Mar 22, 2019 3:20 PM
خاص

الحياد المخروق فئويا مطلوب ترجمته رسميا حفاظا على لبنان
تداعيات المزج بين حزب الله والدولة تلامس الخطر الوجودي

المركزية- في حديث أدلى به الى وسائل اعلام روسية، عشية زيارة دولة الى موسكو يبدأها مساء الاثنين المقبل، وقبل ساعات قليلة على وصول وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الى بيروت، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "أن لبنان بلد محايد ولن يدخل في حروب بل يفتش عن صداقات الجميع"، معتبرا

"ان التأثير السلبي للحصار على حزب الله يصيب كل اللبنانيين".

في حياد لبنان المنصوص عنه في الدستور، لا جدل ولا غبار. فالحياد واجب ويفترض ان يكون موضع اجماع من جميع اللبنانيين من دون استثناء. لكنّ على ارض الواقع، الاستثناء موجود، واللا حياد، لا بل الانحياز قائم، كما تقول مصادر سياسية سيادية لـ"المركزية"، اذ ان شريحة واسعة من اللبنانيين لا تقيم وزنا للحياد وتضرب به عرض الحائط منذ عقود. وتسأل في السياق، اي حياد يعتمد لبنان الدولة وفريق حزبي عسكري فيه يحارب في دول الجوار الى جانب نظام ضد شعبه في سوريا، والى جانب متمردين على الشرعية في اليمن ويحرض جماعات طائفية على انظمتها في ساحات عربية أخرى؟ واي حياد في المواقف التي يتخذها هذا الفريق في العلن مستهدفا دولا عربية صديقة لا زالت حتى الساعة تساعد لبنان من خلال مده بالمساعدات لانهاضه من كل كبوة يسقط فيها او يُسقطه فيها الفريق المشار اليه لمصلحة دولة اقليمية تمده بالسلاح والمال؟

وفي معرض قراءتها للموقف ايضا، تنبه المصادر السيادية الى وجوب عدم المزج بين حزب الله والدولة  بالاشارة الى ان التأثير السلبي للحصار على حزب الله يصيب كل اللبنانيين، ذلك ان في الظروف المحيطة بالبلاد عموما والحزب خصوصا ونظرا لحراجة المرحلة، يتوجب على المسؤولين استمرار الفصل بينهما منعا للانعكاسات الخارجية السلبية لا سيما من الدول التي ما زالت حتى الساعة تفصل بين الجناحين السياسي (المنخرط في الدولة) والعسكري للحزب وتتعامل مع الدولة على اساس انها غير قادرة على نزع سلاحه مقابل الا يستخدم هو ساحتها لمواجهة العقوبات المفروضة عليه، محذرة من الانعكاسات السلبية لاي انزلاق في اتجاه المزج ، لا سيما على المستويين الاقتصادي والعسكري، خصوصا في ضوء بعض المواقف الخارجية الرافضة للتمييز بين الدولة اللبنانية وحزب الله، ولا يعقل والحال هذه، ان يعمد لبنان الرسمي الى اظهار نفسه في موقع المتناغم مع حزب الله واجندته المتضاربة مع الاجندة اللبنانية.

وتدعو في هذا المجال، الى التمسك بالستاتيكو القائم راهنا على قاعدة الفصل التام بين الدولة والحزب، والبقاء على مسافة من ممارساته، او على الاقل عدم تبنيها ما دام لم يعد هو الى كنف الشرعية ويلتزم اجندات اقليمية تعرض اللبنانيين ومصالحهم للخطر. وتؤكد ان المجتمع الدولي الذي ما زال يقدم الدعم للبنان ويتفهم خصوصية عجزه عن نزع سلاح الحزب وهي مهمة مرتبطة بالتسوية الاقليمية في دول الجوار، قد يعدل عن موقفه هذا اذا ما لمس اتجاها لبنانيا رسميا للتناغم مع الحزب، بما يعني ذلك على اكثر من مستوى، ولا شك ان احدا من المسؤولين في الدولة لا يدفع في الاتجاه المشار اليه او الدخول في حال من المواجهة مع المجتمع الدولي الذي لا يشاطر لبنان ايضا وجهة نظره ازاء النظام السوري ولا دعوته الى إعادة إعمار سوريا قبل الحل السياسي. والاجدى والحال هذه، تضيف المصادر، ان يبتعد لبنان قولا وفعلا وبالقدر الممكن عن كل اشكالية مع المجتمع الدولي وينأى بنفسه عما قد يعرض مصالحه العليا للخطر. وتناغما مع هذا الجو، اعلن الرئيس سعد الحريري امام نقابة الصحافة اخيرا "ان هناك قرارا من طرفنا ومن طرف حزب الله، بعدم السماح لخلافاتنا بوقف عمل الحكومة". فاللحظة السياسية بالغة الحراجة، تختم المصادر، ترُسم فيها استراتيجيات دولية لمنطقة الشرق الاوسط وتُحدد مصائر دول وشعوب، وعلى قاعدة "عند صراع الدول احفظ رأسك" ،الاجدى بالسلطة السياسية حفظ رأس لبنان قبل اي رأس آخر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o