 26, 2018 4:57 PM
تحليل سياسي

المملكة تعود الـــى لبنان: رسالـــــة لعون ودعوة للحريــــري الرئيس في اليرزة ولاكروا في بعبدا والموازنة: محاولة تخفيض "ارقام" وزارات غوتيريس يطالب بتطبيق قرار مجلس الامن وهدنة انسانية في الغوطة الشرقية

المركزية- عززت خارطة تحركات واتصالات الساعات الاخيرة الإشارات الدالة إلى كون لبنان لا يزال محظيًا بمظلة عربية – دولية تضبط نوازع الإنقضاض على المعادلة الناظمة للتوازن السياسي اللبناني، وهو ما تجلى من خلال زيارة الموفد السعودي الخاص الى لبنان السفير نزار العلولا ناقلا رسالة دعم ملكية لسيادة لبنان واستقراره ومتانة العلاقات بين البلدين، وقبله بأيام الموفد الفرنسي بيار دوزكان في اطار تهيئة ارضية مؤتمرات الدعم الدولي ، بعدما شهدت المرحلة الماضية تخوفا من جنوح لبنان في اتجاه محور الممانعة .

رسالة لعون ودعوة للحريري: والى الدعم السعودي للدولة، عكست المحطة السعودية تأكيدا على طي صفحة " ازمة استقالة الرئيس سعد الحريري بكل شوائبها وتعقيداتها، اذ ما ان وطأت اقدام الموفد السعودي الارض اللبنانية، حتى اكد من مطار رفيق الحريري الدولي توجيه الدعوة للحريري بقوله "نعم سندعو الرئيس الحريري لزيارة السعودية بكل تأكيد". والى قصر بعبدا نقل الموفد الملكي السعودي رسالة شفهية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الى الرئيس عون تؤكد دعم سيادة لبنان واستقراره ومتانة العلاقات اللبنانية- السعودية. أما الرئيس عون فأكد لضيفه رغبة لبنان في اقامة افضل العلاقات مع السعودية منوهاً بوقوف المملكة الى جانب لبنان. وأشارت المعلومات المتوافرة عن اللقاء الذي لم يدم أكثر من 10 دقائق غادر اثرها العلولا من دون الادلاء بأي تصريح، الى ان الاخير أبلغ عون بأنه سيوجه دعوة الى رئيس الحكومة لزيارة المملكة. وسيجول العلولا على كل من الرئيس الحريري عصرا ورئيس مجلس النواب نبيه بري غدا، على ان يزور رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يقيم على شرفه مأدبة عشاء، وعددا من الشخصيات والفاعليات السياسية التي كانت تنضوي تحت لواء 14 آذار.

النزاع النفطي: في الموازاة، لم يغب النزاع النفطي بين لبنان واسرائيل عن المشهد الداخلي. اذ حضر في لقاء جمع رئيس الجمهورية الى وكيل الامين العام للامم المتحدة لادارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا الذي زاره في بعبدا. وأبلغ الرئيس عون ضيفه ان "لبنان حريص على استمرار الهدوء والاستقرار في الجنوب، لكنه في المقابل مستعد للدفاع عن نفسه اذا ما اقدمت اسرائيل على الاعتداء عليه"، لافتا الى "استمرار الخروقات الاسرائيلية لقرار مجلس الامن الرقم 1701 وانتهاك الاجواء اللبنانية لقصف الاراضي السورية". واشار الرئيس عون الى ان "محاولة اسرائيل بناء جدار اسمنتي على الحدود الجنوبية لاسيما في النقاط الــ 13 من الخط الازرق المتحفظ عليها، هي اعتداء اضافي على السيادة اللبنانية يرفضه لبنان رفضا مطلقا". أما لاكروا فعرض للرئيس عون الانطباعات التي تكونت لديه بعد زيارته الى الحدود، مؤكدا عمل " اليونيفيل" من اجل المحافظة على الاستقرار لاسيما من خلال خطوات وقائية تضع حدا لردود الفعل التي يمكن ان تسجل نتيجة حصول مؤشر من حين الى آخر. واكد مواصلة عمل القوة الدولية واجتماعات اللجنة العسكرية الثلاثية التي تجتمع دوريا.

الرئيس في اليرزة: وليس بعيدا، لفتت زيارة قام بها رئيس الجمهورية صباحا الى قيادة الجيش في اليرزة، التقى خلالها قائد الجيش العماد جوزيف عون وبحث معه الأوضاع الأمنية في البلاد ومهمّات المؤسسة العسكرية واحتياجاتها المختلفة. وكانت مناسبة نوه فيها الرئيس عون "بجهود الجيش للحفاظ على استقرار البلاد والدفاع عن الوطن في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب"، مشددا على ترسيخ الوضع الأمني في البلاد. كما أكّد وحدة الموقف الرسمي والشعبي الداعم لجهوزية الجيش على الحدود الجنوبية لضمان حقوق لبنان في حدوده البرية والبحرية واستثمار كامل موارده النفطية والاقتصادية، وذلك جنباً إلى جنب مع الحفاظ على استقرار هذه المنطقة بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية تنفيذاً للقرار 1701.

لجنة الموازنة: في المقلب الاخر، استأنفت اللجنة الوزارية المكلفة البحث في موازنة 2018 اجتماعاتها في السراي، برئاسة الرئيس الحريري وحضور نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني والوزراء علي حسن خليل، محمد فنيش، ميشال فرعون، ايمن شقير، رائد خوري، يوسف فينيانوس والامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل. وفيما أكد خليل ان الاجتماع سيدرس ارقام موازنات الوزارات، قال حاصباني: لا امكانية لخفض موازنة وزارة الصحة واذا كان الشعب اللبناني يقبل بذلك فساعتئذ اخفّض. أما وزير الاشغال يوسف فنيانوس فأعلن "أعددت صيغتين أولى بتخفيض موازنة الاشغال وثانية بالارقام الحالية لاسيما وأن مؤتمر باريس يقوم على تنفيذ مشاريع بنى تحتية واذا رأيت اصرارا على تخفيض الموازنة سأسير بذلك". ويتوقع ان يكون للجنة هذا الاسبوع أكثر من اجتماع للانتهاء من مشروع الموازنة سريعا وعرضه على مجلس الوزراء، تمهيدا لاقراره وارساله الى مجلس النواب.

مؤتمر "الاشراف": وسط هذه الاجواء، وفيما ترتفع الحماوة الانتخابية في الدوائر على وقع استمرار الاتصالات والاجتماعات المكوكية بين القوى السياسية لانجاز الترشيحات والتحالفات، عقد رئيس هيئة الاشراف على الانتخابات القاضي نديم عبد الملك مؤتمرا صحافيا اعلن فيه "ان الهيئة عازمة على تطبيق احكام قانون الإنتخابات النيابية وسائر القوانين المرعية الإجراء على وسائل الإعلام والإعلان كافة بكل امانة وتجرد وإخلاص واستقلال، وتطبيق مختلف القرارات والبيانات والإعلانات الصادرة عنها والمتعلقة بالإنتخابات تأمينا لحرية الإنتخابات ونزاهتها وشفافيتها"، داعياً إلى "التقيد بالموجبات المفروضة على وسائل الاعلام قانونا بموجب قانون الإنتخاب والعمل تحديداً على تأمين المنافسة الإنتخابية بين جميع المرشحين واللوائح بمساواة وتوازن وحياد، وإلى نشر الثقافة الإنتخابية وإرشاد الناخبين تعزيزاً للديموقراطية وإلى إحترام قواعد إستطلاعات الرأي وفترة الصمت الإنتخابي والإمتناع عن التشهير والقدح والذم وتجنب خطاب الكراهية، وتوخي الدقة والموضوعية والصدقية والحياد في نقل الخبر."

هدنة انسانية: اقليميا، وغداة اقرار مجلس الامن السبت قرارا لوقف اطلاق النار في سوريا "من دون تأخير"، قتل أكثر من 10 عشرة مدنيين 9 منهم من عائلة واحدة في مدينة دوما جراء غارات لقوات النظام السوري. وفي وقت طالب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس بتطبيق قرار المجلس "فورا"، أشار وزير الدفاع الروسي الى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بهدنة إنسانية في الغوطة الشرقية يوميا من التاسعة صباحاً ولغاية الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي. أما ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين فلفت الى أن موسكو لديها معلومات عن احتمال استخدام الارهابيين لمواد كيميائية في الغوطة الشرقية. من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يحمي مقاتلي جبهة النصرة في الغوطة الشرقية وإدلب.

ماكرون واردوغان: في الاثناء، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره التركي رجب طيب إردوغان اليوم ان الدعوة التي أطلقتها الأمم المتحدة في مطلع الأسبوع لوقف إطلاق النار في عموم سوريا تنطبق أيضا على منطقة عفرين. وجاء في بيان لمكتب ماكرون أن الرئيس الفرنسي أبلغ إردوغان أيضا في اتصال هاتفي بأن من اللازم الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار، مضيفا أن مراقبة فرنسا لجهود الإغاثة والأسلحة الكيماوية "شاملة ودائمة". يذكر ان وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان سيزور موسكو غدا. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o