Apr 12, 2019 11:01 AM
رياضة

الحريري فــــي طــــرابلس عشية "الفرعية":
أشعر بألم الناس ولبنان موجوع ونعمل على الاصلاح
الموازنة لــن يكون فيها هدر وهناك مـن "سيزعل"

المركزية- وجد رئيس الحكومة سعد الحريري في زيارته اليوم الى طرابلس عشية فتح صناديق الاقتراع لانتخاباتها الفرعية، فرصة ليس فقط لحشد الدعم لمرشّحة "تيار المستقبل" ديما جمالي، بل لتوجيه رسالة الى اللبنانيين ومعهم المجتمع الدولي بان لبنان سائر في اتّجاه التقشّف لتخفيف الهدر عبر موازنة رشيقة كما التزم في مؤتمر "سيدر"، بتأكيده "ان كل لبنان موجوع، والبلد باجمعه يعاني من الفساد والهدر والاقتصاد، لكن لدينا امل كبير جداً بان نقوم باتّخاذ القرارات الصحيحة والتقشفية ومنع الهدر، وسترون ان الموازنة لن يكون فيها هدر وهناك من "سيزعل" لانهم لن يستطيعوا الاستفادة من الهدر الذي كان موجوداً، وما سنقوم به سيكون لمصلحة المواطن اللبناني، هناك امور يجب ان نوفّر فيها كدولة لبنانية، وسنعمل على ذلك".

الوصول: وصل الرئيس الحريري يرافقه الوزير السابق غطاس خوري، في اطار جولة على قيادات وفاعليات المدينة عشية الإنتخابات الفرعية التي ستجري الاحد المقبل لانتخاب نائب عن المقعد السنّي الشاغر، استهلها بزيارة مركز الصفدي الثقافي حيث كان في استقباله الوزير السابق محمد الصفدي ثم عقد لقاء حضره العديد من شخصيات وفاعليات المدينة تقدمهم رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين ورئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين والمرشحة ديما جمالي.

الصفدي: بعد اللقاء قال الصفدي "اهلا وسهلا بكم، كنت اريد ان ابدأ كلمتي بالترحيب بالرئيس الحبيب سعد الحريري، لكن لا استطيع الترحيب به بين اهله وفي بيته ومدينته طرابلس، طرابلس مدينة الشيخ سعد، نحن اليوم جميعا اصدقاء الرئيس الحريري وابنائه، طرابلس تعاني من وجع كبير واليم جداً. نحن نعاني اقتصاديا من وضع مؤسف في المدينة. نحن نطلب من الرئيس الحريري الذي ولد صيداويا وترأس الحكومة كبيروتي ان يكون طرابلسيا لثلاث سنوات مقبلة، لكي يهتم بطرابلس وهو وعد بالاهتمام بها ونعتبر ان هذا الوعد قائم مهما حصل. لكن وجع المدينة كبير جداً والرئيس الحريري على المام كامل بهذا الوجع وان شاء الله سنرى الخير".

من ناحيته، ردّ الرئيس الحريري قائلا "شكراً لك معالي الوزير الصفدي الذي اعتبره بمثابة اخ كبير. طرابلس بالنسبة لي هي مدينة الوفاء للوالد الرئيس الشهيد، وللمسيرة والعمل الذي كان يقوم به. وان شاء الله نحن سنستكمل هذه المسيرة ولدينا مشاريع كبيرة في "سيدر" رغم ان البعض يُشكّك بحصة الشمال وطرابلس من هذه المشاريع. لكن ليتهم يقرأون ما جاء في "سيدر" للاطلاع على ما يتضمنه، وكل التنظير والكلام من اجل تخريب نوايانا بالنسبة لاهل طرابلس والشمال، هناك حصة تفوق20% من مجموع مشاريع "سيدر" التي تبلغ نحو 10.8 مليار كمرحلة اولى لطرابلس والشمال، وستكون لكل المناطق اللبنانية حصص من المشاريع ايضا. وما يميّز "سيدر" انه ولاول مرة سيكون هناك مشروع جدّي متوازن لكل المناطق اللبنانية، لذلك اطلقت على هذه الحكومة حكومة "الى العمل". ومن يريد ان "يتفذلك" في هذا الموضوع فليأتِ عند رئيس الحكومة سعد الحريري لكي اشرح له، لكن ان يتحدث عبر التلفزة فهذا كلام فارغ وغير صحيح وظالم لكل المناطق اللبنانية".

اضاف "اتيت اليوم الى طرابلس، ليس كرئيس حكومة لبنان بل كسعد الحريري الذي تعرفونه والذي يحب الناس لانه واحد منهم ويشعر بوجعهم كما كان الرئيس الشهيد يشعر بوجع الناس، طرابلس تألمت خلال السنوات الماضية، لكن اريد ان اقول لكم ان كل لبنان موجوع، والبلد باجمعه يعاني من الفساد والهدر والاقتصاد، لكن لدينا امل كبير جداً بان نقوم باتّخاذ القرارات الصحيحة والتقشفية ومنع الهدر، سترون ان الموازنة لن يكون فيها هدر وهناك من "سيزعل" لانهم لن يستطيعوا الاستفادة من الهدر الذي كان موجوداً، وما سنقوم به سيكون لمصلحة المواطن اللبناني، هناك امور يجب ان نوفّر فيها كدولة لبنانية، وسنعمل على ذلك، وانا متأكد ان ديما جمالي التي هي ابنة هذه المدينة  والتي قامت بانجازات كبيرة في حياتها العلمية نحن بحاجة لامثالها وهي التي تستطيع ان تشرح لنا اين يمكن ان نوفّر وما هي الاساليب الافضل من اجل القيام ببعض المشاريع، خصوصاً ان طرابلس بحاجة الى الكثير من المشاريع".

كبارة: ثم زار الرئيس الحريري في محطته الثانية من جولته النائب محمد عبد اللطيف كبارة في حضور الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري والمرشحة جمالي وحشد من الفاعليات والشخصيات الطرابلسية.

الجسر: بعد ذلك انتقل الى دارة النائب سمير الجسر حيث عقد لقاء حضره عدد من الشخصيات.

صلاة الجمعة: ثم توجّه الرئيس الحريري الى مسجد السلام وادّى صلاة الجمعة الى جانب الوزير السابق اللواء اشرف ريفي وعدد من نواب طرابلس والشمال وحشد من المواطنين.

والقى خطبة الجمعة الشيخ بلال بارودي تحدث فيها عن اهمية التسوية التي قام بها الرئيس الحريري من خلال ربط النزاع واجراء الاصلاح الداخلي ومكافحة الفساد، وشدد على "ضرورة استمرار التعايش بين اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، لانه الرئة الحقيقية التي نتنفس منها الحرية والامان"، واشار الى "ان من يريد تخريب هذا التعايش يعرّض البلد للانهيار".

ودعا الشيخ بارودي الرئيس الحريري الى عدم الالتفات الى الوراء، مشيراً الى المكانة الكبيرة التي يحتلها في قلوب اهل الشمال  كما كانت للرئيس الشهيد.

وقال "نحن بفضل الله ودعم الرئيس الحريري والرئيس نجيب ميقاتي ما كان لهذا المسجد ان يعود كما كان، ومنذ ان حصل تفجير المسجدين نعلم ان الملف يحمله الرئيس الحريري على عاتقه كالمحكمة الدولية التي نالت من كبار الساسة في لبنان"، ولفت الى "ضرورة تعزيز الثقة بالمرجعية السياسية والدينية".

ريفي: ثم انتقل الرئيس الحريري الى دارة اللواء ريفي في طرابلس، وعقد معه اجتماعا تم خلال عرض آخر المستجدات.

في مستهل اللقاء تحدث اللواء ريفي فقال: "اهلا وسهلا بك في طرابلس واهلا وسهلا بك في منزلك، الأخوة يبقون اخوة و"الدم ما بيصير ميّ " نهائيا. نحن اليوم الى جانبك وانت تعلن ان هذه المدينة وقفت الى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري في كل المحطات، ووقفت كذلك وراءك والى جانبك في كل المحطات ايضا باذن الله.

ولفت الى "أن التحديات في هذه المرحلة كبيرة، سواء على المستوى الإقليمي او الداخلي، وانت لا تحسد على الوضع الذي انت فيه.في الداخل هناك دويلة تحاول السيطرة على الدولة، وفي المقابل هناك تداعيات لداء السرطان الموجود، وهو الفساد وتجاوز القانون والخروج عن السيطرة ومحاولة تقويض الدولة وتحويلها الى دولة فاشلة. لا شك انه من خلال صبرك وأناتك وسعة صدرك تتحمل الكثير، انما تأكّد جيدا ان هناك رجال بكل معنى الكلمة يقفون الى جانبك لاجتياز هذه المرحلة، وان شاء الله نتجاوزها نحن واياك. وجود الدويلة هو كالسرطان وهو الداء الأساسي الذي ينتج عنه حكما تداعيات جانبية اذا لم تعالج أحيانا، كالفساد الذي نراه في البلد والذي يمكن ان يأكل هذا البلد".

أضاف: "لا نشعر الا بصوتك، فانت حريص جدا سواء على اعداد الموازنة وتقليص العجز فيها وعلى تمرير مشروع الكهرباء، وآمل ان يكون هناك مشروع جدي للكهرباء. وفي المقابل جميعنا يعلم ان هناك فريقا سياسيا وضع يده على وزارة الطاقة طوال عشر سنوات، ولم يعطنا في الحقيقة الا كلاما بكلام، في المقابل فان وجودك يعطينا املا ان تذهب الأمور نحو مسارها الطبيعي على الرغم من كل الصعوبات" .

وتابع: "اؤكد مجددا اننا الى جانبك يا دولة الرئيس، وهذه المنطقة الشمالية التي تشكل خطّ دفاع أساسا عن سيادة البلد، وهي تقول لك انها الى جانبك وانها بكل قواها ستبذل التضحيات الكبرى لمساعدة البلد على العبور من الدويلة الى الدولة وهي الوحيدة القادرة ان تنقذنا، ونحن نؤمن كما انت تؤمن أيضا، ان الدولة يجب ان تكون هي السيدة الوحيدة المسيطرة على أراضيها. ونحن لا نعترف باي سلاح غير شرعي، ولا نعترف الا بسلاح الدولة اللبنانية والجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وسلاح المؤسسات الأمنية الرسمية فقط لا غير. ما نعيشه هو وضع شاذ جدا، ونادرة هي الدول التي توجد فيها دويلة تكون أحيانا اقوى من الدولة. علينا بصبر وبأناة وبتصميم ان نتابع العمل معك لنلغي وجود الدويلة وننهض كدولة واحدة فقط لا غير".

 

وختم: "عيشنا المشترك كما تعلمون مقدّس من مقدساتنا وما جاء في خطبة الشيخ بلال اليوم يعبّر عن آرائنا جميعا، ويجب ان نلتفّ حول مرجعيتنا السياسية وحول مرجعيتنا الدينية وحول مرجعياتنا الوطنية لإقامة الدولة. اهلا وسهلا بك دولة الرئيس شرفتنا في بيتك".

الحريري: من ناحيته ردّ الرئيس الحريري بكلمة قال فيها: "لقد عودنا أشرف على صراحته. كما قلت اخي أشرف ان " الدم ما بيصير ميّ" ونحن مشينا سويا مسارا طويلا، قد نكون قد اختلفنا في بعض المراحل ولكن في نهاية المطاف نعود الى جذورنا والى وضعنا وقضيتنا. فنحن نريد ان ينهض البلد بكل اطيافه".

وأضاف: "وجودي اليوم هو بمناسبة الانتخابات التي تشارك فيها المرشحة ديما جمالي، ولكن الانماء في طرابلس وفي كل المناطق اللبنانية يجب ان يحصل. وميزة ما حصل خلال مؤتمر "سيدر" انه للمرة الأولى يكون هناك انماء متوازن يشمل كل المناطق اللبنانية، وقد جاء من يقول لنا ان لا حصة لطرابلس والشمال في مشاريع "سيدر"، لكن فعليا هناك حصة من هذه المشاريع لكل المناطق اللبنانية، هناك حصة للشمال، وتتجاوز حصة طرابلس العشرين بالمئة من اجمالي "سيدر" ، هذا غير المشاريع الوطنية التي يستفيد منها كل لبناني، اكان في الشمال او في الجنوب او البقاع او بيروت وكسروان وغيرها من المناطق".

وتابع: "فاذا انشأنا معملا للكهرباء في أي منطقة كان، في سلعاتا او الزهراني او الجية مثلا، سيستفيد منه كل اللبنانيين في كل المناطق. سنسمع دائما كلاما يصدر من البعض الذين لا يملكون مشروعا اقتصاديا فعليا، ويس لديهم أدنى فكرة عن كيفية النهوض باقتصاد البلد. اما نحن فلدينا مشروع للخروج من الازمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد بشكل قاسٍ، ولكن هذا لا يعني اننا بوضع غير مطمئن . فما يطمئن هو ان كل القوى السياسية اليوم، متفقة حول وجوب القيام بالإصلاحات والتقشف ومحاربة الفساد، والاهم من ذلك هو وقف الهدر الذي يجب ان لا يكون موجودا في الموازنة الجديدة التي نضعها".

وأردف: "يجب ان نشدّ الحزام، وفي النهاية سأقول ما هي الإجراءات التي يجب ان نتخذها كدولة لنتمكن من انقاذ لبنان ونعيد بثّ الحيوية للاقتصاد، لان شبابنا وشاباتنا يريدون البقاء في البلد، خاصة وان التحديات الأمنية أصبحت وراءنا. لا تزال هناك بعض المشاكل هنا وهناك، ولكننا فعليا قد انتهينا من المعارك والانقسامات التي كانت تحصل، ونحن نسير قدما لاعادة النهوض بالاقتصاد".

أضاف: "حكي الكثير عن موضوع العفو العام، وللتأكيد على هذا الموضوع اصررت على ادراجه في البيان الوزاري، لكي لا يشككّ احد في الموضوع، وقد اخذنا ثقة المجلس على أساس هذا البيان، فالعفو العام سيحصل".

وشدد على "أن البعض يتكلم دون ان يعرف حقيقة من هم هؤلاء الموقوفين الإسلاميين، ولا ان هناك أشخاصا ظلموا وهم قابعون في السجون منذ خمس او عشر سنوات من دون التحقيق معهم او محاكمتهم، في حين يستنكرون توقيف أحد لمدة يومين لاستجوابه! نحن سنعمل على موضوع العفو العام وكل القوى السياسية أصبحت مقتنعة بان ظلما قد لحق بهؤلاء".

وتابع قائلا: "سنركز العمل على كل لبنان وخاصة على طرابلس والشمال لانها مناطق دفعت ثمنا لعدم النمو، وكذلك مناطق بعلبك والهرمل والبقاع فهي مناطق وكأنها منسيّة تاريخيا من خارطة الوطن. ولكن اطمئنكم ان كل مشاريع "سيدر" وكل ما نعمل من اجله ليل نهار في هذه الحكومة، يهدف الى ان تشمل المشاريع كل المناطق اللبنانية وخاصة الشمال، فهناك اليوم مشروع المنطقة الاقتصادية ومرفأ طرابلس والمعرض ومطار رينيه معوض والطرقات والكهرباء والمياه كلها مشاريع سننفذها".

وقال: "لقد اقررنا خطة الكهرباء والحمد لله، والان نعمل على إقرار الموازنة، ومن ثم سنقرّ كل مشاريع "سيدر" لنتمكن من ان نحصل على تمويل لها من مجلسي الوزراء والنواب، وهي مشاريع معروفة ومدروسة وعلينا فقط ان نقوم بالإصلاحات. الاصلاح ضروري جدا، لانه خلال مؤتمر باريس-٢ الذي ساهم في انعقاده الرئيس الشهيد وتمكن خلاله من تحصيل أموال كثيرة للبلد، على ان أساس ان يترافق ذلك مع تنفيذ مشاريع للبنى التحتية واجراء إصلاحات. الا ان ما حصل هو انهم اخذوا الأموال ومنعوا رفيق الحريري من القيام بالإصلاح، وقد وصلنا الى ما نحن عليه اليوم لأننا لم نقم بالإصلاحات المطلوبة ولا بتطوير نظامنا السياسي ولا بتحديث القوانين التي تعود الى خمسينات وستينات القرن الماضي".

وأضاف: "علينا ان نطور أنفسنا، فاليوم هناك تكنولوجيا لم تكن موجودة منذ عشرين عاما، وانا اعرف انه خاصة في طرابلس، هناك شباب وشابات لديهم الطاقة والرغبة بإنجاز مشاريع كبيرة لمدينتهم، ولكن علينا نحن كدولة ان نؤمن لهم الكهرباء والطرقات والمنصات التكنولوجية والقوانين التي تسهل عملهم. وانا أؤكد لكم ان شباب وشابات طرابلس سينهضون بالمدينة أفضل بكثير من الدولة".

وختم: "سنكمل هذه المسيرة مع بعضنا اخي أشرف، ومشروعنا واضح فنحن نريد الدولة وان نكون جميعا تحت راية هذه الدولة التي أرادها وآمن بها الرئيس رفيق الحريري، والتي اغتيل من اجلها. فهو طوّر البلد في حين ان هناك من يريد اعادته الى الوراء، ولكننا مصرون على المضي قدما، ولن ننسى ولن نسامح، ولكن في الوقت نفسه هناك مصلحة المواطن اللبناني التي يجب علينا ان نعمل من اجلها. وفي النهاية انا كرئيس للحكومة موظف لدى المواطن اللبناني الذي يدفع لي راتبي وكذلك النائب، فعلينا جميعا ان ندرك حجمنا، ومن يصل الى السلطة يجب ان لا يتسلّط على الناس بل ان يخدمهم بأمانة.

وكان الرئيس الحريري قد زار والدة اللواء ريفي واطمأن الي صحتها.

في دارة ميقاتي:

ثم زار الحريري بعد الظهر دارة الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس، حيث استقبله في حضور عدد من نواب وفعاليات المدينة والمرشحة جمالي، وعقد معه اجتماعا، تناول آخر المستجدات السياسية وأوضاع ومطالب مدينة طرابلس.

الرئيس ميقاتي

بعد الاجتماع، قال الرئيس ميقاتي: " تناول اللقاء مع دولة الرئيس الحريري هواجس مدينة طرابلس، والكلام الذي تردد حول حصة طرابلس وأهميتها وكيف يمكن لها أن تلعب الدور الأساسي في السياسة اللبنانية وعملية الإنماء والإعمار الموعودة. وقد أكدت خلال اللقاء أن الخطوة التي قمت بها، والوحدة التي نراها اليوم، هي قوامها أمران: دعم مقام رئاسة الحكومة، من مبدأ حفظ التوازنات في البلد، وفي الوقت نفسه أن تكون طرابلس موجودة في أي برنامج سيوضع في المستقبل. أقول هذا الكلام لأن طرابلس هي أساس في دعم مقام رئاسة الوزراء، وفي تاريخ لبنان الحديث، كان رئيس الوزراء بحاجة إلى هذه المدينة لتكون إلى جانبه، لأنها عنوان الدعم اللازم لرئاسة الحكومة. من هذا المنطلق، وعد دولة الرئيس أنه سيكون لطرابلس حيز كبير سواء في المشاريع المطروحة حالياً حيث اتفقنا على عقد سلسلة من الاجتماعات، لاستدراك أي نقص. كما أننا طالبنا أن يكون لشباب طرابلس وشاباتها دور في الإدارة اللبنانية، خاصة وأن هذه المشاركة ضعيفة نوعاً ما. فكان الرئيس الحريري متجاوباً جداً، وأكد لنا الإيجابية في عدة مواضيع أترك تفصليها له بلسانه، سواء على مستوى المنطقة الاقتصادية الخاصة، أو أي مشاريع أخرى ستصل إلى طرابلس لاحقاً".

أضاف: "أرحب بالرئيس الحريري، وقلت أن العنوان العريض هو لقاؤنا على الأسس التي أشرت إليها، ولكن هناك أيضاً مناسبة خلال 48 ساعة المقبلة، وهي الانتخابات الفرعية في طرابلس. وليس وجودنا معاً وتشابك أيدينا إلا لنطلب من أهالي طرابلس المشاركة الكثيفة في الاقتراع، وأنا أعرف ان اللقاءات التي تحصل سواء لقائي مع الرئيس الحريري أو لقائه مع الوزير أشرف ريفي أو أي لقاء للفعاليات الطرابلسية، فإن هذه الانتخابات ستعبر عن هذه الروح، وأتمنى من أهل طرابلس ان يكون صوتهم لهذه الوحدة التي هي مصدر الثقة والسرور لدى جميع المواطنين. أهلاً بكم دولة الرئيس وشرفتم داركم".

الرئيس الحريري

ثم تحدث الرئيس الحريري، فقال: "إنه شرف لي أن أكون اليوم في ضيافتك، ومعك، خاصة وأنه لدينا بعد يومين استحقاق انتخابي لديما جمالي التي تم الطعن بنيابتها، وجميعنا يعرف ما حصل. المهم أن هذه الانتخابات يجب أن تجري، وهي إن شاء الله ستجري، وجميعنا نقف صفا واحدا لمصلحة طرابلس وديما، علينا جميعا أن ننزل إلى صناديق الاقتراع وننتخب ديما جمالي، لكي نرص الصفوف ونعمل لمصلحة طرابلس.

هنا أود أن أتحدث بكلام واضح وصريح للجميع، لا شك أنه خلال السنوات الماضية كانت هناك انقسامات بالسياسة بيني وبين الرئيس ميقاتي، وهذا ما أدى في مكان ما إلى تأخير العديد من الأمور في البلد، إضافة إلى الانقسامات التي كانت حاصلة في كل لبنان، حتى وصلنا إلى مكان بات فيه كل البلد مشلولا. اليوم قررنا خلط الأوراق، وأنتم تعرفون المبادرة التي قمت بها، والتي كان أساسها أن ندعم المؤسسات ونعيد العمل السياسي والمؤسساتي إلى الطريق الصحيح، وأن نعمل جميعا معا للنهوض بالبلد. هناك تحديات كبرى تنتظرنا، ولبنان بحاجة إلى تعاون كل الأحزاب مع بعضها البعض لكي نتمكن من الخروج من الضائقة الاقتصادية والمالية التي نعيشها، كما أنه علينا أن نتخذ إجراءات أساسية تقشفية إصلاحية، لكي نشجع العالم على العودة إلى لبنان، ولكي نحث اللبناني أولا على العودة إلى وطنه ويستثمر، خاصة وأن هذا المستثمر موجود في كل

العالم، فالأحرى به أن يستثمر في بلده. من هنا، بدأنا ورشة عمل لتحديث القوانين وموازنة تقشفية وسلسلة إجراءات سنتخذها بالمستقبل".

وأضاف: "أما في ما يخص إنماء طرابلس والشمال، فهو أمر أساسي في مؤتمر "سيدر". هناك كلام صدر في الأيام الماضية يشكك في حصة طرابلس والشمال، وكم حصتها من مؤتمر سيدر. نحن حين ننهض بقطاع الكهرباء، فذلك لكل لبنان، وطرابلس جزء من لبنان. ليس كما كان في السابق، نقوم بمشاريع وننسى طرابلس والشمال وعكار والبقاع الشمالي، التي لم يكن ينفذ فيها الحد الأدنى من المشاريع الإنمائية. لذلك في مؤتمر سيدر، حين وضعنا كل المشاريع على الطاولة، وعملنا مع البنك الدولي، خصصنا مشاريع لكل المناطق اللبنانية تحدث فعليا إنماء متوازنا. دخلنا إلى سيدر على هذا الأساس، ولكني أود أن أكرر أمرا أساسيا، وهو الإصلاح ثم الإصلاح ثم الإصلاح. إذا اعتقدنا أن الناس ستأتي وتستثمر في بلدنا بدون إصلاح حقيقي وتقشف فعلي لمنع الهدر والفساد، فإننا سنكون مخطئين، ولن يأتي أحد إلينا ليستثمر، كمن يدخل إلى منزل آيل للسقوط ويريد أن يحوله فندقا. علينا بالبداية أن نحسن وضع المنزل ونجري فيه الإصلاحات اللازمة.

أما في موضوع المنطقة الاقتصادية، فإني لا أريد أن أتحدث بمنطق طائفي أو مذهبي. في كل العالم، وفي أي بلد، تكون هناك منطقة اقتصادية واحدة، وتكون مبنية على أساس جدوى اقتصادية لكيفية عملها. لو كانت المنطقة الاقتصادية موجودة اليوم أصلا في صور على سبيل المثال، أو البترون أو أي مكان آخر، فإني، كسعد الحريري، أو الرئيس ميقاتي، لن نسمح لأنفسنا أن نقيم مناطق اقتصادية أخرى لأنه لا جدوى لها. المشكلة الحاصلة اليوم أنه، لأن هناك منطقة اقتصادية في طرابلس، نريد أن نقيم منطقة اقتصادية في منطقة أخرى، وفي النهاية، بدل أن نعمل خيرا للبلد، ننفق أموالا لا فائدة منها ولا مصلحة فيها لا للمنطقة المعنية ولا للبنان. وصحيح أن هذه المنطقة الاقتصادية موجودة اليوم في طرابلس، لكنها تفيد كل لبنان. ليست هناك منطقة في لبنان لن تستفيد من المنطقة الاقتصادية في طرابلس. قد تكون إفادة أهل طرابلس أكثر

بقليل من الآخرين، لكن هذا لا يعني أن كل الصناعيين والتجار الذي سيستخدمون هذه المنطقة سيكونون من طرابلس، يمكنهم أن يكونوا من أقصى الجنوب أو البقاع أول باقي المناطق اللبنانية. لذلك، فإن المنطقة الاقتصادية الوحيدة بالنسبة إلي هي تلك التي في طرابلس. هناك مناطق صناعية أقررناها في مجلس الوزراء في البقاع وعكار ومناطق أخرى، وهذه المناطق علينا أن نفعلها ونستثمر فيها ونزيد من عددها، لأنها تفيد بالفعل المواطن اللبناني والصناعيين وتخلق فرص عمل، كما أنها تخرج الصناعات من المدن الكبرى، حيث العقارات كلفتها مرتفعة جدا، إلى مناطق صناعية، موجودة في كل دول العالم، خارج المدن الكبرى".

وتابع: "لقد آن الأوان، بعد صدور قانون PPP، أي الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، أن نطبق هذا القانون في كل المجالات. فعلى سبيل المثال، معرض رشيد كرامي، الذي هو من أجمل المناطق التي يمكن أن يحصل فيها استثمار، أداره القطاع العام ولم يحقق أي نجاح فيه. لذلك، علينا أن نحدث هذه القوانين لكي ندخل القطاع الخاص إلى هذه المنطقة، وكذلك إلى المرافئ الأساسية في البلد، مثل مرفأ طرابلس وبيروت وجونية وصور وصيدا. كل هذه المرافئ الموجودة، علينا أن ندع القطاع الخاص يشغلها، لأنه يعرف كيف يديرها بشكل عملي أكثر ويخلق فرص عمل ويطلق اقتصادا أكبر. من هنا، الاتجاه بالنسبة إلينا هو أن يبقى القطاع العام، مع شراكة حقيقية مع القطاع الخاص الذي يحسن إدارة هذه القطاعات.

أخيرا أقول أن وحدة الصف التي نسير بها ليست في وجه أحد، بل على العكس، هي للتكامل مع الآخرين، ولكي نتمكن جميعنا من القيام بمشاريع لبلدنا، الذي يحتاج بالفعل إلى مشاريع تؤمن فرص عمل للشباب والشابات، الذين يتخرجون كل عام من الجامعات ولا يجدوا فرص عمل، فيضطروا للسفر. همنا الأساسي كان في البداية، ولكي يكون هناك استثمار في طرابلس، أن يكون هناك استقرار سياسي، وهذا ما يحصل، والرئيس ميقاتي وأنا نتوافق أكثر فأكثر، وكذلك مع اللواء أشرف ريفي والأخ أبو العبد كبارة والوزير محمد الصفدي وكل القوى السياسية الموجودة، لكي ننهض بالبلد. ليس هناك

خلاف بينا سيؤثر على النمو. لذلك، اتخذنا قرارا، الرئيس ميقاتي وكل البقية وأنا، أن نبقى مستمرين في هذا المشوار معا، لأنه السبيل الوحيد لإفادة طرابلس من المشاريع التي يمكن القيام بها".

وختم قائلا: "شكرا دولة الرئيس على هذا الغداء، وإن شاء الله سيكون هناك عدة لقاءات وزيارة إلى طرابلس".

سئل الرئيس الحريري: بماذا ترد على كل الذين يقولون أنك لا تزور طرابلس إلا قبل الاستحقاقات الانتخابية؟ وأنك تطلق وعودا إنمائية وغير إنمائية، ولا تفي بها؟

أجاب: لقد استغرقنا تسعة أشهر لكي نشكل الحكومة، وحتى لو زرت طرابلس في هذه الفترة، ما كنت أستطيع أن أقيم مشاريع فيها. وأنا لم يكن في ودي أن تحصل هذه الانتخابات الفرعية، لأننا كنا منطلقين من مبدأ أن الانتخابات انتهت، وسنبدأ في حكومة إلى العمل، ونبدأ في تطبيق خطة الكهرباء والموازنة التقشفية وسيدر وغيرها. لكن هناك تسعة أشهر ضاعت، وهذه الحكومة عمرها بالكاد شهرين، فهي حصلت على الثقة في 15 شباط الماضي. وعليه، هذه الزيارة إلى طرابلس أتت لأنه حصل أمر طارئ، ولكن لو تم تشكيل الحكومة بعد شهر من الانتخابات، صدقوني، لكنتم رأيتموني أكثر بكثير في طرابلس، ولكانت هناك مشاريع أكثر للمدينة. ولكن ما زال أمامنا ثلاث سنوات، وسترون سعد الحريري موجودا في طرابلس وفي صور وبعلبك الهرمل والبقاع الغربي والمنية والضنية وزغرتا، ولن أترك مكانا دون أن أزوره في لبنان وأقوم بالمشاريع التي وعدت بها، وأطبق سيدر كما قلت.

سئل الرئيس الحريري: ماذا تقول للمواطنين الذين لا يرغبون بالنزول إلى مراكز الاقتراع؟

أجاب: أنا أود أن أقول أمرا واحدا، المواطن اللبناني يجب أن يدرك قيمة الصوت الذي يمتلكه. انظروا إلى ما حصل في العالم العربي والربيع العربي، الناس يريدون أن يلجؤوا إلى هذا الصوت لكي ينزل في هذا الصندوق. نحن لدينا هذه الميزة منذ نشأة لبنان، ونحن من يستهتر به. أنا أقول لكل مواطن لبناني وطرابلسي، إذا لم يتمكن سعد

الحريري من إنجاز ما وعد به، فلا تصوتوا له. لكن انزلوا إلى صناديق الاقتراع، لأن هذا ما يحدث تغييرا في البلد ويحدّث الحياة السياسية. بعد استشهاد الوالد رحمه الله، حصل انقسام حاد في البلد، وكنا لا نتحدث مع بعضنا البعض، وكل منا كان يصرخ ولا أحد يسمع الآخر. أما اليوم، فنحن نسمع بعضنا البعض ونعمل معا. هناك خلافات سياسية ما زالت قاسية، الموضوع الإقليمي على سبيل المثال، نحن مختلفون عليه، وحزب الله وأنا لا يمكن أن نلتقي إقليميا على نفس المبدأ السياسي. لكن هذا لا يعني أن المواطن اللبناني يجب أن يدفع الثمن، وقد اتفقنا مع الأفرقاء الآخرين أن نضع هذه الأمور جانبا، وأن نركز على مصلحة المواطن اللبناني.

سئل الرئيس الحريري: هل تتخوفون من أن يكون هذا التحالف سياسيا فقط من دون ترجمته في صناديق الاقتراع؟

أجاب: كلا أنا لا أخاف من ذلك، لكني أقول بصراحة: لا شك أن العلاقة بيني وبين الرئيس ميقاتي مرت بمراحل صعبة، كما حصل مع اللواء أشرف ريفي، لكن هذا الأمر طبيعي في السياسة، ومن العادي أن نفترق في لحظة ما، لكن الأهم أن تكون لدى المرء الشجاعة أن ينظر إلى مصلحة البلد ومصلحة المواطن ومصلحة السياسة. الرئيس ميقاتي لديه طموحه السياسي بالتأكيد، وهذا حقه السياسي وهذه هي الديمقراطية، ولا أستطيع أن أقول له ممنوع أن يكون لديك طموح سياسي، ولا هو يستطيع أن يقول لي أنه ممنوع أن يكون لدي طموح سياسي. لكن عندما نعمل معا ونثبت أنفسنا على أهداف سياسية، إذا أتى في النهاية سعد أو نجيب أو فلان، على أساس إنماء البلد، فلن نختلف على هذا الموضوع. المهم بالنسبة إلينا، وهو ما أكرره دائما وكذلك الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، أن نؤمن بأن ليس هناك أحد أكبر من بلده. أنتم ترون عملي كيف كان في السابق وكيف أصبح اليوم، وكذلك عمل الرئيس ميقاتين كلنا نتغير وكلنا نتعلم من أخطائنا، والمهم ألا نعيد أخطائنا ونعمل من أجل مصلحة البلد.

سئل الرئيس الحريري: هل ستعود النائب ديما جمالي إلى النيابة مرة أخرى؟

أجاب: بإذن الله، هذا ما نريده، ونتمنى على المواطن الطرابلسي أن يعرف أهمية هذه المعركة، وأن كل ما نريده هو مصلحة طرابلس.

مأدبة غداء

وفي الختام، أولم الرئيس ميقاتي على شرف الرئيس الحريري في حضور شخصيات وفعاليات طرابلسية وشمالية.

المفتي الشعار

وواصل الرئيس الحريري جولته بعد الظهر على فعاليات طرابلس، ليزور  مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في دارته، بحضور المطارنة جورج أبو جودة، أدوار ضاهر وجوزيف نافع والشخصيات وفعاليات المدينة.

المطران أبو جودة

وخلال اللقاء، تحدث المطران أبو جودة فقال: "نحن موجودون هنا عن قناعة، وإن كنا لسنا من أهل طرابلس الأصليين، لكننا أصبحنا من أهل طرابلس، أكثر من أهل طرابلس أنفسهم، لما عشناه مع إخواننا المسلمين والمسيحيين. كل علاقاتنا هنا في طرابلس هي مع إخواننا المسلمين، بروح من الصداقة ومحبة والتفاهم، والتي يختصرها سماحة المفتي، الذي تخطت علاقتنا معه العلاقات البروتوكولية والمظاهر، إلى صداقة وروح من الأخوة، تعبيرا عن الوثيقة التي صدرت عن صاحب القداسة البابا فرنسيس وإمام الأزهر في أبي ظبي، نحن نعيش هذه الأخوة الإنسانية هنا، بكل أبعادها ومعانيها، وبكل بساطة، دون أن يكون هناك اصطناعية في حديثنا. وبما أن عكار من أبرشيتي، أطلب منك يا دولة الرئيس أن يكون هناك اهتمام بعكار، فهذه المحافظة التي تعطي الأعداد الكبيرة من الذين يضحون بحياتهم في سبيل لبنان، أبناء الجيش اللبناني والقوى الأمنية، بحاجة إلى اهتمام مميز، لكي يبقى أبناء عكار دوما يشعرون بأن الدولة لا تهملهم، بل تهتم بهم بمختلف المشاريع التي يحتاجون إليها. فشكرا لزيارتك، ونتمنى أن تكون لك زيارات متكررة، لكي نؤكد على أهمية العيش المشترك الموجود في طرابلس والشمال وعكار، ونعيد إلى طرابلس صورتها الأساسية، كمثال وقدوة لجميع القوى والمدن اللبنانية".

المفتي الشعار

من جهته، قال المفتي الشعار: "لقد قام الرئيس الحريري بخطوات جريئة من أجل البلد. كثر لم يكونوا معه، لكنها كانت خطوات موفقة، لأن لبنان لا يقوم إلا بجميع أبنائه. هذه المعاني والأفكار تحتاج إلى رجل قيادي يعقلها ويملك الجرأة لتطبيقها. كثيرون من الساسة في لبنان يعلمون هذه المقدمات، وأن لبنان لا يقوم إلا بجميع أبنائه، لكن قلة نادرة الذين يتجرؤون على الخطوة الأولى وعلى الموقف وإعلان هذا المشروع. تهنئتي دائمة وكبيرة للرئيس الشيخ سعد. صحيح أنه شاب ولكنه أمير وحكيم، وقد ورث من أبيه بعد النظر ورصانة الموقف، لم يأت ليأخذ، بل جاء ليعطي لبنان. والده أعطى لبنان حياته، وهو يريد أن يعطي الحياة إلى لبنان، فتحية كبيرة إليك يا دولة الرئيس، من الأعماق وباسم الجميع، وآمل أن يكون لقاؤنا المقبل بإذن الله، وقد أخذت المشاريع طريقها نحو التنفيذ والظهور وإعادة الطمأنينة إلى اللبنانيين. رحم الله الشهيد رفيق الحريري وجعلك خير خلف لخير سلف، وحماك الله وحمى لبنان. وفي النهاية، أود أن أخص السادة المطارنة بتحية كبيرة لأنهم يعتبرون هذا البيت بيتهم، وهم يستقبلون معي، ولم يترددوا يوما في استقبال مرجعية سياسية، خاصة إذا كانت بمستوى دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري. فهؤلاء يحملون لك في قلوبهم من الحب، كالذي أضعه بين يديك وأمام ناظريك. عشت وعاش ولبنان وأهلا وسهلا بك".

الرئيس الحريري

وفي الختام، تحدث الرئيس الحريري فقال: "حين آتي إلى طرابلس، أحب أن أزور هذا البيت، لأني أعتبره بيتي. ولا شك أن طرابلس مرت في مرحلة صعبة، والاعتدال نفسه مر بمراحل صعبة، فكان الناس يتجهون إلى اهتمامات غربية، ولو دخل لبنان في هذا النفق لكان مصيرنا كمصير الدول المجاورة. وصحيح أني وقفت مواقف صعبة، وخسرت في أماكن ما، لكني ما أقوله أن سماحة المفتي الشعار كان أيضا من الرجال الذين خسروا في مكان ما لأنهم وقفوا في وجه التطرف والتعنت. سماحتك، أنت تعرف موقعك لدي شخصيا، والمواقف التي اتخذتها لم تكن لمصلحة سعد الحريري بل

لمصلحة إسلام الاعتدال، الذي نريده، لأن التطرف، إن كان إسلاميا أو مسيحيا، فإنه لا يبني لا بلدا ولا وطنا، بل يخلف حقدا وكرها وعنصرية. الاعتدال يؤسس للحوار والمحبة والمودة والتقارب، ونحن في بلد، إذا عدنا إلى خمسين سنة إلى الوراء، والآن عادت هذه العادات تتجدد، في رمضان، المسلم يفطر عند المسيحي، وفي عيد الميلاد يعايد المسلم المسيحي. هذا هو لبنان الذي نريد. وحين أتي البابا يوحنا بولس الثاني قال أن لبنان رسالة، وهو فعلا رسالة. ورفيق الحريري قال يوما أن المسيحي المعتدل أقرب إليه من المسلم المتطرف، وهو بذلك عنى ما واجهناه قبل أعوام قليلة بقساوة وضراوة. كل الموجودين في هذه القاعة عانينا من هذه المرحلة. الوقت الآن للبناء والعمل، أبعدنا فيها الخلافات السياسية في طرابلس وكل لبنان، ومن هنا فإن بلدنا مقبل بإذن الله على مرحلة جديدة، مليئة بالانفتاح والنمو الاقتصادي، وبتنا نعرف ما الذي يجب أن نقوم به، ومتأكدين من أن الوحدة الوطنية، مع بعض مشاكلها والخلافات الإقليمية، هي الأساس في استقرار وأمن البلد. من هنا علينا أن نكمل هذا المشوار والمسيرة التي بدأها الشهيد رفيق الحريري، والتي كانت قائمة على العمل وتدوير الزوايا. ففي النهاية، نحن هنا جميعا لبنانيين، وحين نذهب إلى المطار، لا أحد فينا يحمل قرآنا أو إنجيلا لكي يمر على الأمن العام، لا يمر إلا بجواز سفره اللبناني".

وأضاف: "أنا واثق بإذن الله أننا نسير على الطريق الصحيح، والعقبات صعبة، لكن كلما كنا يدا واحدة وصفا واحدا، كلما تمكنا من تخطي هذه العقبات بسهولة أكبر. من هنا علينا جميعا رص الصفوف لمواجهة كل المصاعب السياسية والاقتصادية وأمنية أو غيرها".

احمد كرامي

وزار  الحريري عصرا  النائب السابق أحمد كرامي في دارته.

وخلال اللقاء قال كرامي أن "دولة الرئيس سعد الحريري، أبو حسام، موجود بيننا اليوم وكل اهل طرابلس يطالبونه بالإنماء وهو مسؤول عن ذلك، وقد سمعت ما قاله باننا إذا اطلعنا على مضمون "سيدر" سنرى انه يلحظ انماء كبيرا لمدينة طرابلس وللشمال ككل".

أضاف: "لقد شهدت طرابلس خلال السنوات الماضية تعاقب عدد من رؤساء الحكومات والوزراء والنواب وأنا من بينهم، فماذا قدمنا لهذه المدينة؟ لم نستطع أن نعمل كما يجب، ومن ساواك بنفسه ما ظلمك. اليوم نريد أن نحمل الرئيس الحريري كل التبعات، لم ينجز أي شيء لهذه المدينة وهذا صحيح، لذا نحن نأمل منه أن يخدم هذه المدينة وكأنها مدينته، ولن أضيف على ذلك، وهو على قدر هذه المسؤولية وجميعنا يعرف ذلك، فهو نجل الرئيس الشهيد.

وتابع: "نحن نحمل الرئيس الحريري موضوع الموقوفين الإسلاميين، فأكتافه عريضة، وهو جبل لا تهزه الرياح، ولكن يجب علينا ان نقف الى جانبه خاصة وإننا لم نتمكن من القيام بأي شيء حيال هذه المواضيع، نحن نحمل المسؤولية كاملة للذي يتولى الحكم، في حين عندما كنا نحن في الحكم، لم نقم باي شيء، ولا نتحمل اية مسؤولية، مع الأسف".

من ناحيته رحب رئيس حزب "الشباب الوطني" غالب كبارة بإسم الحزب بالرئيس الحريري وطالبه بأن يحمل معه خلال زيارته المقبلة مشاريع إنمائية عدة تخدم عاصمة الشمال.

الحريري
ورد الرئيس الحريري بكلمة قال فيها: أشكر أخي الكبير أحمد على هذا اللقاء الجميل مع هؤلاء الناس الطيبين الذين يعرفون فعليا الصداقة التاريخية التي كانت قائمة بينه وبين الرئيس الشهيد، لا شك أن طرابلس تستأهل الكثير، وخلال المراحل السابقة التي مررنا بها، كانت هناك الكثير من الخلافات السياسية بين الافرقاء السياسيين في طرابلس وخارجها، ولكن أدعو الله ان يقدرنا على تنفيذ كل المشاريع التي خصصناها في "سيدر" لهذه المدينة وللشمال، لان هذه المنطقة هي منطقة محرومة فعليا ويجب علينا ان نقدم لها الكثير من المشاريع.

أضاف: سألني البعض لماذا لم آت الى طرابلس قبل اليوم، والسبب هو انني منهمك بتشكيل الحكومة التي استغرقت تسعة أشهر. اما اليوم فالمهم هو ان نعمل وننتج لكي يلمس المواطنون النتائج على الأرض".

وتابع قائلا: "يوم الاحد هو يوم انتخابات وديما جمالي هي مرشحتنا، وآمل أن يشارك أهل طرابلس في هذه الانتخابات وأن يمارسوا حقهم في صناديق الاقتراع".

وختم: "مرشحتنا هي ديما جمالي لانها إمرأة تمكنت أن تحقق الكثير من الإنجازات في الجامعة الأميركية في بيروت وكلنا يشهد للجامعات في لبنان التي كان كل العالم العربي يرسل ابناءه للدراسة فيها، وخاصة الجامعة الأميركية التي تعمل بطريقة علمية ونحن بحاجة لها في المجلس النيابي لتحديث القوانين، وديما تتقن هذا الموضوع اتقانا جيدا. وسنكمل هذه المسيرة معكم وبمشاريع كثيرة آتية لطرابلس". 

علوش:

كما زار الحريري ضمن إطار جولته في عاصمة الشمال، النائب السابق مصطفى علوش في دارته، حيث استقبله بحضور حشد من فعاليات المدينة والقطاع الطبي.

وخلال اللقاء، قال علوش: "أكثر من أي موقف سياسي، ما حصل عليه الرئيس الحريري هو محبة الناس. واليوم الفكرة الوحيدة التي تستطيع أن تنهض بالبلد وتنتقل به من مرحلة الاهتزاز السياسي المحلي والإقليمي والعبور به بشكل مقبول وبأقل ضرر ممكن، هي الفكرة التي ورثها الرئيس سعد الحريري عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

أضاف: "نحن متطرفون لكل ما مثله رفيق الحريري في حياته، وما يمثله الآن الرئيس سعد الحريري، والخيارات التي اتخذها كانت دائما أهون الشرور، وهي ليست تراجعا ولا تنازلا، بل إنه فضل الذهاب إلى منطق الدولة والعدالة والترفع عن التناحر والخطابات النارية التي لا طائل منها".

الحريري
من جهته، رد الرئيس الحريري واصفا علوش برفيق الدرب في المعترك السياسي من أجل استكمال مسيرة الإنماء والإعمار والعلم والتعليم والانفتاح والحوار، التي بدأها الرئيس الشهيد".

وقال: "نحن مقبلون على الانتخابات الفرعية يوم الأحد إن شاء الله، والمرشحة ديما جمالي تمثلنا، وهي من الأشخاص التي كانت لها بصمات عدة في حياتها العملية، سواء في الجامعة الأميركية ببيروت أو في طرابلس، ونحن بحاجة إليها في مجلس النواب، من أجل العمل على تحديث قوانيننا القديمة وتطوير أنفسنا وإيجاد طرق حديثة لإدارة الدولة".

أضاف: "نعمل اليوم على إعداد موازنة تقشفية لكي نخرج البلد من أزمته الاقتصادية، لكني أود أن أؤكد أن المواطن اللبناني لن يدفع ثمن ذلك، ونحن لسنا بوارد إضافة ضرائب في الموازنة، بل هناك مكامن هدر في الدولة لا بد من إيقافها". 

ثم زار الرئيس الحريري ترافقه المرشحة ديما جمالي، السيد معن كرامي في دارته، بحضور أفراد العائلة وعدد من الأصدقاء والشخصيات، وجرى خلال اللقاء، تبادل أحاديث عن الوضع العام في البلاد وشؤون ومطالب طرابلس وأهمية الانتخابات الفرعية يوم الأحد المقبل. 

مهرجان الكوادر الانتخابية

والى ذلك، شارك الحريري في مهرجان لكوادر الماكينة الانتخابية لتيار المستقبل أقيم في فندق كواليتي إن بحضور ا جمالي ونواب طرابلس وريفي وشخصيات، حيث شدد على أهمية سياسة بالنأي بالنفس والاعتدال في تجنيب لبنان مخاطر ما يجري في الدول المجاورة، مؤكدا بالمقابل أن وحدة الصف القائمة اليوم في طرابلس بينه وبين الرئيس نجيب ميقاتي واللواء أشرف ريفي وأبو العبد كبارة والوزير محمد الصفدي، ليست من باب الرغبة في الوقوف بوجه أحد، وإنما من باب مصلحة طرابلس والشمال وعكار والضنية والمنية، من باب مصلحة نمو لبنان، من باب أننا في السياسة، حين نقف صفا واحدا نصبح أقوى.وقال: "أنا اليوم هنا، ليس كرئيس حكومة بل كسعد الحريري. قد يكون المجلس الدستوري اليوم جمعنا ووحد طرابلس، لمصلحة ديما جمالي. ربما أرادوا أو تكون النتيجة مختلفة، لكن النتيجة ستكون يوم الأحد بإذن الله، أننا سننزل جميعا إلى صناديق الاقتراع ونصوت لديما جمالي بكثافة".

وأضاف: "هناك كلام كثير يحصل اليوم حول المنطقة الاقتصادية وسيدر، ونسمع منظّرين يشرحون لنا ما قدمناه نحن في سيدر. ما تقدم في سيدر مشاريع حقيقية، لكل الشمال، ولطرابلس والضنية والمنية وعكار. حين ننشئ محطة كهرباء في دير عمار، من يستفيد منها؟ دير عمار فقط أو كل الشمال وطرابلس؟ حين نركب خطوط فايبرأوبتيكس في البلد، من يستفيد منها؟ فقط من مرت الخطوط أمامه أو كل البلد؟ حين نقيم مشاريع صرف صحي وطرقات وسكك حديد، من سيستفيد من هذه المشاريع؟ أليست طرابلس؟ من يتفذلكون بأنه لا حصة لطرابلس والشمال من سيدر نقول لهم: بالتأكيد هناك حصة، وحصة تفوق العشرين بالمائة".

وتابع: "بخصوص المنطقة الاقتصادية، أتى من يقول قبل أيام: ما ذنبنا إن كانت طرابلس لم تتمكن من القيام بالمنطقة الاقتصادية؟ لكني أذكّر أنه كان هناك من يعطل المنطقة الاقتصادية في مرحلة من المراحل. أنا لا أريد أن أعود إلى الخلف، بل سأتطلع قدما إلى الأمام، لكن هذا الكلام معيب. ما أريد قوله أن المنطقة الاقتصادية الوحيدة في لبنان ستكون في طرابلس، ونقطة على السطر. الموضوع ليس لأننا لا نريد نموا في الجنوب أو مناطق أخرى، بل نحن نريد لكل لبنان أن ينمو، لكن الواقع والحقيقة يقولان أن هناك منطقة اقتصادية واحدة في كل دول العالم. والمسألة ليست حصصا، وأنا أقولها صراحة، لو كانت المنطقة الاقتصادية قائمة أصلا، ليس في طرابلس بل في صور، ما كنت لأسمح لنفسي كسعد الحريري أن أقيم منطقة اقتصادية أخرى بسبب منطقتي أو طائفتي أو مذهبي. هذا التفكير يدمر لبنان ولا يعمره، والطريق الصحيح هو أن نعمل لمصلحة كل البلد".

وقال: "هذه الانتخابات بالنسبة إلي هي لكي نؤكد على وحدة الصف التي عملنا عليها، المصالحات التي أجريناها داخل طرابلس مع اللواء أشرف ريفي، والعمل مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي، وبالتأكيد مع أبو العبد وسمير وديما، الذين هم الأساس في هذا التحالف. واليوم كريم بيننا، هذا الشاب الصاعد، والكل يعلم تمسكي بالشباب. هذا المشوار سنكمله معا إن شاء الله لمصلحة طرابلس واقتصادها".

وأضاف: "أنتم تيار المستقبل، وأنتم من تعملون ليل نهار لكي يكون اسم التيار عاليا في طرابلس وكل لبنان. العمل الذي تقومون به والصورة التي تقدمونها للناس يجب أن تكون نفس الصورة التي ترونها عن رفيق وسعد الحريري. نحن علينا أن نخدم الناس ونستمع إليهم ونساعدهم ونتوحد من أجلهم، ففي النهاية، الناس أحبوا تيار المستقبل ورفيق الحريري لأنه آمن بهذه المسيرة. تيار المستقبل هو تيار الاعتدال، والاعتدال هو ما أنقذ لبنان من أتون التطرف الذي ترونه اليوم في سوريا وباقي الدول الأخرى في المنطقة. لذلك، نحن مستمرون في هذا المشروع، لأن الاعتدال هو الوحيد الذي يبني البلد، أما التطرف، إن كان إسلاميا أو مسيحيا، فلا يوصل إلا إلى انقطاع الحوار. ولا يمكننا أن

نبني بلدا بالتطرف، وإنما بالاعتدال يمكننا أن نبني بلدا واقتصادا ونقيم حوارا. أما بالتطرف فكيف يمكنك أن تحاور شخصا عقله موجه باتجاه واحد؟ هذا التطرف ليس فقط إسلاميا، لأن في بلدنا هناك كل أنواع التطرف، وهذا يولد عنصرية وكراهية واستفزاز. من هنا قال رفيق الحريري: المسيحي المعتدل أقرب إلي من المسلم من المتطرف، وهو عنى بذلك الاعتدال ثم الاعتدال ثم الاعتدال".

وتابع: "اعملوا لهذه الانتخابات كأنها أساسية وليس فرعية. أريد منكم أن تعملوا ليل نهار، حتى يوم الأحد، وأنا أعتمد على السيدات أكثر من الرجال في هذا الموضوع. أنتم تعرفون أن سياسة لبنان الخارجية هي النأي بالنفس، ونحن، حين ننظر إلى ما يجري حولنا ونرى المصاعب والمواقف المتشددة كل يوم أكثر فأكثر، علينا أن نتمسك بسياسة النأي بالنفس أكثر من أي مرحلة مرت في السابق. اليوم النأي بالنفس هو الأساس. وأنا فخور بكل واحد وواحدة فيكم، أنتم الشباب والشابات، وكذلك بمن عملوا مع الوالد رحمه الله، فهم لديهم من الخبرة ما يجب أن نستفيد منها، وأنا أستفيد من خبرة من هم أكبر مني وحتى من هم أصغر مني، وعلينا جميعا أن نعمل يدا بيد لكي ننهض بطرابلس اقتصاديا وإنمائيا إن شاء الله".

وقال: "لو تعرفون مدى سعادتي لأن أكون بينكم. والبعض اليوم سألني لماذا لم آتي قبلا إلى طرابلس، لكن البعض قد ينسى أن تشكيل الحكومة استغرق مني تسعة أشهر، لو تمكنت من تشكيل الحكومة بعد شهرين من تكليفي، لكنتم رأيتموني في طرابلس قبلا، لكن هذه الحكومة التي شكلتها اسمها "إلى العمل"، وأنا سأتفرغ للعمل، أريد توسيع مرفأ طرابلس وأريد للمنطقة الاقتصادية أن تعمل ولسكة الحديد أن تنفذ وأن نرى معرض رشيد كرامي معرضا بالفعل، لا أن نفرح فقط باسمه وبأنهم غيروا قانونه دون أن يتم تفعيله. علينا أن ندع القطاع الخاص يدخل إلى المعرض ويديره، خاصة بعد إقرار قانون الشراكة بين القطاعين الخاص والعام. نحن نرى الفشل الذريع، ليس لأن الأشخاص الموجودين اليوم في الإدارة غير قادرين، بل لأن التركيبة الأساسية لا تصلح، ويجب أن تستبدل بأن يستثمر القطاع الخاص هذه المشاريع ويعمل ويوظف،

كذلك الأمر بالنسبة إلى منطقة الاقتصادية. يجب أن نعطي الشباب والشابات الذين لديهم أفكار خلاقة في التكنولوجيا والتجارة والصناعة فرصة للعمل، وأفضل فرصة هي فتح هكذا مشاريع أمام القطاع الخاص. من هنا، مؤتمر سيدر بالنسبة إلي هو أساسي للإنماء في كل المناطق اللبنانية. وحين أنجزنا سيدر لم نخترع أمرا جديدا، بل جمعنا كل المشاريع التي كان يفترض أن تنجز منذ أيام الوالد رحمه الله ووضعناها على الطاولة، وعملنا مع البنك الدولي ومؤسسات دولية ومجلس الإنماء والإعمار ووزارات الطاقة والاتصالات والثقافة وكل الوزارات، لاقتراح مشاريع أساسية وطنية وإدراجها ضمن سيدر، فنحن كدولة ليست لدينا الأموال الكافية لتمويل هذه المشاريع. وعليه، تمت دراسة هذه المشاريع من قبل المؤسسات الدولية ووضعنا نحن بأنفسنا سلسلة إصلاحات، وتناقشنا مع البنك الدولي وغيره بشأن أفضل الإصلاحات الممكنة، لأن لبنان يجب أن يغير قوانينه التي وضعت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. ومن أفضل من ديما جمالي، الناجحة في عملها في الجامعة الأميركية ببيروت، للمساعدة في هذه المسيرة؟ الكل يعلم أنه حين يتم الحديث عن لبنان تُذكر مباشرة الجامعة الأميركية في بيروت، فيقال فلان تخرج من هذه الجامعة أو ذاك الوزير تخرج منها، فهي من أفضل الجامعات الموجودة في العالم العربي وحتى أوروبا. فمن أفضل من ديما جمالي لتساعدنا في تحديث كل هذه القوانين التي يجب أن نحدثها؟".

وختم قائلا: "أخيرا أود أن أتطرق إلى وحدة الصف التي تحدثت بشأنها وتحدث بشأنها أيضا الرئيس ميقاتي واللواء أشرف ريفي وأبو العبد والوزير الصديق والحليف محمد الصفدي. جميعنا تحدثنا بوحدة الصف، ليس من باب رغبتنا في الوقوف في وجه أحد، وإنما من باب مصلحة طرابلس والشمال وعكار والضنية والمنية، من باب مصلحة نمو لبنان، من باب أننا في السياسة، حين نقف صفا واحدا نصبح أقوى. هناك عقبات ستواجهنا، وإذا أردنا تخطي هذه العقبات منفردين فلن نتمكن، أنما إذا كنا صفا واحدا فإنها ستصبح مطبات صغيرة، نتخطاها دون أي إشكال".

 القلمون ختاما

واختتم الرئيس الحريري جولته الطرابلسية بزيارة بلدة القلمون، حيث كان في استقباله حشد كبير من أبناء البلدة، الذين استقبلوه بالهتافات والترحيب، ونثروه بمياه الزهر والأرز، مرددين شعارات الترحيب والتأييد.

وتحدث الرئيس الحريري أمام الجموع، فشكرهم على حفاوة الاستقبال، وقال: "لا يمكن أن أزور الشمال إلا وأزوركم في بلدة القلمون العزيزة على قلبي والوفية. فمهما فعلت لكم لن أوفيكم حقكم، لأنكم أحببتم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسعد الحريري، وإن شاء الله سنكمل معكم هذا المشوار"، داعيا الجميع إلى النزول يوم الأحد وانتخاب المرشحة ديما جمالي.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o