Feb 24, 2018 12:33 PM
خاص

كيف ننتخب على أساس "النسبية"؟ دائرة جزين - صيدا مثال

المركزية- اما وقد بدأت طلائع التحالفات الانتخابية تطل برأسها في اكثر من دائرة، راسمةً مشهد المعركة المُنتظرة فيها لناحية نتائج الصناديق التي ستفرزها، وفي موازاة بورصة الترشيحات التي تُسجّل يومياً اسماء جديدة قبل 10 ايام بالتمام على إقفال باب الترشيحات، لا يزال قسم كبير من اللبنانيين لا يعلمون حتى الان المسار الذي ستسلكه منازلة 6 ايار بدءاً من الاقتراع وحتى اعلان النتائج، حتى ان بعض التحليلات "الانتخابية" حول الاسباب التي تؤخّر اعلان الترشيحات ورسم خريطة التحالفات ذهبت الى حدّ التشبيه بانه "قانون الرياضيات" حيث تُضرب الاخماس بالاسداس لاحتساب الصوت التفضيلي والحاصل الانتخابي وما بينهما من كسور في شكل دقيق.

وبانتظار ما سيكشفه الاسبوع المقبل من اوراق انتخابية لقوى سياسية عدة ترشيحاً وتحالفاً، لا بد اولاً من وضع قانون الانتخاب القائم على النسبية مع تقسيم لبنان الى 15 دائرة على طاولة التشريح لمعرفة المراحل التي يمرّ بها من الفها الى يائها، لكن في البداية يجب تقسيم العملية الإنتخابية إلى قسمين، الأول ما يعني الناخب والثاني الخاص بالموظفين المسؤولين عن عملية الفرز وإحتساب الأصوات.

لنأخذ دائرة صيدا- جزين كمثال نعتمد عليه لتقسيم العملية الانتخابية. لنفترض ان هذه الدائرة الجنوبية التي تضم 5 مقاعد: 2 موارنة،2 سنّة وواحد روم كاثوليك اقترع فيها 79707 من اصل  120,768 ناخباً ما يعني ان الحاصل الانتخابي سيكون 15,941 بعد قسم عدد المقترعين على عدد المقاعد.

في ما خص الناخب، كل ما يجب ان يقوم به ان يظهر هويته ويأخذ الورقة من موظف القلم ويضع علامة صح بجانب اللائحة التي يريد الإقتراع لها (لكل لائحة لون معيّن وتضم صور المرشحين مرفقة باسمائهم)  ومن ثم يضع علامة صح بجانب إسم المرشح الذي يريده أي الصوت التفضيلي وبعدها يُسقط الورقة في الصندوق وتنتهي مهمة الناخب في العملية الإنتخابية بعد أن يبصم في حبر الإنتخابات ويوقّع بجانب إسمه.

لو افترضنا ان 4 لوائح تنافست في دائرة صيدا- جزين، الاولى حصلت على 19503 اصوات، الثانية 27576 صوتاً، الثالثة 19393 صوتاً، والرابعة 13235 صوتاً. 

اللوائح الثلاث الاولى تجاوزت الحاصل الانتخابي ما يعني انها تبقى في المنافسة وتوزّع المقاعد الـ5 بينها.

ولمعرفة عدد مقاعد كل من اللوائح الثلاث يجب إعادة إحتساب الحاصل الإنتخابي من جديد عبر جمع  الأصوات التي حازت عليها كل من هذه اللوائح وإقصاء وحسم أصوات اللائحة الرابعة التي خرجت من المناقسة. اي 79707-13235=66472 مقسوم على عدد المقاعد5 = 13294 (الحاصل الانتخابي الجديد).

 ثم نقوم بإحتساب نسبة الأصوات لكل لائحة فتحصل الاولى على 1,47 (مقعد واحد) الثانية على 2,07  (مقعدان) والثالثة 1,46 (مقعد).

هنا تم توزيع 4 مقاعد، لكن بقي هناك مقعد واحد فيتم إحتسابه على قاعدة الكسر الأكبر عبر مقارنة الرقمين 0,47 عن اللائحة الاولى و 0,07 عن اللائحة الثانية، ما يعني ان المقعد الاخير يذهب للائحة الاولى لان الكسر الاكبر من حصّتها.

بعد إحتساب عدد المقاعد، ننتقل الى المرحلة الأخيرة وهي معرفة اسماء المرشحين الفائزين عن اللوائح الثلاث. ولمعرفة ذلك علينا جمع الأصوات التفضيلية لكل مرشح وإحتساب نسبتها أي نسبة الأصوات التفضيلية التي حاز عليها كل مرشح. والنسبة التفضيلية تساوي عدد الأصوات التفضيلية للمرشح مقسومة على مجموع الأصوات التفضيلية في القضاء لا الدائرة وتضرب بـ 100.

مثلا لو أن الأصوات التفضيلية للمرشح X  في اللائحة الاولى 4230 وعدد الأصوات التفضيلية في قضاء صيدا تعادل 43,124 فنقوم بقسمة 4230 على 43,124 ونضربها بـ 100 فيحصل المرشح x على 11,1%. بعد ذلك تجمع أسماء المرشحين من اللوائح الثلاث في لائحة واحدة بدءاً من الحائز على أكثر نسبة أصوات تفضيلية إلى الأدنى.

الى هنا تنتهي العملية الانتخابية بدقّة ارقامها وتعقيدات كسورها لتبدأ بعدها مرحلة سياسية جديدة في لبنان قد لا تكون بعيدة عن شكل القانون الانتخابي (العجيب الغريب).

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o