Mar 22, 2019 3:18 PM
خاص

ترامب يقفز فوق القانون الدولي ويطيح بوساطة واشنطن
طبارة: رفع أسهم نتنياهو انتخابيـــــاً حاجة أميركية

المركزية- "الوقت حان للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان". بهذه التغريدة الجديدة، أشعل الرئيس الاميركي دونالد ترامب، غضبا عالميا، فتوالت المواقف الدولية المنددة بالخرق الاميركي الفاضح للقانون الدولي، وحق الشعوب في تقرير مصيرها. وحده رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سارع الى الترحيب لما تشكله هذه العبارة من هدية باهظة الثمن للرئيس اليميني عشية الانتخابات الاسرائيلية في نيسان المقبل. مرة جديدة، فعلتها ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وأبدت انحيازا كبيرا لصالح الجانب الاسرائيلي، فبعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، متحدية الإجماع الدولي في هذا الشأن، اعترف الرئيس الاميركي أمس بأسرلة الجولان، وتبين أن تصريح السيناتور الأميركي ليندسي غراهام خلال جولته في الجولان الاسبوع الماضي بأن "هناك "أجواء إيجابية" في البيت الأبيض بشأن دعم ضم إسرائيل مرتفعات الجولان،" ليس مجرد دعاية انتخابية، بل واقعا تسعى الادارة الاميركية الى تحقيقه في لحظة اقليمية حرجة، الامر الذي يطرح تساؤلات عن مصير "صفقة القرن"، والدور الأميركي في هذا الشأن بعد أن سددت تغريدة ترامب الضربة القاضية لدور الوسيط التي دأبت الادارة الاميركية على لعبه في عملية السلام في المنطقة.

سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أشار عبر "المركزية" الى أن "الهدف الاساس من هذا الاعلان هو مساندة نتياهو في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة بعد أقل من 20 يوماً، في ظل كلام عن تدهور في شعبيته بسبب ملفات الفساد التي تلاحقه"، مشيرا الى أن "انتزاع نتنياهو اعترافا أميركيا بأسرلة الجولان، فضلا عن زيارة وزير خارجية أميركا مايك بومبيو الى تل ابيب أمس، وصورته أمام حائط المبكى الى جانب نتنياهو، خطوات تصب في اتجاه واحد، ألا وهو رص صفوف اليمين الاسرائيلي، ورفع أسهم نتنياهو على حساب منافسيه، لما يشكله من رافعة لـ"صفقة القرن" ولتوجهات الادارة الاميركية في المنطقة، وتحديدا في ما يتعلق بعدائها لايران".

وقال إن "ترامب هو من أكثر الرؤساء انحيازا لاسرائيل، وفريق مستشاريه يصيغ السياسة الاميركية في المنطقة طبقا للمصالح الاسرائيلية وحماية لها، فبعد اعترافها بالقدس، أجلت موضوع الجولان لاستثماره انتخابيا لصالح نتنياهو".

ولفت الى أن "الصفقة التي أبرمتها اميركا مع فرنسا لشراء لويزيانا في القرن الثامن عشر، وضربت خلالها عرض الحائط إرادة السكان الاصليين، تتكرر اليوم في العام 2019، من دون أي مراعاة لارادة شعب الجولان الخاضع للاحتلال منذ عقود"، مشيرا الى أن "لا يمكن لهؤلاء التعويل على موقف صارم من قبل الزعماء العرب".

وحول الاجماع الدولي على التنديد بالقرار الدولي، وانعكاس ذلك على موقف أميركا أمام الرأي العام العربي والغربي بعد اتهامها بالقفز فوق القانون الدولي قال "عند اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل، كان المشهد نفسه، تنديد دولي وعربي. لكن الادارة الاميركية واصلت المضي بسياستها، من دون أي تردد، فترامب لا ينتظر ترحيبا دوليا، وكل ما يريده هو الضغط قدر الامكان على خصومه لتحقيق أكبر قدر من المكاسب"، مشيرا الى أن "الانحياز الاميركي الحاد لصالح الجانب الاسرائيلي، ينزع صفة الوسيط عنها في مفاوضات السلام، كما وأنه يفشّل "صفقة القرن"، التي لم يكتب لها النجاح يوما".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o