Apr 21, 2019 12:32 PM
أخبار محلية

خير الله في قداس الفصح: تعالوا نبني معا عالما جديدا

احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في منطقة البترون، بأحد القيامة، فأقيمت القداديس والزياحات، وألقيت عظات دعت الى عيش المحبة والسلام.

وترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداس منتصف الليل في كاتدرائية مار اسطفان في مدينة البترون وقداس أحد القيامة في الكرسي الاسقفي في دير مار يوحنا مارون في كفرحي، وألقى عظة بعنوان "تعالوا ندحرج الحجر عن قبورنا المكلسة"، تحدث فيها عن معنى العيد والقيامة "وانتشار الكنيسة مع الرسل والتلاميذ وبعدهم في كل أنحاء الأرض، حاملة بشرى الخلاص ورسالة المحبة والمصالحة والسلام، وواجهت كل أنواع التحديات من حروب واضطهادات وانتكاسات وخيبات وأبواب الجحيم لم تقو عليها".

وقال: "اليوم، وبعد ألفي سنة، نرى أن كنيسة المسيح في أرض المسيح تعيش حال الخيبة واليأس والقلق على المصير، وكأن كل شيء انتهى بالنسبة إلى حضورها وشهادتها ورسالتها في هذا الشرق. جئنا للاحتفال بقيامة الرب يسوع حاملين كل همومنا: الأزمات الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية والسياسية، بينما تعاني عائلاتنا من وزرها ويهاجر شبابنا طلبا لعيش كريم، وندفع ثمن حروب الآخرين على أرضنا وثمن الحروب الدائرة من حولنا. جئنا نبحث عنك بين الأموات وأنت قائم بيننا وتمشي معنا وتسمع لنا نندب حظنا ونعبر عن يأسنا وقد وصلنا إلى طريق مسدود، كما تلميذي عماوس. ولا نسمعك تقول لنا: ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان ؟ أعلى خسارة ما تملكون في هذه الدنيا وما قيمتها؟ كلها أصبحت مثل القبر الفارغ! ما بالنا إذا واقفين أمام القبر نبكي ونتحسر على مصيرنا اليائس ونعلن مبررات خيباتنا المتكررة، وكأننا مصرون على البقاء في عالم الأموات!"

أضاف: "تعالوا نشهد لحقيقة القيامة، فنتحرر من الخوف الذي يسكن فينا وننتصر على حراس القبر ومن وراءهم: الأبالسة والمجرِّبين والمرائين وأنبياء البؤس والرؤساء الذين يمقتون العدل ويعوجون الاستقامة ويبنون العالم الجديد بنار الحروب والدماء"، كما يقول النبي ميخا (في القرن الثامن قبل المسيح)! وكأن العالم ما زال هو إياه ولم يتغير فيه شيء! تعالوا نتعلم أن نقرأ في الأحداث علامة لحضور الرب. تماما كما قرأت النسوة في حدث القبر الفارغ علامة القيامة بعد الموت. وكما قرأ الباريسيون والفرنسيون في حدث حريق كاتدرائية السيدة، نوتردام، علامة صوت الرب يدعوهم في اليوم الأول من أسبوع الآلام إلى إعلان إيمانهم ورجائهم بالقائم من الموت. فاستفاقوا من سبات الموت العميق وأعلنوا أنهم سيعيدون البناء، "بناء الكنيسة قبل الكاتدرائية"، كما جاء على لسان رئيس أساقفة باريس، "بناء كنيسة البشر قبل كنيسة الحجر. تعالوا نخرج من أنانياتنا ومصالحنا الضيقة فنوحد قوانا ونتعاون على إعادة بناء ما تهدم من الدولة والوطن، فنعيد إلى الدولة هيبتها وإلى الوطن رونقه فيبقى وطن الرسالة في الحرية والديموقراطية والعيش الواحد في احترام التعددية".

وختم: "تعالوا نحتفل بالقيامة، قيامة كل واحد منا، مع المسيح إلى حياة جديدة، فندحرج الحجر عن القبور المكلسة التي تمثل أجسادنا الهامدة وأطماعنا ومصالحنا. تعالوا نبني معا، وبخاصة مع شبابنا، عالما جديدا بالمحبة والمصالحة والغفران والأخوة الحقيقية التي يعلنها ويشهد لها قداسة البابا فرنسيس. تعالوا نصرخ ونرنم مهللين: المسيح قام، حقا قام!"

بعد القداس تقبل خيرالله التهاني بالعيد في صالون الدير. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o