Mar 26, 2019 2:50 PM
خاص

لبنان ورقة في حرب واشنطن- طهران "النووية" و"النأي"يبعده عن شظاياها
بومبيو "يمزّق" ورقة استخدامـــه ايرانياً بدعم الاستقرار واجهزة الامن

المركزية- كل ما قيل وكُتب في زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو لبيروت، ومجمل ما نُشر من تحليلات غاصت في ابعاد الرسالة الاميركية التحذيرية على المستويين الاقتصادي والسياسي، تمحور حول ما تضمنه بيانه الشهير من "الخارجية"، وتحديدا في الشق المتصل بحزب الله خصوصا لجهة دعوته "الشعب اللبناني الى وقفة شجاعة بوجه إجرام حزب الله وتهديداته"، وتأكيده ان "حملات حزب الله المسلحة منافية تماما لمصلحة الشعب اللبناني. اذ كيف يمكن لصرف الموارد واهدار ارواح الاشخاص في اليمن والعراق وسوريا ان يساعد مواطني جنوب لبنان او بيروت او البقاع؟ وكيف يمكن ان يقوي تخزين الآف الصواريخ في الاراضي اللبنانية لاستخدامها ضد اسرائيل"؟ في هذا الشق بالذات، سيأتي رد حزب الله عصرا في كلمة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، مدعّما بمقومات موجة الاستنكار المحلية والعربية والدولية العارمة ازاء قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بكامل سيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان السوري. فالقرار الاميركي جاء مثابة "شحمة عافطيرة" ليمدّ نصرالله بعناصر قوة تضعه في مرتبة متفوقة على الاميركي وتدعّم مبررات وجود الحزب وضرورة استمراره كمقاومة ضد العدو الاسرائيلي والاميركي من خلفه.

لكن، وأبعد من حزب الله، عكست زيارة الوزير الاميركي اهتماما بالغا بلبنان كجزء من الدول الدائرة في فلك واشنطن، في مواجهة ايران التي فتح في وجهها جميع انواع الاسلحة السياسية، لحملها على العودة الى طاولة مفاوضات نووية مفصلة على قياس ادارة ترامب، بعدما انسحب من اتفاق سلفه باراك اوباما. فهو لم يتوان عن تسميتها بالاسم في معرض هجومه على الحزب بقوله "ان حزب الله يقوم بهذه النشاطات الخبيثة نيابة عن النظام الايراني، وجنوده يعملون تحت إمرة طهران. تأكدوا تماما ان حزب الله هو من وضع البلد في هذه الحملات التي ترأسها إيران التي لا تريد لهذا الوضع ان يتغير وهم يرون ان الاستقرار في لبنان يمثل تهديدا لطموحات إيران في الهيمنة وهي تستخدم حزب الله". حتى الاعتراف بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان، عزاه ترامب اليوم الى تهديدات ايران، اذ اشار إلى "مساعي طهران وجماعات مرتبطة بها إلى استخدام الجولان كمنصة لإطلاق الصواريخ".

اذا، تقول مصادر دبلوماسية عربية لـ"المركزية" ان مجمل الحراك الاميركي والقرارات التي تتخذها دوائر البيت الابيض في الملفات الاقليمية تصب في الخانة النووية، متوقعة ارتفاع منسوب الضغط في مختلف الاتجاهات لاجبار طهران على الجلوس الى طاولة المفاوضات بالشروط "الترامبية". وليس لبنان الا واحدا من هذه الاوراق، من ضمن استراتيجية حصر نفوذ ايران الذي تحاول تمديده في الساحات العربية. وتضيف: ان زيارة بومبيو لبيروت حتّمتها ضرورة "تمزيق" واشنطن ورقة ايران باستخدام لبنان كمعقل لنفوذها، وقطع الطريق على اي محاولة لضمه الى محورها، فهو، لو لم يزره، لاستمرت وجهة نظر البعض المروّجة لفكرة أن لبنان بات تحت السطوة الايرانية، اما الزيارة فدحضت هذه النظرية وحملت في وجهها الآخر كل وسائل الدعم سياسيا وعسكريا لتثبيت الاستقرار وفق ما تبين من المعلومات التي رشحت في شكل خاص عن لقائه بقائد الجيش العماد جوزيف عون وتركزت وفق معلومات "المركزية" على الوضع الامني لا سيما على الحدود والمطلوب تقديمه اميركياً للجيش لضمان الهدوء والاستقرار. وبعدما قدم القائد شرحا مفصلا، سمع تنويها بقدرات الجيش في مجال مواكبة التطورات.

تبعا لذلك، تختم المصادر بالتأكيد ان واشنطن لن تسمح باستغلال الاستقرار في لبنان لصالح اجندات اقليمية، وخدمة لهذا الهدف، جاءت نصائح بومبيو للمسؤولين الذين التقاهم، بمنع اي طرف داخلي من حرف بيروت عن مسار "الشرعية الدولية" ولا سبيل الى ذلك الا من خلال "النأي" ثم "النأي" ثم "النأي"...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o