Mar 23, 2019 9:44 PM
دوليات

في السبت الـ19.. مظاهرات هادئة للـ"سترات الصفراء"

في السبت التاسع عشر على التوالي، استمر محتجو "السترات الصفراء" في فرنسا في الخروج إلى شوارع العاصمة والمدن الكبرى للاحتجاج على سياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وشهد هذا السبت هدوءا نسبيا مقارنة بالسبت الماضي الذي شهد أعمال تخريب في شادة الشانزيليزيه منعت، على خلفيتها، الحكومة التظاهر في الجادة الأشهر في العالم.

وقد شهدت فرنسا السبت مظاهرات جديدة لمحتجي "السترات الصفر"، سارت بهدوء في باريس للسبت التاسع عشر على التوالي، مع تجنب المتظاهرين جادة الشانزيليزيه التي منعوا من التوجه إليها، وسط تدابير أمنية مشددة وتوترات وصدامات في المناطق.

وناهز عدد المتظاهرين أربعين ألفا و500 في مختلف أنحاء البلاد، بينهم خمسة آلاف في باريس، وفق ما أفاد وزير الداخلية كريستوف كاستانير، معتبرا أن "التعليمات المشددة" التي أعطيت "سمحت بالحفاظ على النظام وتفادي الانزلاقات".

والسبت الفائت، بلغ عدد المتظاهرين 32 ألفا في فرنسا بينهم عشرة آلاف في باريس وفق المصدر نفسه، في ظل أعمال تخريب في جادة الشانزليزيه.

وبعد مظاهرات السبت الثامن عشر، التي شهدت أعمال تخريب ونهب في الشانزيليزيه، لم تتردد الحكومة في اللجوء إلى سبل تمنع تكرار أعمال العنف، ووعدت ب"التشدد". وحذرت وزيرة العدل نيكول بيلوبيه "سنكون بلا رحمة مع المخربين".

للمزيد: السلطات الفرنسية تمنع "السترات الصفراء" من التظاهر في منطقة الشانزليزيه

ومنع المتظاهرون من الوصول إلى الأماكن الرمزية في 15 مدينة، فيما طلب من الجيش حماية بعض المواقع ليتفرغ عناصر الشرطة للحفاظ على النظام.

وفي العاصمة، انتشرت آليات تابعة للشرطة ومدرعات وعربات بمدافع مياه وسط الشانزيليزيه التي أدت أعمال التخريب فيها إلى وضع الحكومة تحت الضغط. وتظاهر "السترات الصفر" بين ساحة "دنفر روشرو" جنوبي باريس و"ساكريه كور" قبل أن يبدأوا بالتفرق عند الثالثة والنصف بعد الظهر ت غ.

وفي ظل إحراق حاويات نفايات وتخريب واجهات مصارف، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في نهاية اليوم بباريس لتفرق آخر حشد لـ"السترات الصفر" في مكان غير بعيد عن حي "لاريبوبليك"، وفق صحافي في وكالة الأنباء الفرنسية.

ووقعت حوادث متفرقة أيضا في بقية المناطق مثل مونبيلييه (جنوب)، لاروشيل (غرب)، أو نيس (جنوب شرق) حيث أصيبت سبعينية بصورة بالغة أثناء تحرك للشرطة، وفق مراسلي وكالة الأنباء الفرنسية.

إجراءات مثيرة "للجدل"

لكن الإجراء الأكثر إثارة للجدل تمثل في إعلان مشاركة الجيش. وستتم دعوة عسكريي عملية "الحارس" (سونتينيل) لمكافحة الإرهاب ومن سبعة آلاف عسكري منتشرين في كامل فرنسا منذ اعتداءات 2015 لحماية بعض المواقع بغرض تمكين عناصر الشرطة والدرك من حفظ النظام.

ولإنهاء الجدل قال ماكرون إن الجيش ليس مكلفا البتة بحفظ النظام العام.

وتوعّد وزير الداخلية كريستوف كاستنير بعدم التسامح مطلقا مع المخربين وحض محافظ باريس الجديد على تطبيق التعليمات "بلا تردد وبصورة كاملة".

وفي الثانية والنصف بتوقيت غرينتش، كان 56 شخصا قد أوقفوا في باريس، وتم استجواب 45 من بينهم لتظاهرهم ضمن مساحة محظورة، فيما تمت 5,628 عملية تفتيش وقائية، بحسب ما ذكرت الشرطة.

وكانت الأوضاع أكثر توترا في المناطق خارج باريس. ففي مونتبيلييه (جنوب)، اندلعت مواجهات بعد نحو ساعتين من مغادرة مظاهرة كانت تضم ما يقارب 4,500 شخص بحسب الشرطة.

وعند الرابعة بعد الظهر، وجهت الشرطة تحذيرات قبل أن تطلق غازا مسيلا للدموع، بينما كان المتظاهرون يرشقونها بعلب وزجاجات بيرة، وفقا لصحافي في وكالة الأنباء الفرنسية.

وفي نيس التي تستعد لاستقبال الرئيس الصيني تشي جينبينغ، اندلعت صدامات بعد الظهر حين حاول بضع مئات من المتظاهرين الدخول إلى مساحة مُنع التجمع ضمنها، فجبهوا بإطلاق أعيرة من الغاز المسيل للدموع.

وأوقف 26 شخصا بحسب الشرطة فيما أصيبت متظاهرة في المدينة المتوسطية التي تترقب زيارة الرئيسين الصيني والفرنسي الأحد والاثنين.

للمزيد: جادة الشانزليزيه شاهدة على أعمال العنف في الأسبوع 18 لمظاهرات "السترات الصفراء"

بوردو

وفي بوردو، وهي معقل للحراك، كان الشعور بالتوتر يتصاعد في وسط المدينة المحظور على المتظاهرين، وفق صحافي في وكالة الأنباء الفرنسية.

وكان الحشد أقل من المعتاد في بقية المدينة، بينما لم يلبس كثر ستراتهم التقليدية. وعزا خمسيني الأمر إلى "تجنب أن يطلقوا علي الكرات المطاطية. وهكذا، بإمكاني المغادرة بسهولة أكبر إذا خرجت الأمور عن السيطرة".

لاروشيل

وفي مدينة لاروشيل، استعانت الشرطة بالغاز المسيل للدموع ضد متظاهرين كانوا يرمون مقذوفات على عناصرها عند أطراف الميناء القديم المحظور عليهم، وفق مراسل فرانس برس.

وقال مصدر في الشرطة إن اليسار المتطرف الذي كان حاضرا بقوة في باريس في 16 آذار/مارس، "يريد التحرك ولكنه يفضّل المظاهرات في المناطق المحددة".

للمزيد: فرنسا: الحكومة تقر بوجود ثغرات أمنية تخللت مظاهرات "السترات الصفراء" السبت في باريس

نانت

وفي نانت، انطلق نحو أربعمئة متظاهر عند أطراف المدينة قرابة الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت غرينتش. وازداد التوتر حين أرادت الشرطة إبعاد المتظاهرين الذين رفضوا الامتثال.

تولوز

وفي تولوز، انتهى الأمر بالشرطة إلى التحرك لتفريق بضعة آلاف من "السترات الصفر" ضمن منطقة قريبة من ساحة الكابيتول التي حظر التظاهر فيها.

وتحوّل هذا الحراك الذي بدأ في تشرين الثاني/نوفمبر نتيجة استياء من الوضعين الاجتماعي والمالي، إلى احتجاج متعدد الأوجه يفتقد إلى قيادات تمثيلية، ولم يخفت مع إطلاق رئيس الدولة "النقاش الوطني الكبير"، كرد فعل.

والأسبوع الماضي، اختتم هذا النقاش الكبير الذي تخلله انعقاد أكثر من عشرة آلاف جلسة. وبات يتوجب على الحكومة صوغ مقترحات.

أ ف ب

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o