Feb 24, 2018 12:04 PM
خاص

بيروت الثانية: الشارع السني يستفتي الحريري

المركزية-  إذا كان لـ "تيار المستقبل" دور كبير في تحديد هوية الفائزين بالمقاعد النيابية في المجلس النيابي، في عدد من الدوائر، على رأسها بيروت الأولى (الأشرفية- الرميل- الصيفي- المدور)، والشمال الثالثة (بشري- الكورة- زغرتا البترون)، فإن ما شك أن أكبر معاركه وأهمها ستخاض في عرينه، الشمال الثانية (طرابلس- المنية- الضنية)، وبيروت الثانية (المزرعة- الباشورة- المصيطبة- عين المريسة المرفأ- زقاق البلاط- المينة الحصن).

وفي وقت يعتبر كثير من مراقبي المشهد الانتخابي وتقلباته أن منازلة طرابلس تعد أول غيث معركة رئاسة حكومة ما بعد الانتخابات، خصوصا أن الرئيس سعد الحريري سيقف فيها في مواجهة خصومه من الأقطاب السنة، فإن معركة بيروت الثانية، معقل تيار المستقبل التقليدي، هي تلك التي سيضطر فيها رئيس الحكومة إلى حشد تأييد أنصاره، الذين يكثر الكلام عن أن تسوية 2016 الرئاسية لم تنزل بردا وسلاما عليهم. وإن كانوا لم يتأخروا في مده بجرعة دعم لم تخل من الرسائل السياسية في  خلال أزمة استقالته في تشرين الثاني الفائت. وهو موقف شعبي اعتبر بمثابة إعادة تكريس الحريري زعيما سنيا أول.

إلا أن مصادر مطلعة على كواليس المطابخ الانتخابية في دائرة بيروت الثانية لا تبدو بهذا التفاؤل. اذ تعتبر عبر "المركزية" أن المعركة المنتظرة للفوز بالمقاعد الـ 11 في هذه الدائرة (6 سنة، 2 شيعة، 1 انجيلي، 1 روم أرثوذكس، 1 درزي)، قد لا تكون مجرد نزهة بالنسبة إلى "التيار الأزرق". وفي هذا السياق، تؤكد المصادر أن بيت الوسط حسم بعض الترشيحات في هذه الدائرة، عرف منها الرئيس الحريري، ووزير الداخلية نهاد المشنوق والرئيس تمام سلام.

وفيما لا تزال الضبابية تغلف الخيارات والتحالفات "الزرقاء" في الدائرة، تلفت المصادر إلى أن في مقابل اللائحة الحريرية، التي يعتبرها البعض "لائحة السلطة  التي تشكل الأسماء الآنفة الذكر نواتها) ، يبرز إختلاف "في تحديد مفهوم المعارضة"، بما يفسر تعدد اللوائح الدائرة في هذا الفلك. ذلك أن المصادر تشير إلى لائحة في طور التشكيل تضم حتى الآن الوزير السابق خالد قباني، والزميل صلاح سلام، وعلي عساف المقرب من الرئيس نجيب ميقاتي، إضافة إلى عدد من الأسماء والقوى المصنفة في خانة "المجتمع المدني" التي تستعد لمنازلة 6 أيار كـ "حزب 7".

غير أن المصادر تنبه إلى أن خصم تيار المستقبل" في بيروت، سيكون حليفه السابق اللواء أشرف ريفي، في استعادة للمشهد الطرابلسي. وتشير إلى ان وزير العدل السابق قد يعمد إلى تشكيل لائحة في بيروت الثانية، طبقا لما كان أعلنه في مرحلة سابقة. وفي السياق، تلفت إلى أن بعض التململ الشعبي قد يترجم عمليا في صناديق الاقتراع بأصوات معارضي الخيارات السياسية الحريرية.

وفي محاولة لتشريح هذا المشهد، تشير المصادر إلى أن لموعد الانتخابات (6 أيار)، أي عشية الذكرى العاشرة لحوادث 7 أيار 2008 التي اعتبرها الشارع السني يوما أسود اضطر فيه إلى مواجهة حزب الله في الشارع، وبالسلاح، للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الأهلية، رمزية كبيرة، حيث من المتوقع أن يقفوا بالمرصاد، عبر صناديق الاقتراع، لربط النزاع الذي يعلله المستقبل بضرورة صون استقرار البلد. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o