Mar 22, 2019 9:03 AM
اقليميات

عاصفة ردود عربية ودولية على تصريحات ترامب بشأن الجولان
تنديد أممي أوروبي وخليجي... وسوريا: لتحريرها بكل الوسائل

المركزية- أثارت تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "تويتر" التي اعترف خلالها بالسيادة الإسرائيلية الكاملة على هضبة الجولان، موجة ردود فعل منددة وتحذيرات من الامم المتحدة وجامعة الدول العربية، وحتى الدول التي تدور في الفلك الاميركي، نددت بالقرار، فأعرب كل من مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي عن تمسكهما بسوريّة الجولان. وبعد تغريدة أمس قال فيها "بعد مرور 52 عاما، حان الوقت لكي تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالنسبة إلى إسرائيل والاستقرار الإقليمي"، والتي لم تلقَ ترحيبا سوى من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو، قال ترامب في حديث الى قناة "فوكس بيزنس"،  "فكرت في القيام بذلك منذ فترة طويلة. وكان قرار صعب بالنسبة لكل الرؤساء (الأميركيين)، ولم يقم أي واحد منهم بذلك. وهذا يشبه مسألة القدس وأنا قمت بذلك". وأضاف أن مسألة الجولان متعلقة بأمن واستقرار المنطقة"، نافيا الكلام عن سعيه إلى "مساعدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حملته الانتخابية".

سوريا: ودانت وزارة الخارجية السورية تصريحات ترامب ووصفتها بـ"اللامسؤولة"، مؤكدة "انحياز الولايات المتحدة الأعمى لإسرائيل". ونقلت وكالة سانا عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية أن "هذا الموقف الأميركي تجاه الجولان السوري المحتل يعبر وبكل وضوح عن ازدراء الولايات المتحدة للشرعية الدولية وانتهاكها السافر لقراراتها وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، الذي صوت عليه أعضاء المجلس بالإجماع بمن فيهم الولايات المتحدة والذي يرفض بشكل مطلق قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التعسفية في خصوص الجولان ويعتبره باطلا ولاغيا ولا أثر قانونيا له".

وأضاف "أصبح جليا للمجتمع الدولي أن الولايات المتحدة بسياساتها الرعناء، التي تحكمها عقلية الهيمنة والغطرسة باتت تمثل العامل الأساس في توتير الأوضاع على الساحة الدولية وتهديد السلم والاستقرار الدوليين"، مضيفا أن "ذلك يحتاج وقفة جادة من دول العالم لوضع حد للصلف الأميركي وإعادة الاعتبار للشرعية الدولية والحفاظ على السلم والأمن والاستقرار في العالم"، مؤكدا أن "تصريحات الرئيس الأميركي لن تغير أبدا من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريا"، مضيفا أن "ذلك سيزيد الشعب السوري عزيمة وتصميما وإصرارا على تحرير هذه البقعة الغالية من التراب الوطني السوري بكل الوسائل المتاحة".

وفي ردود الفعل الداخلية، قالت قيادات شعبية في الجولان إنّ "الجولان لا يمكن أن يكون إسرائيلياً بقرار إسرائيلي أو أميركي"، مشيرة الى أنه "عربي سوري بإنتمائه وأهله وحقيقة التاريخ والجغرافيا هي التي تؤكّد ذلك"، مشدّدةً على أنّ "الجمهورية العربية السورية وحدها من تقرر مصيره".

الامم المتحدة: وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن "المنظمة الدولية ملتزمة بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة التي تنص على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل اسرائيل هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي".

الجامعة العربية: أما جامعة الدول العربية، فأكد أمينها العام أحمد أبو الغيط أن "الجولان أرض سورية محتلة من قبل اسرائيل بواقع القانون الدولي والمنظمة ستقف مع حق سوريا في هذه المنطقة"، مضيفا أن "التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأميركية والتي تمهد لاعتراف أميركي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي. ولا يحق لدولة مهما كان شأنها أن تأخذ مثل هذا الموقف كما أنه اعتراف، إن حصل، لا ينشئ حقوقا أو يرتب التزامات ويعتبر غير ذي حيثية قانونية من أي نوع". وشدد على أن "الجولان أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي"، مشيرا الى أن "عنصر مرور الوقت على الاحتلال الإسرائيلي لا يشرعنه أو يجعله مقبولا دوليا بل يظل جرما ينبغي تصحيحه وليس تقنينه كما يهدف البعض". وأكد أن "الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة"، مردفا "لدينا موقف واضح مبني على قرارات في هذا الشأن وهو موقف لا يتأثر إطلاقا بالموقف من الأزمة في سوريا". وختم قائلا "أدعو الولايات المتحدة إلى العودة عن هذا النهج الذي يدمر ما تبقى من رصيد ضئيل لوساطة أميركية قد تنهي النزاع سياسيا. أدعوهم إلى مراجعة هذا الموقف الخاطئ، والتفكير بعمق في تبعاته القريبة والبعيدة".

مجلس التعاون الخريجي: كذلك، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني عن أسفه لــ"التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي"، مشيرا الى أنها "لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها إسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من حزيران 1967". وأوضح أن "تصريحات ترامب تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، والذي لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية التي احتلتها في العام 1976م، بما في ذلك مرتفعات الجولان السورية، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي"، داعيا المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي الى "الالتزام بقرارات الشرعية الدولية باعتبار مرتفعات الجولان السورية أرضا عربية محتلة".

الاتحاد الاوروبي: الاتحاد الاوروبي ندد كذلك، وقالت المتحدثة الرسمية باسمه مايا كوسيانتشيتش إنه "لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل"، مضيفة أن "موقف الاتحاد إزاء انتماء مرتفعات الجولان لم يتغير، فبموجب القانون الدولي، لا يعترف الاتحاد بسيادة إسرائيل على الأراضي التي احتلتها في عام 1967، بما فيها مرتفعات الجولان، ولا يعتبرها جزءا من الأراضي الإسرائيلية".

روسيا: وأعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن "تصريحات الرئيس ترامب تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط"، مضيفا "من الممكن أن تؤدي مثل هذه الدعوات إلى استمرار زعزعة الوضع المتوتر في الشرق الأوسط بشكل جدي. وفي أي حال من الأحوال لا تتفق هذه الفكرة بصورة أو بأخرى مع أهداف التسوية في الشرق الأوسط، بل بالعكس"، مشيرا الى أن "كلام ترامب دعوة فقط لا غير، ونأمل بأن يبقى كذلك". من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن "تغيير صفة الجولان هو التفاف على مجلس الأمن وانتهاك مباشر للقرارات الأممية". وأضافت "روسيا الاتحادية كما تعلمون، تتخذ موقفا مبدئيا من مسألة ملكية الجمهورية العربية السورية لمرتفعات الجولان. هذا مؤكد في القرار 497 لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة للعام 1981. كما يبقى تقييمنا للقرار الإسرائيلي ذو الطابع غير القانوني، ببسط سيادتها على مرتفعات الجولان، والذي اتخذ كقانون أساسي في العام 1981"، مشيرة الى أن "تغيير وضع مرتفعات الجولان بالالتفاف على مجلس الأمن، يعتبر انتهاكا مباشراً لقرار الأمم المتحدة".

كما أكد عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أوليغ مورو-زوف أن "روسيا لن تعترف أبدا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة".

فرنسا: من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية "عدم اعترافها بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل"، مؤكدة أن "سيادة إسرائيل على هذه المنطقة تتعارض مع القانون الدولي". وقالت الخارجية الفرنسية إن "الجولان أرض محتلة من قبل إسرائيل منذ عام 1967، وفرنسا لا تعترف بضمها لإسرائيل عام 1981"، مشيرة إلى أن القرارات الدولية تعتبر ضم الجولان لإسرائيل غير شرعي وباطلا من الناحية القانونية". وأضافت أن "الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل تتعارض مع القانون الدولي، وخاصة مع التزام الدول بعدم الاعتراف بأوضاع غير شرعية".

ألمانيا: كذلك، أعلنت ألمانيا رفضها لقرار ترامب، وقالت المتحدثة باسم الحكومة أولريكه ديمر إن "تغيير الحدود الوطنية يجب أن يتم بطرق سلمية من قبل كافة الأطراف المعنية". وأضافت أن "الحكومة ترفض الخطوات أحادية الجانب"، مشيرة إلى أن "موقف برلين بشأن الجولان لا يزال من دون تغيير وفقا للقرارات الدولية القائمة". وأعادت إلى الأذهان أن "قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 الصادر في عام 1981 يعتبر ضم إسرائيل للجولان غير شرعي وباطلا من وجهة نظر القانون الدولي".

ايران: وأدان المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي موقف الرئيس الاميركي، مؤكدا ان "الجولان جزء من الأراضي السورية ، ولا يوجد حل آخر سوى انهاء الاحتلال"، مؤكدا أن "استنادا الى قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن، يعتبر الجولان منطقة سورية محتلة".

تركيا:  من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أننا "لن نسمح بشرعنة "الاحتلال الإسرائيلي" لهضبة الجولان السورية"، معتبرا أن "قرار واشنطن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الهضبة يضع المنطقة على شفا أزمة جديدة". وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن "بلاده تدعم وحدة الأراضي السورية"، مشيرا إلى أن "محاولات الولايات المتحدة الأميركية إضفاء الشرعية على تصرفات إسرائيل في قضايا لا تتوافق مع القانون الدولي، لن تؤدي إلا لمزيد من العنف والألم في المنطقة".

مصر: وأكدت جمهورية مصر العربية على "موقفها الثابت باعتبار الجولان السوري أرضا عربية محتلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٤٩٧ لعام ١٩٨١ بشأن بطلان القرار الذي اتخذته إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائيّـة وإدارتها على الجولان السوري المحتل، وعلى اعتباره لاغياً وليست له أيّ شرعيّة دولية". وشدد بيان صادر من الرئاسة المصرية على "ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة من حيث عدم جواز الاستيلاء علي الأرض بالقوة".

فلسطين: وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات على "تويتر" "أمس اعترف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، واليوم يقول: من أجل أمن المنطقة يجب أن تكون هضبة الجولان السورية المحتلة تحت سيادة اسرائيل، ما الذي سيأتي به الغد؟ عدم استقرار وشلال دم في منطقتنا".

لبنان: أما في لبنان، فأجمعت مختلف الأطراف السياسية على اختلاف انتماءاتها على التنديد بتصريحات الرئيس ترامب.

السنيورة:  فاستنكر الرئيس فؤاد السنيورة "موقف ترامب"، مضيفا "هذا الكلام يعد من أخطر المواقف التي صدرت عن الرئيس الاميركي الحالي تجاه المنطقة لانه يحاول أن يشرع احتلالا لارض عربية تاريخية الهوية العربية وقد استولت عليها اسرائيل عن طريق الاغتصاب الغاشم". واعتبر أن "موقف ترامب يطيح بكل مبادرات السلام وبالموقف الاميركي التقليدي الذي لم يعترف يوما باحتلال اسرائيل للجولان كما انه يشرع الباب واسعا في كل العالم امام شريعة الغاب وأمام فتح الباب أمام فوضى دولية لكي يحتل كل بلد يشعر بالقوة وبالطمع أرض الغير". ودعا الى "أوسع عملية تضامن عربي في وجه المخاطر التي يطرحها موقف الرئيس الاميركي لانه سيدخل المنطقة في اتون جديد لن ينتهي بعد ان كان اعلن موقفه المعيب من الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل".

السيد: من جهته، غرد النائب جميل السيد عبر حسابه على تويتر قائلا  "ترامب:لإعتراف أميركا بسيادة إسرائيل على الجولان، ووزير خارجيته جاء يحرّض على المقاومة! لماذا الآن؟ هي مجرّد رسائل أميركية للداخل الإسرائيلي لإنجاح نتنياهو بإنتخابات ٩ نيسان! بيْع القمر لإسرائيل أهون من الجولان، وكلام بومبيو لن يهزّ مقاومة هزمت إسرائيل وداعش! وما حدا بالبلد يِنْغشّ".

حركة "أمل": ودان المكتب السياسي لحركة امل قرار ترامب، مشيرا الى أن "الجولان كما فلسطين كما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تنضح بالهوية العربية ولم يغيّر من هذا الواقع اي موقف".

بشار الجعفري: أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن "الولايات المتحدة لا تمتلك أي حق يخولها تحديد مصير الجولان السوري"، مشيراً إلى أن "تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الجولان يؤكد انحياز الولايات المتحدة الأعمى لإسرائيل". وخلال تصريح صحفي في نيويورك، لفت الجعفري إلى أن "أي قرار أميركي باعتبار أراضي الجولان تابعة للاحتلال الإسرائيلي سيكون عملا عدوانيا واستفزازيا وغير شرعي"، مشدداً على أن "السياسة الأميركية باتت تمثل العامل الأساس في توتير الأوضاع على الساحة الدولية". وطالب الجعفري "الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومجلس الأكم بإدانة تصريح ترامب بشأن الجولان"

الخارجية البريطانية: أكدت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، أن “المملكة المتحدة تنظر إلى مرتفعات الجولان على أنها أراضٍ تحتلها إسرائيل”، مشيرة إلى أنه “يحظر ضم الأراضي بالقوة بموجب القانون الدولي ، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة”. وشددت الخارجية البريطانية على “أننا لم نعترف عام 1981 بضم إسرائيل للجولان وليس لدينا نية لتغيير موقفنا”.

قطر: من جهتها رفضت قطر بـ”شدة نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان”، مؤكدة “اعتبارها لهذه المنطقة أرضا عربية سورية محتلة إسرائيليا”.

وقالت الخارجية القطرية، في بيان: “إن دولة قطر تؤكد موقفها المبدئي والثابت بأن هضبة الجولان أرض عربية محتلة”، معربة عن “رفضها بأشد العبارات لأية محاولات للقفز فوق القرارات الدولية التي تؤكد تبعية الجولان المحتل لسوريا وتصف استيلاء إسرائيل عليها بالاحتلال”.

وأضافت: “نؤكد أن مساعدة الاحتلال الإسرائيلي على ازدراء القرارات الأممية ذات الصلة بهضبة الجولان المحتلة وخصوصا قرار مجلس الأمن رقم 497 لسنة 1981 لن تغير من حقيقة أن الهضبة أرض عربية محتلة”، مشيرة إلى “أن فرض إسرائيل قوانينها وولايتها وإدارتها على الجولان يعد باطلا ولاغيا ومن دون أي أثر قانوني”.

وشددت على “ضرورة امتثال الاحتلال الإسرائيلي لقرارات الشرعية الدولية بالانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة بما فيها هضبة الجولان”، مؤكدا أن “أية قرارات أحادية للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان ستشكل عائقا كبيرا أمام السلام المنشود بالمنطقة”.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o