Apr 10, 2019 4:29 PM
تحليل سياسي

اتصالات رسمية تعدّ أرضية "الموازنة"..الحريري: لوقف المزايدات واتخاذ قرارات صعبة
التعاون اللبناني-القبرصي-اليوناني اقتصاديًّا على السكة..واهتمام اميركي بالطاقة
التوظيفات نجمة "المساءلة".."الحرس" يصعّد ضد واشنطن وفرنسا تدعو للتهدئة

المركزية- فيما ازدحمت الساحة المحلية بالنشاطات ومنها النيابي والدبلوماسي والاقتصادي والنفطي، بقيت التطورات الخارجية المتسارعة على خط تطويق ايران، من تصنيف الحرس الثوري ارهابيا من قِبل الولايات المتحدة، وصولا الى انتصار أحزاب اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو في الانتخابات الاسرائيلية، متصدّرة الاهتمام الداخلي رصدا لتردداتها المحتملة على الواقع اللبناني. فهذه الرياح ستلفح ايضا، وفق المعلومات المتوافرة، "حزبَ الله" أبرز أذرع طهران العسكرية، على الارجح عبر عقوبات اقتصادية اضافية لتجفيف منابع تمويله، ستكون حاضرة في الخطاب الذي يلقيه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصرا، لمناسبة "يوم الجريح المقاوم".

بعد الكهرباء..الموازنة: ووسط هذه الاجواء المشدودة، تُواصل عجلة المؤسسات الدستورية دورانها بزخم، محاوِلة تعويض "خمول" المرحلة السابقة وما خلّفه من "اهتراء" لا سيما على الصعيد الاقتصادي. وفي السياق، وبعد ان أنهت "مهمّتها" كهربائيا، انتقلت الحكومة التي تجتمع مجددا الخميس في السراي، الى ورشة "الموازنة"، وعينُها على إنجازها في أقرب فرصة، بما يبيّض صفحتها أكثر أمام دول "سيدر".

اجراءات قاسية قليلا: وفي سياق الإعداد لها، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي دعا الى جلسة تشريعية الاربعاء، رئيسَ الحكومة سعد الحريري لساعة، في مجلس النواب. وقال الاخير بعد اللقاء "في موضوع الموازنة علينا ان نتخذ قرارات صعبة، وأعمل مع معظم الاطراف السياسية من اجل ان يكون هناك اجماع كامل على الموازنة، لأن خوفي ان يحصل هنا كما حصل في اليونان، وهذا ما لا يجب ان يحصل، فلا يخف أحد لأننا سنقوم بإجراءات تنقذ البلد من اي مشكل اقتصادي، ويجب أن نوقف المزايدات على بعضنا البعض ونرى مصلحة البلد المالية والاقتصادية وكيف سنحقق نموا في الاقتصاد ونقوم بإجراءات ليست كبيرة كثيرا، ولكن قاسية قليلا، نتحملها سنة او سنتين ثم تعود الامور كما كانت". وقال ردا على سؤال: "هذه الاجراءات تنقذ لبنان وليس لدي شك في الأمر، والاساس هو أن نؤمن الإجماع على الاصلاحات من اجل ان نكون جميعا في خط واحد ونشرح للناس لماذا نقوم بهذا الامر ولماذا وصلنا الى هنا". وعما اذا كان هناك من يرفض هذه الاجراءات، أجاب "حتى الآن هناك نقاش، وتعرفون ان النقاش يجب ان يحصل. الموازنة هي سلسلة اجراءات لمصلحة المواطن اللبناني".

إعادة النازحين: في غضون ذلك، امل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في أن يكون الاجتماع الثلاثي القبرصي-اليوناني-اللبناني الذي انعقد اليوم على مستوى وزراء الخارجية والسياحة والطاقة، بداية إيجابية للتعاون بين البلدان الثلاثة لما فيه خير شعوبها وتطوير اقتصادها. وخلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وزير الشؤون الخارجية في قبرص نيكوس كريستودوليديس الذي نقل إليه دعوة من الرئيس القبرصي لزيارة قبرص وعقد قمة تجمعهما مع الرئيس اليوناني بروكوبيوس بافلوبولس (الذي يزور لبنان غدا)، لفت عون إلى وجود مصلحة مشتركة للتعاون بين لبنان وقبرص واليونان في المجالات كافة، لا سيما في مجال دعم لبنان في سعيه لإعادة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في سوريا، والإسراع في إيجاد حل للوضع هناك، مركزاً على دور الاتحاد الأوروبي في هذا المجال. ولفت عون إلى ضرورة التنسيق الأمني بين لبنان وقبرص لضبط الطريق البحرية التي يمكن أن يستخدمها الارهابيون لتنقلهم بعد اندحارهم في سوريا. من جانبه، أكد الوزير القبرصي أن بلاده تتطلع إلى تعزيز التعاون مع لبنان والتنسيق في مختلف المجالات، وتفعيل العلاقة بين رجال الأعمال اللبنانيين والقبارصة، لافتاً إلى أن قبرص تدعو خلال اجتماعات الاتحاد الأوروبي إلى مساعدة لبنان لتمكينه من مواجهة التحديات الراهنة، لا سيما ما يتعلق بأزمة النازحين السوريين فيه.

اطلاق المسار الثلاثي: وكان عقد الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية لبنان واليونان وقبرص، جبران باسيل ونيكوس كريستودوليدس وجورجيوس كاتروغالوس، في الخارجية، لبحث مجالات التعاون الثلاثي بين هذه البلدان التي تتشارك حوض المتوسط. وأعلن وزير الخارجية جبران باسيل، بعد الاجتماع "اطلاق المسار الثلاثي بين لبنان وقبرص واليونان". وقال "اكدنا التزام لبنان بالقرار 1701 ورفض القرار الاميركي في ما خص الجولان". واكد انه "لا يجوز أن يبقى لبنان وجاراه في الجغرافيا من دون تنسيق مميز سياسي واقتصادي، وعلى رأس جدول الاعمال السياسي كانت عودة النازحين السوريين. ولا يجوز للبنان ان يتحمل تبعات الحل وعلى المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولياته، وقد سمعنا موقفا متقدما جدا من قبرص واليونان بشأن موضوع النازحين". وقال "عودة النازحين الكريمة والآمنة أصبحت حتمية ولازمة"، لافتا الى ان "لبنان لا يمكنه أن يستمر طويلا في سد منافذ تسرب اللاجئين السوريين الى أوروبا". واعلن "اننا وضعنا مهلة امامنا حتى 7 ايار لانهاء الاتفاقيات بين لبنان وقبرص واليونان في مجالات: السياحة والتبادل التجاري والاستثمار والتعاون الثقافي، وبعد ذلك ننتقل الى قمة ثلاثية تعقد في قبرص بين الرؤساء الثلاثة لتوقيع الاتفاقيات".

بستاني-ريتشارد: وليس بعيدا من الشأن الاقتصادي – النفطي، بحثت وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني مع سفيرة الولايات المتحدة في بيروت اليزابيث ريتشارد مجالات التعاون بين البلدين بقطاع الطاقة والمياه. وناقش الطرفان فرص الاستثمار للشركات الاميركية في قطاع الكهرباء وقطاع النفط والغاز بعد إطلاق دورة التراخيص الثانية.

التوظيف في المساءلة: من جهة ثانية، خضعت الحكومة اليوم لأول مساءلة برلمانية حيث طرح عليها 13 سؤالا نيابيا، طغت عليها مسألة التوظيف العشوائي. وفيما لفت الرئيس بري الى أن  الموضوع معلق لمزيد من الدرس، قال الرئيس الحريري "الموضوع شائك وهذا لم يكن توظيفا انتخابيا أو سياسيا وكل القوى السياسية تدخلت ووظفت وخصوصا في أوجيرو، كما تم توظيف 3000 شخص في الاجهزة العسكرية والامنية لكن هناك اقتراحات في الحكومة لاجراء مناقلات داخل الادارة". وقال "لا شك أن أخطاء حصلت في التوظيف لذلك أقفلنا باب التوظيف الاستثنائي عبر الحكومة في الموازنة المقبلة". ورد بري على الحريري قائلا "ما تخلّي حدا يغشك"، ولدى مجلس النواب ارقاماً زودني بها النائب ابراهيم كنعان تشير الى توظيف 5000 شخص بمعزل عن العسكريين. وسيتم التأكد من التزام قرار عدم التوظيف".

طهران تصعد: اقليميا، اعلن الحرس الثوري الإيراني "أننا سنسرع من تعزيز قدراتنا الدفاعية وقوتنا في المنطقة بعد قرار واشنطن وسنتعامل بالمثل معها وسنوجه لها درساً موجعاً عند الضرورة". من جهته، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم، ان "الولايات المتحدة ستواجه كارثة في حال نفذت قرارها بشأن الحرس الثوري بعد إدراجه على قائمتها للمنظمات الإرهابية". وأوضح روحاني أن "إدراج الحرس الثوري على اللائحة الأميركية للتنظيمات الإرهابية هو مجرد شعار سياسي ودعائي". في المقابل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال محادثات هاتفية مع روحاني إلى "تجنّب أيّ تصعيد أو زعزعة لاستقرار المنطقة". وذكّر الرئيس الفرنسي "بالتزام فرنسا وشركائها الأوروبيين بالإطار الذي حدّده الاتّفاق النووي" الموقّع بين الدول العظمى وإيران في العام 2015.

انتصار نتنياهو: في الاثناء، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زعيم حزب "الليكود" فوزه في الانتخابات الإسرائيلية. وأعلن في "خطاب الانتصار"، الذي ألقاه فجرا في تل أبيب عن فوزه بـ" فارق كبير" عن منافسه الأبرز حزب "أزرق أبيض" الذي يترأسه بنيامين غانتس. وافصح عن مباشرته بمفاوضات تشكيل الحكومة مع شركائه في الائتلاف الحكومي، الذي أعلن عدد منهم تأييده له، أبرزهم حزب "شاس" و"اسرائيل بيتنا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o