Apr 23, 2019 3:27 PM
خاص

تعاونٌ اميركي-خليجي "نفطيا" لمواجهة معارضي وقف الاعفاءات!
التدبير مؤلم لايران ولـ8دول مهدّدة بالعقوبات.. فكيف سـتتصرّف؟

المركزية- في خطوة تنقل المواجهة الاميركية مع ايران الى مستوى جديد، قرر الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاثنين، إنهاء الإعفاءات التي سمح بموجبها لـ8 دول، بشراء النفط الإيراني، وذلك بهدف تحقيق "صادرات صفر" من الخام في الجمهورية الاسلامية.

بعد هذا القرار، ستواجه دول: تركيا، اليابان، الهند، كوريا الجنوبية، الصين، ايطاليا، اليونان وتايوان، ابتداء من 2 أيار المقبل، عقوبات أميركية إذا استمرت في شراء النفط الإيراني. وبطبيعة الحال، انقسم العالم في قراءة التدبير الاميركي الجديد. ففيما رفعت الدول التي ستطالها "المقصلة" الصوتَ معترضة، كانت الدول الخليجية، في طليعة المرحّبين. والموقف طبيعي، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، كون الخطوة "الترامبية" تذهب في اتجاه تضييق الخناق أكثر حول الاقتصاد الايراني، ما يفترض ان يقود في نهاية المطاف الى تقليص نفوذ طهران الاقليمي. والحال، ان وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف، عبّر منذ ساعات عن ترحيب المملكة البالغ بإعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بشأن العقوبات المفروضة على صادرات النفط الإيراني. ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن العساف دعم بلاده الكامل للخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة باعتبارها خطوة لازمة لحمل النظام الإيراني على وقف سياساته المزعزعة للاستقرار، ودعمه ورعايته للإرهاب حول العالم، حيث دأب النظام الإيراني على استخدام موارد الدولة الإيرانية لتمويل هذه السياسات الخطيرة دون أي اعتبار لمبادئ القانون الدولي. وشدد وزير الخارجية السعودي على موقف المملكة الثابت من ضرورة مواصلة الجهود الدولية لحمل النظام الإيراني على الالتزام بمبادئ القانون الدولي ووقف تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ونشاطاته التي أدت إلى جلب الفوضى والخراب للعديد من الدول.

لكن الرياض لم تكتف بالترحيب، بل ذهبت أبعد. ففيما يصوّب معارضو سياسات ترامب على الخطوة كون "العالم" بأسره سيدفع ثمنها نتيجة ارتفاع أسعار النفط، سارعت المملكة الى الاعلان انها ستتكفل بمدّ الاسواق بما يكفي من الخام لتفادي ارتفاع الاسعار. وقد انضمت اليها ايضا، الامارات. فقد قال الرئيس الأميركي أمس إن السعودية ستساعد في التعويض بسهولة عن أي نقص في إمدادات النفط، في حين أشار بومبيو الى أن السعودية والإمارات أكدتا أنهما ستتعاونان مع الولايات المتحدة لتعويض أي نقص".

واذ تشير الى ان هذا التعاون هدفه قطع الطريق على رافضي الاجراء وسحب "ذريعة" قوية من يدهم، تلفت المصادر الى ان من الضروري انتظار دخول قرار الحظر حيز التنفيذ خلال ايام لتبيان مدى صرامته وحجم "الجدية" الاميركية في تطبيقه. وفي وقت ترجّح ان تكون واشنطن قاسية في فرض التقيّد به، تقول ان تداعياته على الجمهورية الاسلامية ستكون كبيرة، وستُلحق أذى اقتصاديا بالغا بطهران. غير ان ما يجدر التوقّف عنده هو ان الخطوة ستصيب بشظاياها الدول السبع ايضا، ومعظمها ليس في موقع "الخصم" للولايات المتحدة. فكيف ستتعاطى هذه الدول مع الاجراء، وهل يمكن ان تتخذ، كما أعلنت الصين اليوم، قرارا بالمواجهة وبالوقوف الى جانب ايران التي اكد وزير نفطها اليوم ان "اميركا لن تحقق حلمها بوقف صادرات النفط تماما"؟

أما الجهات التي في "حرب باردة" مع واشنطن اليوم، وأبرزها تركيا، فقد تكون العقوبات سلاحا جديدا تستخدمه الاداراة الاميركية ضدّها لتطويعها، ودفعها الى السير في النهج الاميركي، لا سيما في ما يخص حماية الاكراد في شمال سوريا.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o