Mar 26, 2019 3:08 PM
خاص

مواجهات غزة مستمرة..وتل ابيب تنفي وجود اي اتفاق "هدنة"
التصعيد في هذا التوقيت مفيد لحماس ونتنياهو "شعبيا".. فهل يطول؟

المركزية- رغم إعلان حركة "حماس" مساء الاثنين التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بوساطة مصرية، استمرت ليل امس الغارات الإسرائيلية على القطاع وعمليات إطلاق الصواريخ من القطاع الفلسطيني المحاصر، في اتجاه اسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان فجر اليوم أنّ 30 صاروخاً أطلقت من قطاع غزة نحو إسرائيل منذ الساعة العاشرة ليلا، ليصل إلى 60 إجمالي عدد الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية على اسرائيل منذ بدأ تبادل إطلاق النار مساء الإثنين. وأضاف الجيش أنّه شنّ منذ الساعة العاشرة من ليل الإثنين، 15 غارة جوية جديدة استهدفت أهدافاً عدّة في غزة، بينها مجمّع عسكري لحركة الجهاد الإسلامي، لتضاف بذلك إلى عشرات الغارات التي دكّت قبل ذلك بساعات القطاع المحاصر.

وأتى القصف الليلي المتبادل بعد إعلان حركة حماس مساء الإثنين أنّ وساطة مصرية نجحت في التوصّل لوقف لإطلاق النار بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية، فيما نفت مصادر اسرائيلية رسمية اليوم وجود اي اتفاق، علماً بأنّ الدولة العبرية عمدت في حالات سابقة عديدة إلى الامتناع عن تأكيد التوصّل لمثل هذه الاتفاقات التي يتم التفاوض عليها سراً مع الفلسطينيين عبر الوسيط المصري.

وأعقب إعلانُ التوصل لوقف اطلاق النار تصعيداً خطيراً للعنف شهده النهار وبدأ بإطلاق صاروخ من قطاع غزة على شمال تل أبيب حيث سقط على منزل، متسبباً بوقوع جرحى إسرائيليين، فردّت الدولة العبرية عليه بسلسلة غارات جوية استهدفت مواقع في قطاع غزة. في المقابل، لم تؤدّ الصواريخ التي أطلقت مساء الإثنين على إسرائيل إلى أي إصابات، ذلك أن منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ اعترضت قسماً منها أثناء تحليقها في الجوّ بينما سقط القسم الباقي في مناطق غير مأهولة، بحسب الجيش.

وفي وقت دفع الهجوم الصاروخي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى اختصار زيارته الى واشنطن والعودة إلى بلاده حيث من المتوقع أن يتوجّه اليوم مباشرة بعد وصوله، إلى مقر الجيش في تل أبيب لعقد مشاورات، تشير مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" الى ان التصعيد العسكري بين الجانبين، في هذا التوقيت بالذات، يبدو حاجة مشتركة لكل من حماس ونتنياهو.

فحركة المقاومة الاسلامية التي لجأت الى إجراء ضريبي جديد في القطاع منذ اسابيع، تواجه نقمة شعبية، تُضاف الى رفض رام الله وحركة فتح (لأدائها السياسي في أكثر من قضية فلسطينية ولعلاقاتها مع ايران التي تمدها بالمال والسلاح)، تبدو من خلال استهداف تل ابيب اليوم، تسعى الى إشاحة الانظار عن هذا الواقع وتعويم صورتها كفصيل مقاوم مدافع عن الحقوق الفلسطينية، بعد ان تشوّهت هذه الصورة الى حد كبير.

اما نتنياهو، وعشية الانتخابات النيابية الاسرائيلية في 9 نيسان المقبل، فلا يضرّه إطلاق عملية ضد "حماس" في غزة وشد العصب الاسرائيلي خلفه لمواجهة التهديد الذي تمثّله "الحركة" بالنسبة الى تل أبيب وأمنها، بل على العكس، تُكسبه خطوةٌ كهذه، تأييدا شعبيا يبدو الرجل في أمسّ الحاجة اليه، قبيل الاستحقاق المرتقب، خاصة وأنه سيضعها في سياق مواجهة التهديدات الايرانية لاسرائيل، على اعتبار ان "حماس" حصلت على مجموعة بارزة من الأسلحة شملت صواريخ القسام وصواريخ محلية الصنع آر-160 وايضا صواريخ فجر-5 الإيرانية، وطائرات مسيرة ومدافع هاون، وشيدت أنفاقا هجومية، وفق ما اعلنت وكالة أسوشيتد برس، منذ ساعات.

وعليه، تسأل المصادر "هل ستنتهي المواجهة بين الجانبين سريعا؟ ام ستستمر حتى يحصّل منها الطرفان الكمّ الاكبر من المكاسب"؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o