Mar 24, 2019 8:49 AM
متفرقات

اللقاء المسكوني العالمي للشبيبة ينطلق في يومه الأول من بيروت
بشعلاني: انه لتثبيت الحضور والرسالة المسيحية في الشرق الأوسط وفي العالم

باشر اللقاء المسكوني العالمي للشبيبة 2019 تحت عنوان: "الصديق كالأرز في لبنان ينمو" اعماله في مركز واجهة بيروت البحرية، وهو من تنظيم كنائس لبنان ومجلس كنائس الشرق الأوسط وجماعة تايزيه Taizé المسكونية الفرنسية، ويعتبر الحدث المسكوني العالمي التاريخي الأول المنعقد في الشرق الأوسط وتحديدا في بيروت من 22 إلى 26 آذار 2019.

ويشارك فيه نحو 1600 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عاما من بلاروسيا، من 43 بلدا في العالم من ضمنها: روسيا، فرنسا، المملكلة المتحدة، المانيا، بلجيكا، كراوتيا، الدانمارك، فنلندا مصر، الأردن، سوريا، العراق، هونغ كونع، اليابان ولبنان وسينضم إليهم شبيبة من الطوائف المسلمة في 25 آذار في إحتفال مركزي مشترك لمناسبة عيد بشارة السيدة مريم العذراء، العيد الوطني الجامع. 

ومن اهداف هذا اللقاء، ترسيخ الإيمان من خلال الصلاة المشتركة، إفساح المجال أمام شبيبة العالم للتعرف على غنى تقاليد الكنائس الشرقية، إبراز قيمة وغنى العلاقات المسكونية القائمة في لبنان، الإصغاء إلى خبرة العيش المشترك الطويلة لمسيحيي لبنان مع إخوتهم من الطوائف الإسلامية كافة، واظهار جمال الشرق، لاسيما لبنان.

هذا وتوزع النشاط اليومي لفترة ما قبل الظهر على 25 مركزا في رعايا بيروت الكبرى وجوارها، حيث اقيمت صلوات الصباح والمواضيع الروحية وتبادل الخبرات. واجريت النشاطات المركزية، في وسط بيروت، حيث رفعت الصلوات الكبرى في مركز واجهة بيروت البحرية.

بشعلاني: واعتبرت الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتورة ثريا بشعلاني في كلمة لها خلال الإفتتاح: "إن هذا اللقاء هو أكثر من لقاء عابر. إنه حدث روحي شبابي يصبو إلى ترسيخ أواصر الإيمان والرجاء بالمسيح يسوع من خلال عيش الوحدة في ما بينكم، عبر غنى تنوع انتمائكم الكنسي والوطني. كما يصبو هذا اللقاء إلى تثبيت حضوركم ورسالتكم المسيحية في الشرق الأوسط وفي العالم. إذ إنكم ستدركون أكثر فأكثر أن الحضور المسيحي هو جزء لا يتجزأ من تاريخ الشعوب وحاضرها ومستقبلها، وأن المكوِّن المسيحي يسهم في بناء كرامة الإنسان وصون حرِّية المعتقد والضمير وحرِّية الانتماء الديني والروحي والثقافي".

وتوجهت الى المشاركين، قائلة: "إننا نؤمن بأن لكم الحاضر والمستقبل وبأن لكم الحق بالعيش بحرية وكرامة. وإننا نؤمن بأن لقاءكم هو تعبير عن هذا الحق".

الأخ الوييز: اما رئيس جماعة Taize الأخ الوييز، فالقى كلمة خلال صلاة المساء الكبرى جاء فيها: "يذكرنا موضوع اللقاء بآية المزمور 92: الصديق كالنخلة يزهر وكأرز لبنان ينمو، مغروس في بيت الرب". 

وقال: "تؤثر في أعماقي صورة أرز لبنان، لا سيما أنه لدينا في Taize، منذ سنتين، أرزتان تنموان في موضع قريب من المكان المكرس للصمت: فرغم يناعتهما، هاتان الشجرتان هما رباط حقيقي ولو خفر، يصل Taize بهذه الأرض اللبنانية. في هذه الأيام، نود أن نعود إلى جذور الإيمان: نود أن نتجذر في الإيمان وفي التاريخ، وأن نتنبه إلى النمو الروحي ونحرص على فتح أغصان شجرتنا لكل من حولنا.عسى أن يكون لقاء بيروت زمن فرح وعلامة سلام".

واضاف: "اود ان اكرر امتناننا الكبير لمسؤولي كنائس لبنان ومجلس كنائس الشرق الأوسط والرعايا والجمعيات المضيفة الذين هيأوا هذا اللقاء منذ شهور. لقد أنجزت اللجنة المسكونية التي أعدت اللقاء عملا ممتازا. فالمتطوعون تقسموا مجموعات للعمل تميزت بتنوعها الرائع، حيث رأينا مسيحيين من سائر الكنائس يتكاتفون، فهذا اللقاء الأول لجماعة Taize في العالم العربي تم بفضل بركة الكنائس ودعم السلطات المدنية، والتزام الشباب المتطوع، وثقة الذين استضافونا من غير أن يعرفونا. فلنفرح لأن الأبواب تفتح لاستقبالنا! في مجتمعاتنا التي يتآكلها فقدان الثقة، بات ضروريا أن نختبر الثقة في البساطة. نجتمع في هذه الأيام، من أجل أن يصغي أحدنا إلى الآخر. كلنا بحاجة إلى ما نتلقاه، ولدينا ما نعطيه في آن. نحن الإخوة، مع مئات الشباب الذين جاؤوا من أوروبا ومن أماكن أخرى، نريد أن نصغي إلى الشباب الآتي من هذه الأرض المشرقية المباركة والمعذبة في الوقت نفسه. وإني لأعني بشكل خاص الشبيبة التي انضمت إلينا من بلدان الشرق الأوسط". 

وتابع: "رجاؤنا أن تتيح لنا هذه الأيام تبادلا عميقا ما بين الغرب والعالم العربي، وهو تبادل أساسي لمستقبل الكنيسة والبشرية جمعاء. لقد سبق هذا اللقاء عدد من الزيارات قام بها اخوتنا الى هذه المنطقة".

وقال: "المسيحيون في هذه المنطقة كلها هم شهود تراث إيماني عريق. تاريخ المنطقة قديم كالزمن، وما زال يكتب سطوره اليوم. في الماضي، كانت انقسامات المسيحيين عبئا يثقل كاهل الناس، أما اليوم، فأضحينا نكتشف خبراتنا المشتركة باسم إيماننا نفسه". 

واضاف: "ارى صورة الشجرة المغروسة قرب مجاري المياه معبرة تعبيرا قويا بالحقيقة يمكننا دائما ان نسعى الى تعميق جذور ثقتنا بالله لنقترب من ينبوع الماء الحي، الثقة هي ان نسلم امرنا لله لحبه اللامتناهي ولرحمته الطيبة". 

وتحدث عن مثل الزارع الذي اعطاه يسوع في الإنجيل، وقال: "الله يعطي الناس جميعا من دون قياس، ونحن جميعا مدعوون لأن نسأل أنفسنا: كيف نقبل عطايا الله؟ في الأوقات الصعبة، حيث يسود العنف والحرب، وحيث المخاطر البيئية تهدد التوازن البيئي في الأرض وتتوعد، هلموا نواصل السعي لاكتشاف روح الحياة الذي يجود به علينا الله، وقد لا نتوقعه إطلاقا. هذا المثل يعبر أيضا عن الرجاء المسيحي الملموس في الواقع. فعندما أعطاه يسوع لتلاميذه، كان يواجه هو نفسه العداء والرفض. ومع ذلك، أعرب عن رجائه بأن تسقط بعض البذور في التربة الصالحة". 

وختم: "سنتابع صلاتنا الآن حول الصليب. هذه صلاة نمارسها أسبوعيا في Taize. سنضع الصليب بالقرب من الحضيض، بحيث يتمكن كل منكم التقدم وملامسة خشبة الصليب بجبهته. بهذه الصلاة، نعبر عن ثقتنا بالمسيح وأننا نسلمه أثقل أعبائنا، لكي يشاركنا في حملها. ويمكننا من أن نرفع صلاة خاصة من أجل عائلاتنا، وأقاربنا، وكل من يعبر في محنة. ونصلي أيضا على نية بلاد كل منا، عسى أن يكون بيننا الروح القدس المعزي حضور رجاء". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o