Apr 23, 2019 3:49 PM
خاص

سليمان فرنجية في بيت الكتائب:
تنسيق وطني ونيابي بنكهة معارضة؟

المركزية- الأولى بعد ظهر الأربعاء 24 نيسان 2019. رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية في بيت الكتائب المركزي في الصيفي للقاء رئيس الحزب النائب سامي الجميل، على رأس وفد نيابي ووزاري. حدث قد لا يكون التاريخ المشترك بين الطرفين سمح للمراقبين بتوقع حصوله. لكن هذا لا ينفي أن الحزبين بذلا كثيرا من الجهود لطي صفحات سوداء وختم جراح الحرب الأهلية ليكتبا فصلا جديدا من العلاقات بينهما، في إطار الاصطفافات السياسية الجديدة التي خطها حبر التسوية الرئاسية التي عارضها الكتائب، فيما لم تخف بنشعي امتعاضها من رسو هذا الاتفاق على غير فرنجية.

قد لا يكون من السهل على الذاكرة الجماعية اللبنانية القفز فوق التوتر وشبه القطيعة التي أحدثتها "حادثة إهدن" (13 حزيران 1978) في العلاقات على خط بكفيا- بنشعي، غير أن بعض المطلّعين على كواليس العلاقات والاجتماعات بين الطرفين يؤكدون لـ "المركزية" أن هذه ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها الكتائب والمردة، بل إن الرئيس أمين الجميل كان استقبل الوزير السابق سليمان فرنجية في بكفيا قبل سنوات عدة ليولد فيما بعد ما  عرف بـ "لقاء اللويزة" منذ أعوام.

وفي السياق، يشير المراقبون إلى أن رئيس الكتائب النائب سامي الجميل والنائب نديم الجميل كانا بادرا أيضا إلى لقاء رئيس تيار المردة والنائب طوني فرنجية في بنشعي، في ما اعتبر خطوة أخرى  على طريق إعادة المياه إلى مجاريها بين "الخصمين التاريخيين".

لكن هذه الصورة لا تنفي أن بعض الدائرين في الفلك الكتائبي يؤكدون أن لقاء الغد لا يندرج في سياق المصالحة بين الطرفين لأن هذا الجرح ختم منذ زمن، ولا يمكن التوقف عنده، بل يجب االنظر إلى مستقبل العلاقلات السياسية بين الأطراف للبناء عليها.

تبعا  لهذه القراءة، يكتسب لقاء الصيفي المنتظر غدا أهميته من السياق السياسي الذي يسجل فيه. فالاجتماع يأتي في وقت تشهد الساحة المسيحية تخبطا غير مسبوق بين أركانها من أطراف التسوية الرئاسية العريضة، بدليل السجالات المكهربة المزمنة بين طرفي اتفاق معراب، أي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.

إلى هذا المشهد، يضيف المراقبون أن في غمرة الكباش الحكومي بين الحزبين المسيحيين الأكبرين ، نجحت الكتائب في الحفاظ وحيدة على تموضعها المعارض الذي اختارته لنفسها منذ 3 سنوات، فيما اقتنص زعيم بنشعي اللحظة السياسية المناسبة لتجاوز خلافه الرئاسي مع رئيس الجمهورية وفريقه، ونسج المصالحة التاريخية مع القوات، وللمضي في ختم جراح الحرب مع الكتائب، من دون أن يغيب عن باله الاستمرار في ممارسة ما يمكن تسميتها "المعارضة من الداخل"، مستفيدا من "القطيعة البرتقالية التامة" معه ومن مشاركته في الحكومة لتصويب ما يعتبرها أخطاء. ولا يخفى على أحد أن مقاربة من هذا النوع تتيح طرح تساؤلات مشروعة عما إذا كان اجتماع الصيفي خطوة أولى على طريق توسيع الجبهة المعارضة للنهج السياسي السائد، في ضوء النداء الذي وجهه الجميل لخلق ما سماها "معارضة وطنية جامعة"، في خطابه في يوم الشهيد في ذكرى 13 نيسان. تساؤلات يفضل بعض العارفين بأجواء الاستعدادات للاجتماع عدم الاجابة عليها في انتظار ما سيتمخض عن اللقاء. وعلمت "المركزية" في هذا السياق أن الوزير يوسف فنيانوس والوزير السابق روني عريجي، إضافة إلى نواب التكتل الوطني، نواب وقيادة الكتائب سيشاركون في الاجتماع، على أن يكون التنسيق بين الطرفين على المستوى النيابي والوطني، نجم النقاشات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o