Apr 25, 2019 4:01 PM
خاص

رسائل روسية تحذيرية للنظام من التمادي في توسيع صلاحيات طهران
موسكو: لولا دعمنـــا الجوي لانهارت سوريا خلال شـهر او اثنين

المركزية- لم يعد التباين الروسي– الايراني في الميدان السوري سراً ولا مجرد "وشوشات" خلف كواليس        الجَمعات السياسية الدولية. فتضارب المصالح بين موسكو وطهران يظهر جليا مع كل يوم يمر في المواقف وعلى الارض حيث انحرف تضارب اجندتي حليفي النظام السوري مرارا في اتجاه مواجهة عسكرية في عدد من المناطق التي تنتشر فيها القوات الروسية والإيرانية لا سيما في حلب ودير الزور، من دون اغفال التنافس الاقتصادي على الموانئ والموارد والتضارب في الرؤية السياسية ازاء اسرائيل وأمنها ومصالحها التي تحتل حيزا مهما في الاجندة الروسية يفوق حكما موقع طهران. فالتقاء الجانبين على دعم النظام لا يحجب الرؤية عن حجم التضارب والتزاحم والالتقاء فقط على تقاطع المصالح.

حتى مصير الرئيس السوري بشار الاسد، كما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية" لا يشكل نقطة التقاء، ذلك ان طهران تعتبره خطا احمر لا يجوز مسّه، فيما تولي موسكو الاهمية للدولة السورية ومؤسساتها الشرعية من دون التمسك بالاسد الا لفترة انتقالية تكفل انتقال سوريا من مرحلة الحرب الى السلم. وتدعو في السياق الى التمعن في موقف روسيا الذي عبّر عنه بوضوح اخيرا رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف الذي قال في كلمة ألقاها أمس  خلال مؤتمر موسكو الثامن للأمن الدولي أن النظام  كان يسيطر على 10% من سوريا عام 2015، ولولا الدعم الجوي الروسي لانهار خلال شهر ونصف أو شهرين وفق ما نقلت "روسيا اليوم". وأضاف ان النظام استعاد السيطرة على أكثر من 1400 مدينة وبلدة، بما فيها حلب وتدمر ودير الزور والبوكمال ودرعا، و8 حقول للنفط والغاز.

الموقف الروسي، توضح الاوساط، ليس الاول من نوعه، فمنذ نحو عامين اطلق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، موقفا مشابها اعتبر فيه" أن العاصمة دمشق كانت ستسقط خلال أسبوعين أو ثلاثة في يد الفصائل المقاتلة عندما تدخلت روسيا لدعم بشار الأسد." الا ان كلام رئيس هيئة الاركان يتخذ اهميته كونه يعقب سلسلة زيارات متبادلة لمسؤولين ايرانيين وسوريين بين البلدين وتوقيع اتفاقات لا تنظر اليها موسكو بعين الرضى، خصوصا ما يتصل منها بمنح طهران موطئ قدم على البحر الابيض المتوسط في مرفأ اللاذقية كبوابة دخول الى منطقة الشرق الاوسط، وسط تخوف من استخدام طهران الميناء كطريق بديل لنقل الأسلحة إلى سوريا بعدما بدأت الشركات الإيرانية بشحن البضائع عبر الميناء، بما ينذر بإمكان توجيه ضربات جوية إسرائيلية جديدة تفاقم التوتر بين روسيا وإيران.

بيد ان الاوساط تشير الى ان نظام الاسد والجمهورية الايرانية توأم سيامي يصعب فصله، وكل امل بإمكان الوصول الى هذا الفصل يبقى وهماً، ليست موسكو بعيدة منه، لذلك تتصرف بوحيه وتستدرك انزلاق الامور مع اذرع ايران العسكرية الى نقطة اللا عودة. اما المناورات الميدانية، فلا يجب ان تحجب الرؤية عن المصلحة المشتركة الروسية – الايرانية على الساحة السورية، حتى اشعار آخر".

وتبعا لذلك، وحتى تحين ساعة التسوية السياسية الدولية في سوريا، سيبقى التباين الروسي- الايراني محدودا ببعض المناوشات ولن يرقى الى مرتبة الصراع الفعلي، في حين ستستمر روسيا في ارسال اشاراتها التحذيرية للنظام السوري من مغبة الامعان في منح طهران صلاحيات فوق العادة ونفوذا واسعا يعرض مصالحها او مصالح اسرائيل للخطر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o