Feb 23, 2018 5:00 PM
تحليل سياسي

حرص دولي على الاستقرار يظلل مفاوضات الاشكال النفطي تخوف قواتي من صفقة سياسية لتمرير بواخر الكهربــاء مجلس الامن يصوت مساء على قرار لوقف النار في سوريا

المركزية- فيما يستمر طيف الاشكال النفطي مع اسرائيل مظللا المشهد الداخلي بعيد مغادرة نائب وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى دايفيد ساترفيلد لبنان، عكست المواقف السياسية والدبلوماسية حرصا دوليا على الاستقرار وانجاز التحضيرات اللبنانية لانعقاد مؤتمرات الدعم الدولي المفترض ان ترفد الداخل بجرعات "اوكسيجين" اقتصادية وعسكرية واجتماعية باتت اكثر من ملحة.

"التحكيم" والا: فغداة مغادرة ساترفيلد، سُجل موقف لافت لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون طالب فيه اسرائيل "باللجوء الى التحكيم، والا قد تكون النتائج مأساوية واسرائيل تدرك ما معنى ان نصل لهذه النتائج". وأكد في حديث لقناة "السومرية" العراقية، "ان الوضع الحالي لا يسمح لإسرائيل ان تتخطى الحدود لان هناك قرارا لبنانيا بالدفاع عن هذه الحدود برا وبحراً، مشيرا الى أنه اثار أمام وزير الخارجية الاميركية ريكس تيليرسون مشكلة النزاع مع اسرائيل حول حدود لبنان البحرية والبرية، وأوضح له أن لدى لبنان خرائط تعود الى عشرينات القرن الماضي تثبت حقوقه بأرضه وهي موجودة بيد العالم بأسره، ولا يمكن التلاعب بها، معتبراً ان ما تطالب به اسرائيل في هذا السياق يؤدي الى خسارة هذه الحقوق. واعتبر عون أن "يمكن اللجوء الى طرف ثالث خبير في مثل هذه النزاعات تحت رعاية الامم المتحدة، لتحديد الحدود والبت في هذه المشكلة".

روسيا تدعم الاستقرار: ولم يغب النزاع الحدودي عن لقاءات قصر بسترس. اذ وبعد تسليمه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رسالة من نظيره الروسي سيرغي لافروف، قال سفير روسيا الكسندر زاسبكين "إنها لم تأت (الرسالة) على ذكر النزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل حول البلوك رقم 9، موضحا ان "لا دور مميزا لروسيا في هذا الموضوع، والصورة واضحة للجميع، وموقف لبنان معروف دوليا. ولدينا شركة روسية تشارك في ائتلاف شركات التنقيب عن النفط. واذا حصل اي اشكال في المرحلة المقبلة فالآليات الدولية معروفة، ويهمنا ان تكون الاوضاع في المنطقة مستقرة".

الاولوية للهدوء: كما استقبل باسيل المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان برنيل كاردل التي وصفت الاجتماع بالجيد، وقالت "ناقشنا القضايا الرئيسية التي يواجهها لبنان وما يتعلق منها باستقراره، كما استمرار التعاون والشراكة بيننا". زارت الدبلوماسية الاممية بيت الوسط حيث التقت رئيس الحكومة سعد الحريري وكان بحث في مسألة الخط الأزرق حيث شددت على أهمية إبقائه آمنا.

مؤتمرات الدعم: على صعيد آخر، أعلنت كارديل عقب اللقاء "انها ناقشت خلال زيارتها موسكو وباريس ولندن وروما وأبو ظبي، كيفية استمرار المجتمع الدولي في دعم لبنان لتخطي المراحل الصعبة التي يمر بها وحتى المشاركة في المؤتمرات الدولية ذات الصلة، وإجراء الانتخابات النيابية". وليس بعيدا، بحث وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع سفير الصين في لبنان وانغ كي جيان، في التحضيرات لمؤتمر "روما 2" الذي سيعقد في إيطاليا الشهر المقبل، وسبل التعاون لتعزيز دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وكيفية إنجاح المؤتمر.

انتخابات في الداخلية: أما انتخابيا، فاستقبل وزير الداخلية عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب آلان عون، الذي قال إنّه اطمأنّ إلى "جهوزية وزارة الداخلية لإتمام الاستحقاق الانتخابي على أكمل وجه، وكان حوار حول التحالفات الانتخابية وتوافقنا أيضاً على أنّ الموقف اللبناني الموحّد بوجه التهديدات الإسرائيلية هو الذي يحمي لبنان".

وفي السياق، تواصلت الاتصالات بين القوى السياسية بوتيرة متسارعة لحسم التحالفات قبل موعد 26 آذار، على ان تبدأ الصورة بالتظهّر تباعا اعتبارا من الاسبوع المقبل، حيث يفترض ان يحدد كل طرف سياسي موقعه وتموضعه قبل اقفال باب الترشيحات في 6 آذار، وليتسنى في الدوائر، حيث لا ينجح التحالف بين طرفين اساسيين نسج تحالفات مع قوى وشخصيات اخرى. واكدت اوساط مطلعة على خبايا المفاوضات الانتخابية بين القوى السياسية الابرز التي لم تحسم تحالفاتها بعد، "المستقبل"، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ان معظم ما يتردد في الاعلام عن حسم تحالفات غير دقيق في الشق الاكبر منه، ذلك ان اي فريق من الثلاثة لم يحسم وضعه بعد ويمكن ان يستجد في اي لحظة ما يقلب الامور ويغير الاسماء. الا انها اشارت الى ان الصورة النهائية يفترض ان تتوضح مطلع الاسبوع خصوصا حيث تم تحديد الدوائر الممكن التحالف فيها بين هذه القوى ثنائيا او ثلاثيا، الا ان القرار لم يتخذ حتى الساعة.

القوات: وليس بعيدا، قالت اوساط قواتية لـ"المركزية" ان وضعها في المتن جيد وقادرة بمرشحيها المطروحين حتى الساعة، ادي ابي اللمع، ميشال مكتّف ورازي الحاج ومن ينضم الى اللائحة على تأمين الحاصل الانتخابي، خلافا لكل الادعاءات، نافية التراجع عن الاسماء التي طرحتها ان في المتن او في جبل لبنان. اما عن التحالف مع الاشتراكي، فأفادت ان النائب نعمة طعمة الذي زار معراب امس نقل رسائل وصفتها بالجيدة والايجابية، عكست حرصا متبادلا على بلوغ مرحلة التحالف، على رغم وجود حرص مماثل على التحالف مع التيار الوطني الحر. واكدت ان القرار بإعلان ترشيحات زحلة سيتخذ خلال ساعات، كاشفة انها ستتضمن اسماء جديدة.

صفقة الكهرباء: وسط هذه الاجواء، وعلى وقع موقف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي قال امس "لسنا موافقين على صفقة البواخر وأقولها علنا، نحن مع إنشاء معامل إنتاج لبنانية لكنهم يضعوننا أمام معادلة، إما بواخر او لا كهرباء، وأتوقع ان تمر الصفقة في مجلس الوزراء رغم اعتراضنا،"، شهدت معراب استنفارا عاما لمواجهة ما رأت فيه، كما ابلغت "المركزية" صفقة سياسية كبرى يجري العمل على عقدها، يغطيها حزب الله تحديدا، وإلا، كيف لنائب الامين العام للحزب ان يتوقع تمرير الصفقة ما دامت معظم القوى الحكومية تعارضها؟ القوات اللبنانية، حزب الله، حركة امل، تيار المردة والحزب الاشتراكي. فهي اذا ما طُرحت على التصويت يفترض منطقيا ان يكون مصيرها السقوط، الا اذا كان وراء الاكّمَة ما وراءها، بحيث يتم اعداد سيناريو لتمرير الصفقة، ان بتغيب وزراء او انتهاز ظروف سياسية معينة او غيرها من الطروحات التي يتقنها جيدا مُخرج صفقات المقايضة الذي يجاهر في العلن بالرفض المطلق ويغطي الصفقات ضمناً.
واكدت ان في حال تم تمرير الصفقة فسيكون لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع موقف مدوٍ يعبر عن قناعات القوات.

مجلس الامن مجددا: اقليميا، وغداة فشل مجلس الأمن أمس في اتخاذ قرار بشأن الوضع في غوطة دمشق الشرقية، بسبب مطالبة روسيا بتعديلات على المشروع الكويتي - السويدي الذي يدعو لهدنة ومساعدات إنسانية، قالت بعثة الكويت في الأمم المتحدة التي ترأس مجلس الأمن الدولي خلال شباط، إن المجلس سيجري تصويتا مساء اليوم على مشروع قرار يطالب بـ وقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما في سوريا للسماح بتسليم المساعدات والإجلاء الطبي. وفي وقت أعلنت الفصائل المسلحة في الغوطة تأييدها مشروع القرار السويدي الكويتي لوقف فوري للنار، أكد ستيفان دي مستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لدى سوريا، أن "هناك حاجة ماسة لوقف إطلاق النار لمنع قصف الغوطة الشرقية المحاصرة وإدخال المساعدات الانسانية اليها. وشدد على ضرورة وقف قذائف الهاون التى تستهدف دمشق، محذرا من ان "تصعيد القتال في الغوطة الشرقية السورية المحاصرة قد يجعلها "حلب ثانية". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o