Apr 11, 2019 11:12 AM
أخبار محلية

السنيورة يُطلق من طـرابلس عنوان الانتخابات الفرعية:"استعادة الدولة"
ليكـن اقتراعنا رسالة لتصويب البوصلة ومنع الاسـتتباع لميليشــيات

المركزية- في طرابلس التي كان "مهندس" التحالف العريض بين الرئيس سعد الحريري واللواء اشرف ريفي لانتخاباتها الفرعية الاحد المقبل، حطّ الرئيس فؤاد السنيورة فيها عشية فتح صناديق الاقتراع امام الطرابلسيين لاعطاء الثقة لمرشّح من اصل سبعة بينهم التي يبدو ان الاوفرها حظاً مرشّحة "تيار المستقبل" ديما جمالي.

ومتنقلاً بين دارات زعمائها السياسيين، اطلق الرئيس السنيورة عنوان "استعادة الدولة" على معركة الاحد، داعياً الطرابلسيين الى المشاركة الكثيفة في استحقاق الانتخابات الفرعية من اجل إعادة تصويب البوصلة الوطنية والعربية في لبنان، وان تستعيد الدولة حياديتها في التعامل مع جميع الفرقاء، وانه لم يعد ممكناً المقبول بان يتم استتباع الدولة من قبل الأحزاب والميليشيات، وتقاسم الدولة من قبل هذه الميليشيات والأحزاب".

دارة ميقاتي: بدأ الرئيس السنيورة زيارة الى طرابلس افتتحها من دارة الرئيس نجيب ميقاتي،  حيث تباحثا في الأوضاع على الساحتين المحلية والدولية. وإثر اللقاء، قال السنيورة "يشرّفني ان استهل زيارتي إلى طرابلس بلقاء الرئيس، الأخ والصديق نجيب ميقاتي. وهذه الصبيحة المباركة كانت مناسبة للبحث في الأوضاع العامة في لبنان، لا سيما الانتخابات الفرعية في طرابلس واهميتها، وهذا الحق المعطى للبناني للتعبير عن رأيه، وهو ليس حقا فقط بل واجب. وبالتالي من هنا، من دارة الأخ والصديق نجيب ميقاتي، ادعو جميع إخواني في طرابلس إلى المشاركة بكثافة في هذه الانتخابات الفرعية للتعبير عن رأيهم مهما كان. يجب ان ينزلوا إلى الانتخابات ويشاركوا فيها، لأن هذا واجب وطني عليهم، كما على أي مواطن لبناني، عندما تتاح له فرصة المشاركة في الانتخابات ان يشارك فيها. وبالتالي اتمنى عليهم ان يشاركوا فيها، واقترح عليهم ان يؤيّدوا جمالي لما اعتقد انها تتمتع به من إمكانات وكفاءات تستطيع من خلالها ان تخدم مدينة طرابلس، وتخدم لبنان".

اضاف "من هنا من هذه الدار، اود ان اشكر الرئيس ان اتاح لي ان ابدأ هذه الزيارة كما ينبغي من منزله، وان اتوجه إلى لقاء العديد من الشخصيات الأخرى، واتمنى ان يكون هذا اليوم خيراً ومنتجا، وان تكون المشاركة فاعلة وكثيفة وتعبّر عن رأي مدينة طرابلس والطرابلسيين".

وشدد على "اننا نريد عودة الدولة إلى لبنان بسلطتها وهيبتها ودورها. هذه هي اهمية هذه الانتخابات، إنها تطلق صرخة قوية واساسية بضرورة عودة الدولة لكي تتولى دورها وتقوم بما ينبغي عليها ان تقوم به في خدمة اللبنانيين والتعبير عن رأيهم، وفي حماية امنهم وامانهم. من هنا، تكمن اهمية هذه الانتخابات. من هنا فإن لدينا يوما حافلا سنلتقي خلاله في اكثر من مكان. وهذه الرسالة الأساسية التي اود ان اوجهها من دارة الرئيس نجيب ميقاتي".

اضاف "في خضم المتغيرات على الساحة اللبنانية، والخلل في التوازن الداخلي، والمتغيرات في المنطقة، اعتقد ان هناك ضرورة لتقول طرابلس كلمتها وتعبّر عن رأيها، وبالتالي فإن هذه هي الصرخة الأساسية التي نريد ان نوجهها، بضرورة عودة الدولة اللبنانية".

وتابع "لأن الشعب الطرابلسي مُحبط، يجب ان يعبّر عن رأيه ويشارك في الانتخابات. وانا على بيّنة بحجم التوازن الاقتصادي لا سيما في منطقة الشمال وطرابلس تحديداً. وهناك ضرورة للقيام بما يؤدي إلى بذل كل جهد لاستنهاض الوضع الاقتصادي. لكننا يجب الا ننسى ان هذا الوضع لا يقتصر على مدينة طرابلس. فقد مضى اكثر من ثماني سنوات في لبنان، والنمو الاقتصادي لا يتعدى واحد في المئة، الذي هو اقل من نصف معدل زيادة السكان في لبنان، بعد ان كانت هذه النسبة تتعدى 8.5 في المئة على مدى السنوات بين 2007 و2010، انخفض هذا الرقم إلى واحد في المئة. هذا يعطي صورة عن المشكلات التي نواجهها، واهمية إعادة تصويب البوصلة الوطنية والعربية في لبنان. من هنا، نرى مدى اهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه الدولة عندما تستطيع ان تقبض على مرافقها، وتفرض سلطتها العادلة على الجميع، وان تستعيد حياديتها في التعامل مع جميع الفرقاء في لبنان. وهذا هو دور الدولة. ومن هنا، من طرابلس يجب ان توجه هذه الرسالة إلى كل اللبنانيين وكل الأشقاء العرب، واصدقائنا في العالم. عودة الدولة اللبنانية. لم يعد من الممكن والمقبول ان يتم استتباع الدولة من قبل الأحزاب والميليشيات، وتقاسم الدولة اللبنانية من قبل هذه الميليشيات والأحزاب".

وردا على سؤال عن ضآلة حصة طرابلس من مؤتمر "سيدر"، قال السنيورة "ان المبلغ الذي خصصه المؤتمر للبنان هو احد عشر مليار دولار، إلى ذلك، فإن المبالغ المخصصة لطرابلس اكثر من 300 مليون دولار. وعلينا ان نميّز في هذا المقام بين المشاريع الوطنية، والمشاريع المخصصة للمناطق. كما ان موضوع "سيدر"  في غاية الأهمية،  لكنه يجب ان يترافق مع جهد حقيقي من اجل القيام بالإصلاحات الواجب القيام بها".

دارة كبارة: ومن دارة الرئيس ميقاتي توجّه الرئيس السنيورة الى منزل النائب محمد كبارة الذي استقبله في حضور نجله كريم، النائب سمير الجسر، الوزير السابق رشيد درباس، المرشحة ديما جمالي، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، مستشار الرئيس الحريري لشؤون طرابلس عبد الغني كبارة، اعضاء حركة التنمية والتجدد وحشد من المخاتير والتجار.

ورحّب كبارة بالرئيس السنيورة وقال "نحن مقبلون على انتخابات فرعية والبعض لا يمنحها الاهتمام اللازم، بيد اننا نقول بأنها انتخابات مفصلية كونها تمتد لمرحلة مقبلة. الانتخابات تأكيد لمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي عانى اشد المعاناة مع النظام السوري في لبنان، وكلنا يعلم الممارسات التي تعرضنا لها في المدينة فضلا عن الاجرام المتبع من قبلهم، وما زيارة الرئيس السنيورة اليوم الا في اطار التأكيد على هذا الخط الذي يستمر به الرئيس سعد الحريري".

اضاف "الاستحقاق مهم جداً لمواجهة الاستهداف السياسي للرئيس الحريري وكتلته. ونحن لا ننسى كيف ان الرئيس السنيورة تعرض للكثير من الضغوط والصعوبات خلال وجوده في السراي الحكومي. ومعلوم كم ان طرابلس تدعم هذا الموقف السياسي، والانتخابات الفرعية ليست انتخابات اشخاص وانما مسيرة سياسية طويلة ينبغي الاستمرار بها، وباذن الله اهالي طرابلس سيثبتون للرئيس الحريري ايمانهم بالقضية والتي كانوا ولا يزالون الحصن الحصين لها".

من جهته، قال السنيورة "سعادتي غامرة لوجودي في طرابلس، والآن انا من منزل الزميل كبارة اقول بأن فترات صعبة مرّت علينا لكننا نعتز بها. فعليا اشعر بأنني في بيتي وبين اهلي، كون طرابلس تعيش في قلبي ووجداني. اتشارك واهل المدينة القيم والمبادئ نفسها والتي هي عنوانا لهذه المرحلة وعنيت الانتخابات الفرعية والتي يدعم فيها "تيار المستقبل" جمالي".

اضاف "عنوان المعركة المقبلة "استعادة الدولة اللبنانية" التي تتعرض للتآكل والتقاسم من قبل الأحزاب والميليشيات، في حين ان الدولة اللبنانية لجميع اللبنانيين. الانتخابات واجب وطني، ولا يجوز للمواطن مقاطعتها وانما يجب المشاركة بها والتعبير عن الرأي ولو بورقة بيضاء. صوتكم لا يسمع وانتم تقفون وراء الكواليس، وكلما اتت المشاركة كثيفة كانت النظرة لمدينة طرابلس اهم واعمق، كونه منها يتم التعبير عن وجدان الشعب اللبناني والذي ينادي بالدولة القادرة والعادلة".

وتابع السنيورة "لكن بقدر مطالبتنا للدولة، فإن هناك واجباً على المجتمع المدني وعلى اللبنانيين والطرابلسيين تجاه مدينتهم لإعطاء الصورة الصحيحة عنها وعن اقبالها على الناس والحياة، الدولة يجب ان تفرض العدالة والنظام والمجتمع المدني يقوم بدوره، حينها يمكن استرجاع الثقة بالدولة والمواطن ولبنان ككل. منذ 8 سنوات ونحن نعاني لجهة النمو الاقتصادي الذي لم يتجاوز 1% والذي هو اقل من نصف زيادة عدد السكان في لبنان، بينما وعلى مدى سنوات طويلة كان النمو افضل بكثير مما يعني وجود خطأ ما، او ان البوصلة اهتزت وعلينا جميعا بذل الجهود في سبيل استرجاعها".

وختم "عنوان المرحلة المقبلة الدولة اللبنانية الى اين؟ اعتقد بأن ليس من خيار امام اللبنانيين سوى الوقوف الى جانب استرجاع الدولة اللبنانية مع فرض هيبتها وسلطتها على الجميع بالعدل ووفق القانون. طبعا الطريق صعب، لكن في النهاية سنتلمس النتائج الايجابية، وطرابلس تختزن الكثير من الكنوز، وعليه فإن الجهود ستبذل في سبيل تنميتها وتطويرها".

دارة ريفي: ثم انتقل الرئيس السنيورة ترافقه جمالي الى  دارة الوزير السابق اللواء اشرف ريفي الذي قال "ترحب مدينة طرابلس بكم وتحفظ لكم مواقفكم، شكّلنا وإياكم خط صمود عندما ارسلت المخابرات السورية إلى لبنان تنظيم "فتح الإسلام"، كنت انت حينها رئيساً للحكومة فأخذت قرار الدفاع عن الوطن"، واعلن اننا "قاتلنا فتح الإسلام إلى جانب الجيش اللبناني ودفعنا ثمنا غاليا، إنما انقذنا البلد"، مشيراً الى "ان طرابلس دفعت عام 1986، 800 شهيد خلال يومين في مجزرة التبانة وتعرضت إلى 21 جولة عنف وما زالت صامدة".

بدوره، عبّر السنيورة عن سعادته لزيارته منزل اللواء ريفي وقال "لقد كان ريفي دائما عنوانا للوفاء والصداقة والوطنية، وانا سعيد بلقائي لهذه الكوكبة من الأصدقاء. كنا قد خطونا خطوة هامة، حيث لقينا تجاوبا من اللواء ريفي بإزالة الغيمة العابرة من الجو وعادت الأمور إلى مجاريها بوجود الرئيس سعد الحريري".

اضاف اأما عن طرابلس، فهي مدينة صابرة مناضلة ومتطلعة إلى المستقبل بكل امل، الذي نصنعنه بأيدينا ونستولده من رحم اليأس الطاغي".

ولفت الى "ان موعدنا الأحد مع الإنتخابات التي هي واجب كما هي حق"، مشدداً على "اهمية  المشاركة الكثيفة، فهناك رسالة علينا توجيهها بأن اللبنانيين يريدون استعادة الدولة بسلطتها الكاملة على جميع الأراضي اللبنانية، لأن لا امن ولا امان ولا نمو ولا حتى فرص عمل، إذا لم تكن هناك دولة ترعى شؤون اللبنانيين".

وتابع الرئيس السنيورة "انا هنا لأدعم جمالي، لأنني اعتقد ان "تيار المستقبل" الداعم لها يعلم مدى كفاءتها وخبرتها وإرادتها وتصميمها على خدمة طرابلس. على اهل طرابلس ان يتّخذوا قرارهم في عملية استنهاض الدولة ومدينة طرابلس وقدرات اهلها، فهي مقصد لكل اللبنانيين والعرب الذين يريدون ان يستثمروا، لذلك علينا خلق الأجواء المؤاتية لهذا الإستثمار، فحرصنا على نظافة الشارع نكون قد ساهمنا بنهوض المدينة والتنظيم بلا مخالفات".

واشار الى ان "هناك بعض الأشياء الصغيرة التي نستطيع استنهاض طرابلس فيها، ولا يمكننا دائما رمي العبء على الدولة، فهي غير قادرة على تحمّل كل شيء، هيبة الدولة تطغى على الجميع ولا يوجد ابن ست وابن جارية. من واجبي الاستماع الى همومكم، وهذه الهموم ليست مقتصرة على مدينة طرابلس، لكنها تأخذ الحيّز الأكبر، وهذا ما اثبتته الإحصاءات".

واكد "اننا امام وضع يرى الجميع فيه عدم المبادرة للقيام بالجهد اللازم الذي سيؤدي إلى مزيد من التفكك والمشاكل، التي ان تفاقمت، فلن يستطيع احد الفكاك منها، وما زال امامنا نافذة تتقلص يومياً، لكن بإرادتنا نخرج من هذا الوضع ونستعيد التوازن المختل، ستعود الدولة وعودتها ما يؤذن إلى تحقيق النمو والإزدهار والمزيد من اللحمة الوطنية".

وشدد الرئيس السنيورة على "اهمية استغلال هذه الفرصة فكما يقولون:stand up to be counted، علينا ان نقف لكي يكون لنا اعتبار، فنحن لسنا في معرض استعمال القوة بل الموقف، العلم والإيمان بعودة الدولة، من خلال دورها بإعادة المشاريع والبنى التحتية والفوقية من اجل خلق البيئة الصالحة والمحفزة على الإستثمار لإيجاد فرص عمل، التي هي مشكلة جميع بلدان العالم".

وقال "القانون هو السيد الذي يُشجّع على الإستثمار، كما الأمن والأمان، فالفوضى لا تؤدي إلا إلى تخريب الموجود، فمصلحة البلد والدولة هي الأساس وليس الميليشيات والأحزاب التي تقسم البلد".

وختم "ادعوكم مجددا الى المشاركة الأحد في الإنتخابات، والإنتفاض للتوحيد وصيانة جبهتنا الداخلية حتى لا نكون عرضة للعواصف الخارجية.لدينا الفرصة والإمكانية وبتضامننا وتعاوننا قادرون على تحقيق الكثير".

دارة الجسر: كذلك، زار السنيورة منزل النائب سمير الجسر حيث التقاه الى جانب قيادة تيار المستقبل في طرابلس والمرشحة جمالي والوزير السابق درباس.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o