Mar 26, 2019 3:51 PM
اقليميات

العالم "يثور" ضد قـــرار ترامب حول الجولان:
مخالفة للقانون الدولي في يوم أسود!

المركزية- ما كان رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ليتوقع هذا الحد من الدعم الأميركي في حملته الانتخابية استعدادا للمنازلات "المبكرة" المقررة في اسرائيل في 9 نيسان المقبل، في وقت تتصاعد الأصوات المناوئة لنتنياهو في الداخل الاسرئيلي، متهمة إياه بـ "الضعف" في مواجهة حركة حماس وحزب الله". لكن هذه الصورة ليست الوحيدة التي تختصر البعد الاستراتيجي للقرار الأميركي الأخطر في تاريخ الصراع العربي- الاسرائيلي. فإذا كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلنت، مرات عدة وبأساليب مختلفة، أن أمن اسرائيل خط أحمر بالنسبة إليها، فإنها لم تتوان عن توجيه صفعة قوية إلى المحور المناوئ لتل أبيب من باب الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل، ضاربة بعرض الحائط القرارات الدولية المتصلة بالصراع التاريخي في المنطقة، وكل مساعي السلام في الشرق الأوسط. إنطلاقا من هذه الصورة، ارتفعت أصوات لبنانية وعربية ودولية لاستنكار الخطوة الأميركية التي أتت "في يوم أسود" لتضرب العالم العربي في صميم قضيته الأسمى.

عون: وفي السياق، وعلى هامش زيارته إلى موسكو، علق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على قرار ترامب، فاعتبر أنه "يوم اسود يشهده العالم مشيرا إلى أن "هذا العمل التعسفي يشكل مساسا بالشرعية الدولية التي ترعى الحدود بين الدول". 

معوض: من جهته، دعا رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض، في بيان ، "اللبنانيين بكافة أطيافهم إلى التوحد حول رفض القرار الأميركي القاضي بإعلان سيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، وإلى العمل يدا واحدة في كل المحافل الدولية منعا لتحقيق هذا الهدف الإسرائيلي إنطلاقا من المصلحة اللبنانية البحتة أولا وأخيرا".

وأكد أن الجولان أرض سورية محتلة، مشيرا إلى أن قرار إعلان سيادة إسرائيل على الجولان المحتل يشكل انتهاكا لكل القوانين الدولية، ويهدد أسس السلام في المنطقة والذي لا يمكن أن يبنى إلا على مضمون مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت في العام 2002، والتي تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام، وتاليا، فإن الاستمرار في مصادرة الأراضي العربية المحتلة يشكل إجهاضا لأي مسعى للسلام وحق العودة للفسلطينيين إلى أراضيهم، ويغذي العنف والتطرف على حساب خطاب الاعتدال. كما أن كل القرارات، أيا يكن مصدرها لا تنفع في تغيير هوية الأرض".

ودعا "المسؤولين اللبنانيين إلى المسارعة إلى وضع خطة واضحة عبر جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والدول الكبرى المؤثرة، للضغط على النظام السوري لترسيم الحدود بين لبنان وسوريا فورا وانطلاقا من الجنوب وإرسال خرائط الترسيم موقعة من البلدين إلى الأمم المتحدة لتكريس حق لبنان في أراضيه في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، لأن التنازل عن الجولان المحتل قد يؤدي إلى الإطاحة بحقوق لبنان في أراضيه".

دريان: بدوره، ندد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بالاعتراف الأميركي بسيادة اسرائيل في الجولان، مؤكدا أن "هضبة الجولان السورية التي يحتلها العدو الإسرائيلي أرض عربية سورية، وما صدر عن الإدارة الأميركية بالاعتراف بسيادة إسرائيل عليها انتهاك ومخالفة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون والقرارات الشرعية الدولية، وستكون له تداعيات خطيرة في الشرق الأوسط وعلى أمن واستقرار وسلام المنطقة، منبها إلى أن "هذا القرار الثاني بعدما قررت واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة للمحتل الإسرائيلي وما تقوم به يهدف الى الترهيب والتخويف للقبول بالأمر الواقع"، مشددا على أن  "الشعب العربي الأبي لن يسكت عن حقه وسيبقى مدافعا عن حقوقه المشروعة في وجه الغطرسة العدوانية التي تنتهجها الإدارة الأميركية، وما صدر لا شرعية له بل هو تحد واعتداء صارخ على حقوق العرب والمسلمين"، محذرا في الوقت نفسه من أي تهاون في حق لبنان في أرضه المحتلة بمزارع شعبا وتلال كفرشوبا التي لا زالت تحت الاحتلال الصهيوني الغادر".

الخازن: وفي السياق نفسه، استهجن رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في تصريح، "قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضم هضبة الجولان إلى فلسطين المحتلة غير عابئ بقرارات الشرعية"، متسائلا: "بأي حق يوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على صك ملكية هضبة الجولان الذي لا يملكه، ولا تعترف به القرارات الدولية بعد حرب 1967 التي إغتصب فيها الكيان العبري أرضا سورية؟".

وكما في لبنان، كذلك في عدد من دول المنطقة التي استنكرت القرار الأميركي، بوصفه انتهاكا صارخا للقوانين الدولية والقرارات الدولية ذات الصلة.

روحاني: وفي هذا الاطار، انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأميركي لاعترافه بهضبة الجولان جزءا من إسرائيل، معتبرا أن تلك الخطوة تتعارض مع القانون الدولي.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله: "لا يمكن لأحد أن يتخيل أن يأتي شخص في أميركا ويمنح أرضا تابعة لدولة، إلى دولة أخرى محتلة، هذا يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية... هذا الفعل لم يسبق له مثيل في القرن الحالي".

الكرملين: بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن موسكو تأسف لقرار الولايات المتحدة في شأن اعترافها بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، والذي سيكون له نتائج وانعكاسات سلبية، على ما نقلت عنه وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وأشار بيسكوف إلى أن "الخطوة الأميركية الأخيرة في شأن الجولان المحتل انتهاك صارخ للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي".

واعتبر أن "من الواضح أن مثل هذا القرار له عواقب سلبية في ما يتعلق بالتسوية السياسية في الشرق الأوسط، إضافة إلى تأثيرها على الوضع السياسي في سوريا، فلا أحد يشك في ذلك".

ولفت إلى أن "الأهم من ذلك، ربما تكون هذه خطوة أخرى اتخذتها واشنطن والتي تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ونحن آسفون للغاية في هذا الصدد".

السعودية: كذلك، استنكرت المملكة العربية السعودية  الإعلان الذي أصدرته الإدارة الأميركية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة.

وأكدت المملكة "موقفها الثابت والمبدئي من هضبة الجولان، وأنها أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة، معتبرة أن محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئاً، وأن إعلان الإدارة الأميركية مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وللقرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك قرارات مجلس الأمن رقم (242) لعام 1967، ورقم (497) لعام 1981.

وشددت السعودية على أن القرار ستكون له آثار سلبية كبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط وأمن واستقرار المنطقة"، داعية كل الأطراف إلى احترام مقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة".

الكويت: إلى ذلك، اعلنت دولة الكويت، في بيان أصدرته وزارة الخارجية، إنها تأسف لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، ودعت إلى احترام القوانين الدولية.

 ونبهت إلى "أن هذا القرار يخالف القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية"، معتبرة أن "مثل هذه القرارات "تمثل تقويضا لعملية السلام الشامل في الشرق الأوسط وتهديدا للأمن والاستقرار فيه". 

كندا: كذلك، أعلنت كندا رفضها دعم القرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب،، مؤكدة أن الهضبة أرض محتلة وفقا للقانون الدولي.

وأعلنت الخارجية الكندية في بيان، "إن كندا وبالتوافق مع القانون الدولي لا تعترف بالسيطرة الإسرائيلية الدائمة على مرتفعات الجولان. ولا يزال موقف كندا، الذي تتمسك به منذ زمن بعيد، من دون تغيير".

ونبهت إلى "أن ضم الأراضي باستخدام القوة أمر يحظره القانون الدولي. وأي إعلان عن تغيير أحادي الجانب للحدود يتناقض مع النظام الدولي القائم على القواعد".وأشارت الوزارة إلى أن على رغم ذلك،/ فإن كندا "صديق ثابت لإسرائيل"، قائلة: "إننا نقف مع إسرائيل ونؤيد حقها في العيش في السلام والأمن مع جيرانها".

مجلس النواب العراقي:

مساء اليوم أعلن مجلس النواب العراقي، موقفه الرافض لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.

أكد رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، في بيان تلقته وكالة “سبوتنيك” الروسية أن قرار الرئيس الأميركي، الاعتراف بسيادة الكيان الإسرائيلي على هضبة الجولان السورية، مرفوض، ويتعارض مع قرارات الأمم المتحدة، والقانون الدولي وهو تكريس لشرعية الاحتلال.

واعتبر الحلبوسي، قرار ترامب، تكريسا لاحتلال أرض عربية اغتصبت بالقوة.
ويقول رئيس البرلمان في نص البيان الصادر عن مكتبه: “إن الشعب العراقي بكل قواه السياسية، و ممثليه في البرلمان يؤيدون قرارات المجتمع الدولي التي تدعو لإنهاء الاحتلال، وأن موقف العراق الثابت هو أن الجولان أرضاً عربية محتلة تخضع لأحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن”.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o