Feb 24, 2018 3:57 PM
تحليل سياسي

علاقة لبنان بالمملكة تعافت: موفد سعودي في بيـــــروت الاثنين ودعوة للحريري! الملف النفطي الى استراحة مرحليــة.. والحكومة في سباق مع الوقت لانجاز الموازنة بين المستقبل والتيار والقوات اتصالات انتخابية حاسمة..وتصويت ثالث على هدنة الغوطة

المركزية- دخل النزاع النفطي بين لبنان واسرائيل، في "استراحة مرحلية" مع مغادرة نائب وزير الخارجية الاميركية دايفيد ساترفيلد بيروت ليل الخميس، خالي الوفاض، وقد اصطدمت اقتراحاته الجديدة لتسوية الخلاف بين بيروت وتل أبيب، والتي يبدو قامت على معادلة "تثبيت لبنان حدوده البريّة نهائيا كما يريدها مقابل فتح باب التفاوض على حدوده البحرية وبالتالي ثروته النفطية"، بجدار رفض صلب في الداخل، حيث أبلغه كل من التقاهم من مسؤولين، التمسكّ بالحقوق المتكسبة في اليابسة والبحر، كاملة "ونقطة عالسطر".

العلاقات تعافت!: وفي انتظار بروز أي مسعى جديد ستحاول واشنطن طبخه وتسويقه، وأولويتُها ابقاء الاستقرار متينا ومنع اي توتر على الحدود الجنوبية، خطف الاضواءَ اليوم الاعلانُ عن زيارة مرتقبة للموفد السعودي نزار العلولا المكلّف الملفّ اللبناني في المملكة، لبيروت الاثنين المقبل، حيث سيلتقي كلا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، وقد أفيد انه سينقل الى الاخير دعوة رسمية لزيارة الرياض. وبحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، فإن الزيارة هذه تشكّل دليلا قويا الى تعافي العلاقات اللبنانية – السعودية من الوهن الذي أصابها ابان مرحلة استقالة الرئيس الحريري من الرياض، والى طيّ صفحة الاخذ والرد الذي رافقها، وتؤشر الى رغبة سعودية بتحقيق عودة جدية الى الساحة اللبنانية، كحاضنة وراعية لقضايا لبنان واستقراره، لافتة الى ان الترجمة العملية لهذه العودة قد تكون في مؤتمرات الدعم الدولية المرتقبة، والتي سيجول الحريري قريبا في الخليج ساعيا لتأمين مشاركة فاعلة لدوله، فيها.   

"سباق" الموازنة: غير ان جولة الدبلوماسي السعودي في الربوع اللبنانية لن تحول دون استمرار الاهتمام الرسمي والشعبي بجملة الملفات السياسية والاقتصادية والانتخابية الداهمة. فعشية مؤتمرات الدعم الدولية المرتقبة، من روما 2 لدعم الجيش اللبناني في 15 آذار المقبل، وصولا الى مؤتمر بروكسيل لمساعدة لبنان على رفع أعباء النزوح السوري، مرورا بمؤتمر سيدر 1 في 6 نيسان المقبل في باريس لدعم الاستثمار في لبنان، تدخل الحكومة في سباق مع الوقت محاولة إنهاء مشروع موازنة 2018، بأرقام منطقية واصلاحات واضحة مرسلة في ذلك إشارات مشجعة الى الدول المانحة. ولم تخف سفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن، أمس بعيد زيارتها عين التينة أهمية "تعجيل برنامج الإصلاحات للحكومة لتعزيز فرصة نجاح المؤتمرات واستقطابها للاستثمارات"، مؤكدة ان "نجاحها يتوقف على شروع لبنان في مسار تنمية مستدامة واستقرارٍ وفهمٍ واضح للالتزامات المشتركة والمسؤولية".

..اجتماعات مكثفة: وأمام هذا الواقع، وفي وقت عقدت اللجنة الوزارية المكلفة درس الموازنة، برئاسة الرئيس الحريري، جلستين الاسبوع الماضي وأنهت البحث في بنودها، تعاود اجتماعاتها الاثنين المقبل للبحث في أرقامها. وبحسب مصادر وزارية، فإنها ستلتئم الأسبوع الطالع أكثر من مرة وبوتيرة مكثفة، لإنهاء مهمتها، على ان يقر مجلس الوزراء مشروع الموازنة، فيُحال بعدها الى ملعب مجلس النواب. وبحسب المصادر، فإن ما يصبو الى تحقيقه الرئيس الحريري، هو الانتهاء من الموازنة الأسبوع الطالع.

مباحثات غير سهلة: غير ان مباحثات اللجنة العتيدة لن تكون سهلة، وفق المصادر. ذلك ان تخفيض موازنات الوزارات لتخفيف العجز في الموازنة ليس محط إجماع تماما كما تضمينها او لا، أرقام موازنة الكهرباء وضمن اية شروط. ومع انها ترجح ان يتم تجاوز هذه المطبات، وأن تنجح الحكومة في رفع تحدي الموازنة، تقول المصادر ان الأنظار ستتجه الى ساحة النجمة لمعرفة ما اذا كان البرلمان، بدوره، سيتمكن من اقرارها قبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة في 6 ايار المقبل، التي ستفرض نفسها بلا شك على مواقف النواب الذين لن يكون سهلا عليهم اتخاذ قرارات غير شعبوية.

البواخر: على اي حال، ودائما على الصعيد الاقتصادي – الحياتي، تتوقع المصادر في قابل الأيام جلسة ساخنة لمجلس الوزراء، الذي ستقتحمه "بواخر الطاقة" مجددا، مادةً خلافية. ففيما يصر الرئيس عون على تأمين أوسع تغذية بالتيار، ترفض معظم القوى الحكومية وأبرزها القوات اللبنانية، استقدامها من دون مناقصات "شفافة"، ما يرسم علامات استفهام حول مصير القضية الشائكة هذه، خصوصا اذا ما طُرحت للتصويت.  

في الانتخابات: أما على الضفة الانتخابية، فالحركة لا تهدأ وما يخرج منها الى العلن حتى الساعة، ليس الا رأس جبل الجليد. والديناميةُ على هذه الضفة، مرشّحة لزخم اضافي كلما تطايرت اوراق الروزنامة السياسية مقتربة من 6 آذار آخر موعد لقبول الترشيحات في وزارة الداخلية- وقد بلغ عددها حتى أمس الجمعة 133 ترشيحا- ومن 26 آذار آخر مهلة لتسجيل اللوائح الانتخابية.

اعلان الترشيحات: وفي السياق، وبعد الثنائي الشيعي الذي حدد هوية مرشحيه وأخرجها الى الضوء، يتوقع ان يلحق تيار المستقبل به، في 1 آذار المقبل حيث يقيم احتفالا في بيت الوسط تتخلله كلمة للحريري سيعلن فيه اسماء مرشحي التيار الازرق. أما "القوات اللبنانية" فتعلن مرشحيها في 14 آذار والتيار الوطني الحر في الرابع والعشرين منه. وما بين هذه التواريخ، الاتصالات بين القوى السياسية كلها، تدور عجلتُها بقوّة، ليحدد كل منها موقعَه وطريقة خوضه الاستحقاق.

اتصالات القوات: وعلى هذا الخط، من المرجّح ان يعقد في الساعات القليلة المقبلة،  لقاء يجمع وزير الاعلام الى رئيس الحكومة ووزير الثقافة غطاس خوري ونادر الحريري، لحسم طبيعة العلاقة الانتخابية التي ستربط القوات بالتيار الازرق. في الموازاة، المشاوراتُ ستستكمل أيضا بين معراب والتيار الوطني الحر، وتحديدا بين أمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان والامينة العامة لحزب القوات شانتال سركيس ومنسق الانتخابات في التيار نسيب حاتم، لبلورة موقف الحزبين النهائي من التحالف أو عدمه. وقد بات شبه محسوم الا يتحالفا الا في المناطق حيث المسيحيون أقلية، كالشوف وعاليه وبعبدا وبعض الجنوب.

بالجملة او بالمفرّق؟! في المقابل، ستنقشع الرؤيا الانتخابية ايضا في الساعات القليلة المقبلة، على ضفة "المستقبل" – التيار الوطني الحر، ذلك ان أجواء متناقضة تتجاذبها حتى اللحظة، يذهب بعضها الى القول ان تحالفا شاملا سيجمعهما في كل المناطق ذات النفوذ المشترك، والبعض الآخر يقول ان "المستقبل" يتجه الى خوض المعركة وحيدا الا انه سيتحالف مع الوطني الحر "على القطعة".

كلمة لنصرالله: وستكون الملفات المحلية كلها تماما كما القضايا الاقليمية، حاضرة في الكلمة التي يلقيها عصرا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. كما سيتطرق اليها أيضا رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في كلمة يلقيها عصرا في العشاء السنوي لمنسقية الكورة.

مجازر الغوطة: اقليميا، تستمر المجازر في الغوطة الشرقية وقد اعلن المرصد السوري انّ اكثر من 500 مدني قتلوا خلال 7 أيام من القصف. وفيما حذرت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ماريان غاسر من "ان الطواقم الطبية في الغوطة "عاجزة" عن التعامل مع العدد الكبير من الإصابات"، يحاول مجلس الامن الدولي اليوم مجددا، التصويت على مشروع قرار ينص على وقف لإطلاق النار في سوريا لثلاثين يومًا، بعد ان تسبب الموقف الروسي، بتأجيل التصويت عليه في مجلس الامن، مرتين في اليومين الماضيين.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o