Apr 11, 2019 3:31 PM
خاص

الجيش يطيح البشير ويتولى إدارة السودان في مرحلة انتقالية لمدة عامين
"الربيع العربي" يتجلى في الجزائر والخرطوم..أما التجربة السورية فأحبطها الاسد!

المركزية- تسارعت الحوادث في السودان في شكل مفاجئ وغير متوقّع. ففيما تستمر التظاهرات الشعبية المطالبة برحيل الرئيس عمر البشير من الحكم، منذ أسابيع، من دون أن تلقى آذانا صاغية من الرجل القابض على مقاليد السلطة منذ 3 عقود، دخل الجيش على الخط، وبدّل المشهد رأسا على عقب، معلنا "اقالة البشير من جميع مناصبه، وإقالة نوابه ومساعديه وحكومته"، وقد أفيد ان الرئيس المخلوع غادر السودان فجر اليوم وتوجّه الى العاصمة السعودية. وعلى الاثر، خرج عشرات الآلاف في مسيرات احتفالية في وسط الخرطوم صباحا وانضموا الى اعتصام على مقربة من وزارة الدفاع بدأه محتجون مناهضون لحكم البشير منذ السبت الماضي، فيما ذكرت وكالة السودان للأنباء أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني أعلن إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في كل أنحاء البلاد.

من جهتها أعلنت القوات المسلحة السودانية "اقتلاع النظام والتحفظ على رأسه بعد اعتقاله، وإعلان الطوارئ وحظر التجوال ووقف العمل بالدستور"، كاشفة عن "فترة انتقالية لمدة عامين تتولى فيها القوات المسلحة إدارة البلاد". واذ لفتت الى ان "النظام واصل إصدار الوعود الكاذبة لمطالب الشعب السوداني المحقة"، دعت "حاملي السلاح والحركات المسلحة إلى الانضمام إلى الحكم". واشارت الى "حل مجلس مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء والمجلس الوطني ومجلس الولايات وحكومات الولايات"، وإعلان الطوارئ ل ٣ اشهر في كل انحاء البلاد".

وتعقيبا، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" إن ما حصل في السودان لافت للانتباه، خاصة لناحية تزامنه مع تطورات الجزائر. فالمستجدات في الدولتين تتشابهان الى حد كبير، لناحية تسلسلها. فهي بدأت بتظاهرات شبابية وشعبية تطالب بتنحي رئيس البلاد، قبل ان ينضمّ اليها الجيش، فيتحقق مطلب الاستقالة (طوعا او عنوة)، لتعلن القوات المسلّحة إمساكها زمام الأمور في فترة انتقالية. والحال ان منذ ساعات قليلة، قال أحمد قايد صالح، قائد أركان الجيش الجزائري إن المرحلة الانتقالية بعد رحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ستتم بمرافقة الجيش. وأوضح أن "سير المرحلة الانتقالية المخصصة لتحضير الانتخابات الرئاسية، سيتم بمرافقة الجيش الوطني الشعبي، الذي سيسهر على متابعتها، في ظل الثّقة المتبادلة بين الشعب وجيشه، وجو من الهدوء واحترام قواعد الشفافية والنزاهة وقوانين الجمهورية" (...)

وبحسب المصادر، ما يحصل اليوم في هاتين الدولتين هو "الربيع العربي الحقيقي". فالانتفاضات الشعبية سلمية، وتؤدي ثمارها من دون مواجهات ومن ضمن مسارات هادئة، وفق آلية طبيعية تقضي بأن يرحل الزعيم الجالس على رأس السلطة منذ سنوات، ويتسلّم طرف ما (العسكر في الحالتين المذكورتين) القيادة لفترة من الزمن ريثما تتبلور صورة النظام السياسي الجديد الذي سيقوم مكان النظام الذي أُسقط.

هذا ما كان يجب ان يحصل ايضا في سوريا، تتابع المصادر. غير ان الرئيس السوري بشار الاسد سارع الى خنق الثورة قبل ان يشتد عودها، وذلك بـ"ضربة قاضية" تمثّلت في فتح نظامه أبواب السجون للمتطرفين والارهابيين. فشردت الانتفاضة عن طريقها، وتحوّلت حربا مذهبية طائفية دامية، تدخّلت فيها القوى الاقليمية والدولية الكبرى كلّها من دون استثناء.

وقد تكون التجربة السورية المرّة، شكّلت درسا للشعوب ولعواصم القرار في آن، حال دون تكرارها في البلدان التي تشهد انتفاضات اليوم.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o