Apr 10, 2019 1:44 PM
خاص

بين تصنيف "الحرس" أميركيا وفوز "الليكود" اسرائيليا: الطوق على ايران يضيق
طهران ترد بالتصعيد في الواسطة وبالمباشر..أم تذهب نحو المفاوضات مجددا؟

المركزية- على وقع تصنيف الولايات المتحدة الحرس الثوري الايراني منظمة ارهابية، أعلن حزب "الليكود" الاسرائيلي، اليميني المتشدد، فوز زعيمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست الحادية والعشرين. الحدثان يؤشران الى ان المنطقة مقبلة نحو مرحلة تصعيد، هدفه واضح "تقليم أظافر ايران وأذرعها العسكرية المنتشرة في أكثر من دولة عربية". فالرئيس الاميركي دونالد ترامب ونتنياهو، شريكان قويان تجمعهما رؤى مشتركة لملفات اقليمية ودولية كثيرة، و"مُصيبة" واحدة أيضا، تتمثل في التمدد الايراني الآخذ في التوسع على مقربة من الأراضي المحتلّة وعلى الساحة الدولية.

وفيما لا يخفي الحليفان الاستراتيجيان عزمهما على الحسم - ولو بالقوّة - في أكثر من قضيّة، على رأسها النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي من خلال "صفقة القرن" التي بات اعلانها من قبل ترامب مسألة وقت - وقد مهّد لها الاخير باعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل وبسيادة الاخيرة على الجولان، فيما كشف "الليكود" بصراحة ان الحكومة الإسرائيلية المقبلة، ستقوم بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل – قد يكون خيار "القوّة" نفسه، معتمدا ضد الجمهورية الاسلامية ومتفرّعاتها. فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، من غير المستبعد ان تتوسع الضربات الموضعية التي تنفّذها القوات الاسرائيلية على أهداف ايرانية في سوريا، لتشمل الاراضي اللبنانية ايضا، فتطال مخازن أسلحة لحزب الله او معامل "ايرانية" عسكرية، تزعم تل ابيب وجودها في لبنان. فنتنياهو يصرّ على منع طهران من تثبيت ارجلها اكثر على مرمى حجر من اسرائيل، وهو يحظى في قراره هذا، بدعم مطلق وغير محدود من الادارة الأميركية. لكن امام الطحشة الاميركية عليها "اقتصاديا" عبر العقوبات و"سياسيا" عبر التصنيفات، و"ميدانيا" من خلال الذراع الاسرائيلية، يصبح السؤال "كيف ستردّ ايران"؟

بحسب المصادر، هناك خياران واردان. الاول ان تذهب في المواجهة الى النهاية وأن ترد على التصعيد بالتصعيد. وهنا، من الممكن ان تحرّك طهران قواها الاقليمية كلّها، فتردّ عبر تحرّكات "مزعجة" لتل أبيب والاميركيين، ينفّذها حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثيون في اليمن. والى الردود بالواسطة، يمكن ان تتحرك بالمباشر من خلال الحرس الثوري، خاصة وأن أحد قادته محسن رضائي توعّد واشنطن امس قائلا "يا سيد ترامب قل لسفنك الحربية ألا تمر قرب زوارق الحرس الثوري"، في حين قال الحرس اليوم "سنسرع في تعزيز قدراتنا الدفاعية وقوتنا في المنطقة وسنتعامل بالمثل معها وسنوجه لها درساً موجعاً عند الضرورة". وفي هذه الحال، ستكون المنطقة تقترب من "حرب" كبرى، يعمل الاوروبيون عموما والفرنسيون خصوصا، في الوقت الراهن، لتفاديها.

أما الخيار الثاني، فهو ان يدفع هذا الحصار المفروض على الجمهورية الاسلامية، بها، الى طاولة المفاوضات. فرغم رفعها السقوف وقول رئيسها حسن روحاني اليوم "الاميركيون سيواجهون كارثة في حال تنفيذ قرارهم بشأن الحرس الثوري"، تلفت المصادر الى ان خيار التصعيد يبدو عبثيا ولن يحقق للايرانيين أية مكاسب، ولن ينفع مع ترامب وشخصيته وسياساته، وهذه الحقيقة يدركونها جيدا. وعليه، من المرجّح ان يعودوا في نهاية المطاف الى الجلوس مع الاميركيين للتوصل الى اتفاقات جديدة في شأن السلاح النووي والصواريخ البالستية والسياسات الخارجية، يستخدمون فيها صبر "حائكي السجاد"، للتوصل الى أفضل الممكن اليوم، بما يفكّ عنهم تدريجيا الطوق الذي يشد على رقبة اقتصادهم ومواطنيهم...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o