Apr 19, 2019 1:17 PM
متفرقات

رتبة سجدة الصليب تعمّ المناطق

بمناسبة يوم الجمعة العظيمة، احيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، رتبة سجدة الصليب وعمت الصلوات وقداديس آلام السيد المسيح ومسيرة درب الصليب في مختلف المناطق. 

البقاع الغربي: احيت كنائس مشغرة وصغبين وخربة قنافار والمنصورة وعميق وبيت لهيا والحوش رتبة سجدة الصليب. وشارك المؤمنون بالمناسبة ورفعت الصلوات والابتهالات، وركز الاباء في عظاتهم على المعنى الايماني والخلاصي لالام السيد المسيح وعذاباته من اجل خلاص البشرية وامل الاباء في قيامة سريعة للبنان من ازماته الاقتصادية والاحتماعية رأفة بالانسان المعذب تحت وطأة الفقر والعوز والبطالة والهجرة. 

جبيل: رأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون رتبة السجدة ودفن المصلوب في كنيسة السيدة - عمشيت، عاونه فيها كاهن الرعية الخوري شربل الخوري والخوري ناجي سعاده، في حضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل، ألقى عون عظة اعتبر فيها أن "يسوع المسيح بصلبه وعذابه وموته إنما كان يفتدي البشرية جمعاء، وهكذا جاء إبن الله، وحمل اخطاء كل انسان على وجه الأرض، ومات على الصليب الذي يرمز الى أعظم بشرية".

وأضاف: "إن المسيح بآلامه إنما كان يتمم كل نبوءات العهد القديم عن مجيء المخلص، فكل الأناجيل أظهرت أن يسوع ترجم هذه النبوءات، فحمل آلام البشر محققا الخلاص لهم وللبشرية جمعاء، وكل الأحداث التي رافقت فترة الآلام والصلب قادت البعض الى الغفران، لأنه أدرك حقيقة معنى المسيح على الصليب".

وأردف: "إعلان الإيمان بان يسوع ابن الله، لأنه أظهر حب الله على الارض بشكل لم يظهره الانسان نفسه، فآلام المسيح وأوجاعه هي قمة الحب".

ورأى أنه عندما نبشر بيسوع المسيح، وبعد 2000 سنة على حدث الصلب، فهذا يدفعنا الى التساؤل هل ما زلنا نبحث عن منطق في هذا العالم، أم أننا ما زلنا نجد القدرة على التفتيش عن الآيات، الأمر الذي نراه عندما يكون هناك شخص نحبه ويعاني المرض، فنطلب آية ما ونندر له،" مشيرا الى "أن المسيح خلص العالم بطريقة مختلفة، والله اقامه من بين الاموات، فانتصر واعطى معنى حقيقيا للصليب، ويسوع لو لم يحب لم يكن ان يقبل بالموت على الصليب".

وتابع: "نحن أتينا لنسجد امام آلام المسيح، وفي وطننا مدعوون كل يوم ان نحمل الصليب، في أمراضنا وتضحياتنا وأزماتنا، وفي كل ما نواجهه يوميا، والرب يعلمنا كيفية تخفيف الألم بالصلاة للصليب، فيصبح للألم معنى اكبر، ونختبر الحب الذي خلص العالم، فالرب ليس بعيدا عنا، فهو مات وقام ونحن نسير خلفه وخلف الصليب، وسوف يعطينا الحياة من جديد".

وختم عون: "نحن مدعوون الى فعل ايمان والترسخ بالحب الذي انقذ العالم، ونستقبل بحياتنا مريم التي اعطانا اياها المسيح عبر يوحنا، لنتعلم منها كيفية تخفيف الآلام"، متمنيا "اياما مباركة بعد القيامة، على امل ان يعطينا الله نعمة الفرح برجاء القيامة". 

البترون: عمت الزياحات الكنائس والصروح الدينية في البترون، وترأس راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله رتبة سجدة الصليب في كاتدرائية مار اسطفان في مدينة البترون، عاونه فيها كاهنا الرعية الخوري بيار صعب والخوري فرنسوا حرب والواعظ في الرياضة الروحية الاب رالف جرمانوس من رهبانية الآباء اللعازاريين ولفيف من الكهنة، في حضور حشد من أبناء المدينة والبلدات المجاورة.

بعد الرتبة، ألقى جرمانوس عظة قال فيها: "نحن مدعوون لنتأمل بالموت الذي هو جزء من حياتنا، لكننا مدعوون لنتأمل بجدية في هذا الواقع الذي استطاع ان يطال ابن الله، شوكة تنخر في خاصرة الانسانية ليعطي يسوع بعلاقته مع الابن معنى جديدا لحياتنا. فيسوع المصلوب على الصليب ينادي "الهي الهي لماذا تركتني"، فنحن اكثر الاحيان نعمل على تجميل هذه الحقيقة وهذا الواقع لاننا نهرب من اللحظات التي نشعر خلالها بأننا متروكون".

أضاف: "اللحظات التي نشعر فيها بأننا متروكون هي براعم خبرة الموت بصميم حياتنا. حياتنا تتأرجح بين أماكن نشعر في خلالها اننا متروكون واذا وجدنا انفسنا من خلال الآخر نجد انفسنا وكأن هذه الحياة لها معنى فقط في اللحظات التي يستطيع ان يجدنا احد. فحياتنا هي محاولة لننتصر على ذلك. فالاله اليوم على الصليب يحمل كل هذه الانسانية على اكتافه لدرجة ان صرختنا امام مشاكل الحياة وامام وحدتنا وظلامات حياتنا التي نقول فيها الهي لماذا تركتني، هذا الشعور هو ان الله ليس بعيدا من اوجاعنا فيسوع حملها على اكتافه ووجعنا هو وجعه وآلامنا هي آلامه، وهو آت على حقيقة ليقول لنا انه امام التخلي نبحث عن امور تجعلنا نجذب الآخر وبأوقات كثيرة إحساسنا باننا متروكون يؤدي بنا الى الدخول في الخطيئة".

أضاف: "لننظر في باطن وحدتنا، لماذا نلجأ الى الزنى؟ هروبا من اللحظات التي نشعر خلالها اننا في وحدة. ونلجأ الى السرقة والنكران حتى لا نشعر اننا وحيدون، فالانسان من خلال خطيئته يحاول ان ينتصر على اللحظات التي يشعر في خلالها انه متروك. فلننظر اليوم امام وحدتنا، خطايانا، ضعفنا وموتنا ماذا يفعلون اوثان هذه الدنيا، فنحن واقفون امام صليب يسوع، ينظر الينا ويقول: "أمام هذه اللحظة التي حملتها عمدا ونحن مدعوون لا لأن نبكي عليه، انما يجب ان نبكي على خطايانا. فخطايانا وموتنا اليوم سقطوا امام يسوع وانكشفت كل الحقائق. يسوع اليوم يدخل الى اعماق هذه الانسانية التي تصرخ كلها وبصوته "الهي، الهي لماذا تركتني؟" يسوع اليوم يتطلع الى اوجاعنا وموتنا وبالاماكن التي نحن متروكون فيها ويقول "بين يديك استودع روحي". فهو يدعونا الى عدم الخوف ويقول لنا: "لا تخافوا ان تدخلوا في هذه الثقة وان هذه الصرخة هي صرخة حقيقية لها الكلمة الاخيرة على حياتنا".

وختم: "يا إخوتي نقف امام هذه الحقيقة ونشعر بأن خطايانا هي حاجز أمام فردوس الحب، فكلمة يسوع ترن "اغفر لهم يا ابتاه لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون". فموت يسوع اليوم هو بداية انتصار، موته هو بداية انتصار على لحظات التخلي التي نعيشها، موته هو الدخول في احضان الآب، فيقول لنا لا يوجد حدث في هذه الدنيا يستطيع ان يكون اكبر من مشروع حبه لنا".

بعد الرتبة اقيم زياح الصليب ومنح المؤمنون بركة الصليب. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o