Apr 08, 2019 4:43 PM
تحليل سياسي

ماذا خلف استهداف القطاع المصرفي والادعاء على شعبة المعلومات؟
اصلاحات بطيش عند الحريري: بعضها صالح والاخر للنقاش مع "المركزي"
حل وسطي درزي لنائب الحاكم ودعم اميركي للجيش "وخطة الكهرباء امام الحكومة

المركزية- مشهدان لا ثالث لهما تربعا اليوم في واجهة المتابعات اللبنانية نسبة لدلالاتهما المستقبلية، والاتجاهات التي قد تنحو البلاد نحوها. فبعيد انطلاق حملة استهدفت الاسبوع الماضي وما زالت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والقطاع المصرفي لم تتضح مراميها بشكل كامل بعد بين ما اذا كان الهدف "الانقلاب" على سلامة من نافذة هندساته المالية لاهداف ذهب البعض الى ربطها بالانتخابات الرئاسية او محاولة " اخضاع" السلطة المالية للامساك بناصيتها بشكل محكم، برز اليوم استهداف جديد محوره شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي من خلال ادعاء قضائي اقدم عليه مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس في جرم التمرد على سلطته، بوصفها ضابطة عدلية تعمل بإشارته وتحت مراقبته وليس العكس وفي جرم "تسريب معلومات عن مضمون تحقيقات أولية، وتحوير هذه التحقيقات وتشويه وقائعها، واحتجاز أشخاص وتوقيفهم خارج المهل القانونية". وأحال الادعاء الى قاضي التحقيق العسكري لإجراء التحقيقات اللازمة.

فهل ثمة من يسعى لاحكام القبضة على القطاعين المالي والامني الوحيدين الخارجين عن سيطرته راهنا، بعدما عجزت محاولات كثيرة سابقة بذلت في ظروف اصعب من الحالية من بلوغ الهدف؟

اصلاحات بطيش: في المقلب المالي، تفاعل اليوم المؤتمر الصحافي الذي عقده الاسبوع الماضي وزير الاقتصاد منصور بطيش الذي زار السراي حيث استقبله الرئيس الحريري. وفيما اشارت معلومات الى ان الحريري اطلع من بطيش على البنود الاصلاحية التي كان اوردها في مؤتمره على ان تتم مناقشتها بالتفصيل لاحقا داخل مجلس الوزراء، اشارت مصادر معنية لـ"المركزية" الى ان الحريري ابدى ايجابية وانفتاحا على كل الطروحات. وقالت ان بعض الاقتراحات المطروحة صالحة وبعضها الاخر يحتاج لمزيد من النقاش والبحث مع المصرف المركزي.

المصارف كبش فداء؟ في السياق، قالت اوساط مالية اقتصادية لـ"المركزية" ان الحملة على سلامة شخصيا والمصارف عموما لا تمت الى مضمونها ولا الى الحقيقة بصلة، وهي "دفرسوار" يستخدمه السياسيون للتغطية على الازمات التي افتعلوها وبدأوا يحصدون ما جنت ايديهم بهدف الضغط على القطاع المصرفي لتأمين التمويل للدولة من دون شروط وقيود. واكدت ان هؤلاء لم يأخذوا بتحذيرات الحاكم ازاء مخاطر اقرار سلسلة الرتب والرواتب في تموز العام 2017 واقتراحاته لتقسيطها خشية تداعياتها على مالية الدولة، فأقروها على عجل لمصالح انتخابية وها هم اليوم يحاولون قذف كرة النار في اتجاه المصارف ليجعلوها "كبش فداء".

جنبلاط هو الحل: وليس بعيدا، توقعت اوساط سياسية مطّلعة عبر "المركزية" ان تجد اشكالية تعيين نائب حاكم مصرف لبنان الثالث طريقها الى الحل من طريق طرح اسم شخصية درزية قريبة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ومن النائب طلال ارسلان. ومن بين الاسماء المقترحة وفق المعلومات مجيد ارسلان.

خطة الكهرباء: في الاثناء، اتجهت انظار اللبنانيين الى قصر بعبدا حيث التأم مجلس الوزراء في جلسة خاصة، في الثالثة من بعد ظهر اليوم برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء. فالمجلس سيبحث في خطة الكهرباء لاقرارها، بعدما أنهت اللجنة الوزارية دراستها وادخلت عليها التعديلات اللازمة ورفعتها الى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب في شأنها.

لا معارضة "برتقالية"؟: وفي المواقف التي سبقت الجلسة، قالت وزيرة الطاقة ندى بستاني "ندخل اليوم الى جلسة مجلس الوزراء بروح إيجابية وانفتاح، مع التمنّي بإقرار خطة الكهرباء ووضع الضوابط اللازمة لتنفيذها بكامل بنودها بأقصى شفافية وبأسرع وقت ممكن"، مضيفة "لا مشكلة مع إدارة المناقصات ونحن اول من اعتمد عليها في مشاريع وزارة الطاقة، وسنناقش في جلسة اليوم تفاصيل الذهاب الى هذا الخيار". اما وزير الدفاع الياس بوصعب فقال "اقتراح وزيرة الطاقة والمياه يشمل احالة التلزيم على دائرة المناقصات واستغرب مساءلة وزراء التكتل على انهم رافضون لها. ونريد ضمانات على الا تصبح ادارة المناقصات مقبرة للخطة". واضاف "نحن لا نرفض لا الهيئة الناظمة ولا تعيين مجلس ادارة كهرباء لبنان". وتابع "لا نمانع اقتراح الحريري بوضع المناقصات بتعهد لجنة مشتركة من إدارة المناقصات ووزارة الطاقة، ونستبعد التصويت داخل الجلسة على خطة الكهرباء التي ستبت اليوم".

وكان الرئيس عون استقبل وزيرة الطاقة والمياه السيدة ندى البستاني اليوم وعرض معها الخطة التي وضعتها لتحسين قطاع الكهرباء في ضوء المداولات التي تمت في اللجنة الوزارية الفرعية التي تشكلت لهذه الغاية.

عون والامم المتحدة: وسط هذه الاجواء، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لنائبة الامين العام للامم المتحدة امينة محمد في قصر بعبدا، ان لبنان يتطلع الى التنسيق الكامل مع الامم المتحدة لمواجهة التحديات الراهنة ولا سيما في مسألة عودة النازحين السوريين من لبنان الى بلادهم، وكذلك في مجال دعم الخطة الاقتصادية والاصلاحات التي سوف يعتمدها في اطار عملية النهوض الاقتصادي التي تركّز على تفعيل قطاعات الانتاج. واشار الى وجود مشاريع عدة يتم درسها حاليا للانطلاق في تنفيذها بعد اقرار الموازنة، منوها بما تقدمه الامم المتحدة من تعاون في هذا المجال، لافتا الى ان ملف النازحين السوريين يلقي بثقله على الواقعين الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، في وقت لا يبدي فيه المجتمع الدولي حماسة لتسهيل عودة النازحين الذين قدم لهم لبنان الاهتمام والرعاية يوم كانت الحرب مستقرة في سوريا، لكن الوضع الامني اختلف اليوم، ولا بد من عودة النازحين الى ديارهم.

خليل والموازنة: الى ذلك، وبعدما انجز وزير المالية علي حسن خليل مشروع الموازنة العامة متضمنا تخفيضات وصفت بالموجعة تناولت رواتب الرؤساء والوزراء والنواب، أعلن في خلال رعايته معرض فرص العمل 2019، الذي ينظمه مكتب التوظيف والتدريب في جامعة سيدة اللويزة بعنوان "ريادة أعمال أو موظف"؟ "ان البعض يعتبر ان الاصلاحات هي تلبية لمؤتمر "سيدر"، ولكني أعتبر هذا الأمر حاجة وطنية"، مؤكدا "ان الإصلاح يبدأ بإقرار موازنة جدية تضع الإصبع على الخلل، وأنا لا أعد ولا أعتقد انه من المنطق الحديث عن موازنة إنقلابية، ولكن نستطيع إقرار موازنة تضعنا على خط الإصلاح المالي الحقيقي وهذا ما نعمل عليه". وشدد على أن "لا قيامة للبنان إلا إذا استطعنا أن نرسي منطق المواطنية على ما عداه، ويجب أن نحافظ على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين حماية لوطن الرسالة الذي لا قيامة له إلا بوحدة حقيقية وشراكة متكاملة".

استنابات قضائية: اما على صعيد حملة مكافحة الفساد، فسطر مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس استنابة قضائية الى كل من الشرطة العسكرية ومديرية الاستخبارات في الجيش والمديرية العامة لامن الدولة وفرع التحقيق في المديرية العامة للامن العام وشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي والمديرية العامة للجمارك، طلب فيها ابلاغه عن اي رشاوى مالية تقاضاها عسكريون بمواضيع حفر آبار ارتوازية من دون تراخيص واعمال بناء ومخالفات بناء وأعمال بناء في الاملاك العمومية لا سيما في قضاء المنية وتعميم هذا الموضوع على المحافظات كافة واجراء مسح لهذه المخالفات وابلاغه بنتيجة التحقيقات.

اشادة اميركية بالجيش: وليس بعيدا، وضمن اطار الدعم الاميركي المفتوح للمؤسسة العسكرية، قالت مصادر دبلوماسية غربية مطّلعة لـ"المركزية" إن التعاون بين واشنطن والجيش اللبناني آخذٌ في التجذّر، وأُسسُه اشتدّت مع كل تحدّ واجهته المؤسسة وأثبتت فيه انها على قدر الثقة والتطلعات. فهذه المحطات وطّدت العلاقات بين الجيش والادارة الاميركية، حتى باتت تعتبره شريكا استراتيجيا اساسيا لها في المنطقة، ونموذجا يفترض ان تحتذي به جيوشها، قيادة وأداء.. وفي سياق تعزيز الأواصر، كشفت المصادر عن زيارة سيقوم بها قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال فرانك ماكنزي الى الشرق الاوسط قريبا، ستلحظ محطة في بيروت هدفها التعارف بعد تعيينه في المنصب خلفا للجنرال جوزف فوتيل. وستكون للمسؤول الجديد اجتماعات مع قيادة الجيش ستحمل تأكيدا على التزام واشنطن دعمه. وفي الاطار عينه، لفتت الى ان الجيش اللبناني سيتسلم قبل ايلول المقبل، دفعة من المدرعات من ضمن برنامج موازنة 2018 الاميركية، بعدما تسلم منذ ايام، طائرات من دون طيار

فرعية طرابلس: انتخابيا، وعلى مسافة  ايام معدودة من فرعية طرابلس المقررة في 14 نيسان الجاري، فبحث الرئيس الحريري مع الوزير السابق اللواء اشرف ريفي ، في اخر المستجدات وشؤون طرابلسية في السراي.

ملف المعتقلين في سوريا: في سياق اخر، ترصد يعض القوى السياسية ما كشفه رئيس "حركة التغيير" المحامي ايلي محفوض في مؤتمر صحافي عقده امس عن تسليمه كتابا الى اللجنة الدولية للصليب الأحمر اللبناني بشخص رئيسها، تضمن ملفا حول قضية المعتقلين في السجون السورية وارفاق كتابه بلوائح إسمية وتفاصيل عن ظروف الإعتقال والإحتجاز القسري، مطالباً "بان تبادر لإرسال لجنة تحقيق وتقصي الى الأراضي السورية بحثا عن مصير مئات من اللبنانيين الذين إعتقلتهم القوات السورية". ويحظى الموضوع باهتمام عدد من القوى السيادية لا سيما بعدما سلمت سوريا رفات الجندي الاسرائيلي، بحيث يتوقع ان يتفاعل في الساعات المقبلة.

باسيل الى سوريا! من جهتها، اعتبرت مصادر في  "حزب الله" لـ"المركزية" "ان زيارة وزير الخارجية جبران باسيل الى سوريا امر طبيعي تماماً كمسألة التعاطي بين الحكومتين اللبنانية والسورية، لاسيما ان ازمة النازحين تضغط على لبنان، وبالتالي فان زيارة باسيل بعد زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب امر ضروري وملحّ ولا يجوز ان يغرق في البازار السياسي والاصطفافات السياسية القائمة. في النهاية العلاقات الدبلوماسية قائمة بين البلدين ولدينا سفارة في دمشق، لنكفّ عن الاستهزاء بانفسنا".   

وتطرّقت المصادر الى موضوع الاصلاحات المطلوبة من الحكومة، فاشارت الى "اننا في وضع لا نُحسد عليه اقتصادياً، لكن الامور قابلة للمعالجة، ويجب على الحكومة ابتكار الحلول الجذرية للازمات التي نتخبّط بها وليس مد اليد الى ذوي الدخل المحدود والرواتب وغيرها".

اوروبا وايران: اقليميا، في وقت يترقّب العالم تصنيف واشنطن للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، لتكون المرة الأولى التي تُدرج فيها الولايات المتحدة قوة عسكرية في دولة أخرى على قائمتها للمنظمات الإرهابية، تلقّت إيران ضربة أخرى تمثّلت بإعلان الإتحاد الاوروبي تمديد العقوبات ضد إيران، المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان لمدة عام آخر. وجاء في بيان مجلس الاتحاد الأوروبي "قام المجلس اليوم بتمديد التدابير التقيدية حتى الـ 13 من شهر نيسان 2020، ردا على انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في إيران".وأوضح البيان أن العقوبات تشمل حظر السفر وتجميد الأصول لـ 82 شخصا ومنظمة واحدة. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن هذه الإجراءات "حظر تصدير المعدات التي يمكن استخدامها للقمع في إيران، ومعدات تتبع الاتصالات". وكانت هذه العقوبات قد فُرضت على إيران منذ عام 2011، ويتم تمديدها باستمرار بشكل سنوي.

اردوغان: من جهة ثانية، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه يعتزم خلال زيارته إلى موسكو، اليوم الاثنين، مناقشة عملية عسكرية تركية محتملة في سوريا. وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحفي، قبيل توجهه إلى موسكو، إن الملف السوري سيكون رأس مباحاثاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأشار أردوغان أن تركيا أنهت التحضيرات للعملية العسكرية في سوريا، وستكون هذه العملية على طاولة المباحثات في موسكو.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o