Apr 13, 2019 1:13 PM
خاص

إنتكاسة جديدة لـ"الناتو العربي"... فهل تكون الضربة القاضية؟

المركزية- انتكاسة جديدة تلقاها "الناتو العربي" عشية انعقاد اجتماعه التحضيري في الرياض يوم الاحد الماضي، فالتسريبات حول انسحاب مصر من الجهود الأميركية لتشكيه(لا تأكيد رسمي حتى الساعة)، لم تنزل بردا وسلاما على "طباخي الحلف"، الذين لا يألون جهدا لمعالجة الخلافات القائمة أصلا بين أعضائه وتحديدا قطر و"الرباعي" فجاء الانسحاب المصري ليفاقم الوضع سوءا، في وقت تعيش الدول الاعضاء المفترضة، هاجس عدم فوز الرئيس الاميركي دونالد ترامب بولاية ثانية وأن يخلفه رئيس قد ينسف الطرح من أساسه، ويتخلى عنهم في منتصف الطريق الامر الذي ستكون له نتائج عكسية تضعف موقفهم أمام إيران.

الخبير العسكري العميد المتقاعد خليل الحلو أشار عبر "المركزية" الى أن "الاستراتيجية الاميركية للمنطقة القائمة على مواجهة إيران، لن تتحقق ما لم تترافق مع سلة متكاملة من الاجراءات العسكرية والاقتصادية والسياسية، فالى جانب العقوبات على الحرس الثوري وأذرعه العسكرية، تعمل واشنطن على خلق حد أدنى من التضامن العربي يمهد لخلق قوة عسكرية عربية تتصدى للتمدد الايراني".

وقال "إلا أن هذا المسعى الاميركي يواجه تحديات عربية داخلية قد تنسفه من أساسه، فالخلافات العربية تبقى عائقا أمام أي حلف سياسي عربي ضد إيران، فكيف بالاحرى بحلف عسكري يتطلب رؤية استراتيجية واحدة للمنطقة، الامر غير المتوفر حتى بين الحلفاء منهم"، مشيرا الى أن "التسريبات حول الانسحاب المصري ترتبط في جزء منها بالتطورات الحاصلة في السودان، كون مصر مؤيدة للانقلاب بعكس دول الخليج التي تعارضه".
وأضاف أن "أولوية القاهرة بعيدة عن إيران، وتتركز في شمال افريقيا التي تشهد تحولات سياسية تهدد الامن القومي المصري، وتحديدا ليبيا والسودان المجاورتان لها. مصر الاقوى عسكريا بين الدول المفترضة في "الناتو"، ولكنها لن تضع جهدا عسكريا في مناطق بعيدة عنها، في وقت أن حديقتها الخلفية تشهد توترات عسكرية وسياسية خطيرة".

وتابع "قطر كذلك ليست مستعدة للمشاركة في الناتو وتقديم هدية للسعودية، كون القيادة ستؤول للرياض، الامر الذي لن تقبل به الدوحة بطبيعة الحال ما دام الحصار الرباعي قائما ضدها".

ولفت الى أن "حتى الدول الخليجية، رأس حربة المواجهة الايرانية في المنطقة، لديها أولويات توازي التهديد الايراني أهمية، تتمثل في التمدد التركي السياسي والعسكري، نظرا للنفوذ الذي تكتسبه أنقرة في العالم الاسلامي منذ انضوائها في منصة "أستانة"، وتوطد علاقتها بموسكو".

وقال "الاستعدادات للناتو لا تزال خجولة، ولا يبدو أن الجهد الاميركي سيؤدي الى نتيجة، على غرار ما حصل في قمة وارسو".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o