Apr 23, 2019 7:12 AM
صحف

من قصد عون بموقفه من بكركي؟!

أثار موقف رئيس الجمهورية ميشال عون صبيحة عيد الفصح في بكركي، "بان من ليست لديه خبرة لينهيها بسرعة (ينهي الأزمة)، فليتفضل ويطلع على بعبدا. بنحللو ياها. وليس مقبولاً ان تستمر بهذه الوتيرة البطيئة"، تساؤلات في الاوساط السياسية حول من هو المستهدف بكلامه، وما دفعه الى هذا التصعيد، وتعدّدت "الروايات والسيناريوهات"، التي أفاد بعضها بأن عون مستاء لأسباب عديدة، فلم يكن مرتاحاً لما صدر عن وزير الخارجية جبران باسيل حول الموظفين وخفض رواتبهم. وانّه قال ما قاله لوزير الخارجية حيال هذا "الفاول".

كما ان عون، بحسب "الروايات"، لم يكن مرتاحاً لما عرضه وزير المال علي حسن خليل في مقابلته التلفزيونية الاسبوع الماضي، والتي أثنى عليها الحريري، بقوله:»بعد هذا الكلام بالتأكيد ليس كما قبله".

وتضيف "الروايات" "ان عون مستاء من مشاورات الحريري مع القوى السياسية التي يسعى من خلالها الى توفير غطاء سياسي للقرارات الكبيرة، اذ انّ هذه المشاورات اظهرت الرئيس وكأنه في موقع "المتفرج" لا اكثر.

وبحسب الروايات، فإن استياء عون قد زاد، حينما طرح قبل عطلة الفصح، عقد اجتماع في القصر الجمهوري حول هذا الموضوع، الا انّ رغبته هذه لم تلق استجابة، لاضطرار الحريري الى السفر لتمضية العطلة خارج لبنان.

وهو امر حمّس بعض المتفهمين لموقف رئيس الجمهورية الى القاء المسؤولية على رئيس الحكومة، «لحركته البطيئة، وانه يفضل شؤونه الخاصة على شؤون البلد، من خلال السفر المتواصل في الوقت الذي يتطلب الوضع منه حضوراً دائماً وجدّية كبيرة في مقاربة الامور والملفات الملحة، فضلاً عن عدم ابتداع اي فكرة إنقاذية لعجز الموازنة، واللجوء الى اسهل الطرق، التي من شأنها ان تفاقم الازمة اكثر".

وزير المال جاهز للنقاش: وبينما أكد وزير المال لـ"النهار"، "ان لا علاقة له بكلام رئيس الجمهورية، ولا يعتبر انه قصده به، وهو جاهز من ‏زمان لنقاش الموازنة". لم يصدر حتى مساء أمس أي تعليق أو رد فعل عن السرايا باستثناء تأكيد المصادر ان رئيس ‏الوزراء يتابع اتصالاته بشكل مكثف بعيداً من الاعلام.

الحريري: إمتعاض

وبحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإن الحريري نفسه، لم يكن مرتاحاً من الكلام الرئاسي، واعتبر انه يستهدفه شخصياً، ومع ذلك قرر عدم التعليق، بأي كلام مباشر يصدر عنه شخصياً. الا انه تناول الموضوع باقتصاب في تصريح له بعد عودته الى بيروت امس، حيث قال "أنا لا أريد الرد، أفهم ان كلاً من الأحزاب السياسية يريد أن يزيد رصيده، لكن بالنسبة لي هي النتيجة، وأن يقرّ مجلس الوزراء موازنة فيها اصلاح كبير جداً، من اجل مستقبل اولادنا، وما يهمّنا هو ان نتشارك جميعاً في هذا الموضوع. نريد ان نأكل العنب ولا نريد قتل الناطور، والخميس نكون جاهزين إن شاء لله».

وعلى رغم امتناع الحريري عن الرد، الا ان الاشارات الصادرة من محيطه، توحي بوجود برودة في العلاقات بين الرئاستين الاولى والثالثة، وتعكس علامات استفهام حول خلفيات الهجوم الرئاسي على رئيس الحكومة. فيما اكدت مصادر مطلعة على هذه الاجوء ان الحريري قرّر الا يتخذ امتعاضه من الكلام الرئاسي، ذريعة لمقابلة التصعيد بالتصعيد، ومن هنا كان التأكيد عبر اوساطه بـ"أننا لا نريد الدخول في سجالات، والوقت للعمل وليس لتبادل الكلام عبر المنابر والعمل على الموازنة جار بكل جدّية".

وبحسب اوساط لصيقة بالحريري، فإنه يعتبر ان المرحلة الحالية مخصصة للعمل وليست للانزلاق الى الردود او المزايدات. وبالتالي هو لا يغامر ولا يتخذ قراراته على اساس عاطفي او انفعالي، وانما يعتمد المقاربة الموضوعية المتحسسة للمسؤولية، ويدعو الآخرين الى ملاقاته في هذه المقاربة. وسجلت ملاحظة لافتة تفيد انّ عون، عندما اعلن رفضه ان يتم البحث في الاجراءات التي يجب اتخاذها، على الملأ وخارج اطار النقاشات الداخلية، انتقد من حيث يدري او لا يدري، الوزير جبران باسيل، لأن باسيل هو الذي فعل ذلك وبدأ هذا النقاش".

تشويش!

من جهتها، قالت مصادر سياسية متفهمة لموقف الحريري، "كلام عون عكس غضباً واضحاً، واذا صح انه منزعج من حركة الحريري والمشاورات التي يجريها في بيت الوسط وليس في بعبدا. فهذه تُعتبر دعسة ناقصة، حول باب الصلاحيات. فالحريري هو رئيس الحكومة، ويمارس صلاحياته في وضع الموازنة بعمل مباشر مع وزير المال، وبالتالي موقف رئيس الجمهورية يفترض ان يكون موقفاً ارشادياً وتحفيزياً، واما المهمة التنفيذية فهي لرئيس الحكومة".

اضافت المصادر "دعونا نتواضع قليلاً، فالمكايدات لا تفيد، و"كل واحد يشتغل شغلو"، ودعونا ننتهِ من هذه الأزمة، ولتتوقف مهزلة ان كل مرّة يأتي احد ما ليشتغل ويعمل، ينبري احد ما ليشوش عليه، هذه سياسة لا تنفع، ولا تحجب الحقائق ابداً. لكن يبدو ان هناك من هم مزعوجون لانّهم يريدون ان يظهروا وحدهم في موقع من يعمل ويُنجز، وانهم هم اصحاب الانجاز في كل شيء".

وتشير المصادر في هذا السياق الى ما قاله رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مقابلته مع موقع «القوات» امس، حول من سمّاها «احزاب اخرى لديها عقدة ولا يمكنها تقبُّل قيام غيرها بأعمال إيجابية".

وفيما يُنتظر ان يكون موضوع الموازنة على طاولة البحث الحكومي الخميس المقبل، صُرِف النظر عن اجتماع مالي كان ثمة توجّه لعقده في السراي الحكومي اليوم برئاسة الحريري، للبحث في التخفيضات التي ستطال الرواتب، خصوصاً منها التي تفوق مخصصات رئيس الجمهورية. وذلك في وقت يدور على هذا الخط "سجال على الخفيف" حول هذا الامر، حيث سوّق الاعلام القريب من رئيس الجمهورية، ان عون أخرج خلال كلمته من بكركي ذوي الدخل المحدود من ساحات السجالات"، فيما الاجواء السائدة في محيط رئيس الحكومة تؤكد "ان معالجة الازمة الاقتصادية تكون باجراءات تقشفية ضمن الحدود وضمن الحفاظ على الوضع المالي".

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o