Apr 17, 2019 3:35 PM
خاص

زيارة عبد المهدي إلى السعودية:تقريب المسافات وإبعاد النفوذ الايراني

المركزية - وصل رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي اليوم الى السعودية على رأس وفد عالي المستوى يضم أكثر من 11 وزيرًا، و68 مسؤولاً حكوميًا، وأكثر من 70 رجل أعمال من القطاع الخاص في زيارة تستمر يومين. عن هذه الزيارة قال عبد المهدي: "نحن أمام تحول كبير في علاقاتنا مع السعودية"، مشددا على "أن الزيارة تهدف إلى إبرام اتفاقيات تعاون على غرار إيران والأردن"، أضاف: "العراق عاكف على تفعيل المصالح المشتركة مع دول الجوار والدول الإقليمية"، لافتاً إلى أن "حل الخلافات هو منطقنا وبوصلتنا في التعاطي مع محيطنا الإقليمي".

ومن جانبه كشف سفير العراق لدى السعودية، قحطان طه، في تصريحات سابقة عن وجود 13 اتفاقية سيتم توقيعها خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي إلى الرياض، فيما بيّن أن العراق عرض "186 فرصة استثمارية على السعودية". ولكن بعيداً من الاتفاقيات التي سيتم توقيعها بين البلدين، ما هي خلفيات هذه الزيارة؟

تؤكد مصادر مطلعة على الملف العراقي لـ"المركزية" ان لهذه الزيارة ثلاثة أبعاد: أولاً، "هي محاولة جادة لتقريب المسافات بين بغداد والدول العريبة وخاصة السعودية، كي لا تبقى ايران مستأثرة بالنفوذ في العراق، علماً ان العراق يأخذ مسافة من ايران في موضوع العقوبات الاميركية. وكان عبد المهدي صرّح سابقاً عن الموضوع بالقول إن العراق لا يمكنه تغطية ايران في موضوع العقوبات وسيحاول إرضاء الولايات المتحدة الاميركية. كما ان اميركا تتمتع بنفوذ كبير في العراق. صحيح ان ايران لها نفوذ، إنما العراقيون يشعرون، خصوصاً بعد احداث البصرة في الصيف الماضي، ان ايران يهمها مصلحتها اولاً، والعراق ثانياً، وبأنها تستغل ثروات العراق الطبيعية من أجل القفز فوق العقوبات. من هنا، زيارة عبد المهدي هي للالتفاف اولا على العقوبات الايرانية وثانياً لإقامة علاقة جيدة مع السعودية".

وثانياً، تضيف المصادر، "هناك محاولة عراقية جدية لإقامة علاقة متوازنة مع السعودية وايران في الوقت نفسه، والتمهيد لترتيب العلاقات السعودية الايرانية. ورئيس المجلس النيابي نبيه بري أيضاً من دعا خلال زيارته العراق، الى تقريب العلاقة بين السعودية وايران وإنهاء الخلاف بينهما. ولكن من دون أن يدعو الرئيس بري الى ذلك، فإن العراق يسعى الى لعب دور في تقريب المسافات"، ولفتت المصادر الى "أن العلاقة الايرانية السعودية مرتبطة بالحرب في اليمن، فعندما تنتهي حرب اليمن، فإن ذلك يعني بداية نهاية التوتر الايراني السعودي. لكن، طالما الحرب مشتعلة هناك فلا مجال لإقامة علاقات سوية بين السعودية وايران". واعتبرت المصادر "أن حتى الامارات العربية المتحدة عندما فتحت سفارة في دمشق، ظنّ العالم ان دول الخليج ستحذو حذوها، إنما هذا الامر لم يتحقق، وحتى السعودية فرملت هذه الاندفاعة، رغم ان الاميركيين دعموا هذا التوجّه، ورغم ان الامارات تخص اميركا والسعودية، ولكن يمكن إدراج ما حصل على أنه "دعسة ناقصة"، او انه كان هناك أمل او حديث عن تقريب العلاقات السعودية الايرانية. ولكن حتى فتح السفارة مع سوريا لم تؤدِ الى نتيجة، وكل الامور متوقفة حالياً، حتى هذه السفارة لم تتطور".

ثالثاً وأخيراً، تلفت المصادر، الى "أن هذه الزيارة تأكيد على ان العراق هو اولاً، خاصة من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح الكردي ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي الشيعي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي السني، وهناك تفاهم مشترك على إبعاد العراق عن التجاذبات الايرانية السعودية وان يكون في الوسط ويحمل رسالة الى المنطقة بـأن العراق دولة غنية، ومحاولة القضاء على الفساد قدر الامكان، لأن العراق بلد فاسد بدعم ايراني".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o