Mar 20, 2019 2:33 PM
خاص

الخوف والمساعدات خلف عدم عودة النازحين... فلمَ التطبيع والزيـارات؟
الاسد لا يريد اعادتهم قبل تعديل الدستور والانتخابات الرئاسية في 2021

المركزية- في بيان توضيحي حول النازحين السوريين العائدين إلى بلادهم منذ شهر كانون الاول 2017، افادت المديرية العامة للأمن العام ان عددهم حتى 19 الجاري، بلغ 172046 نازحًا. هذه العودة المنظمة من المعبر الامني اللبناني، بفعل تسهيلات ادارية تطبقها المديرية على المعابر بتفويض من رئيس الجمهورية، على اهميتها، تبقى دون الهدف الذي يتطلع اليه جميع اللبنانيين والمفترض ان يعيد المليوني نازح تقريبا الموجودين في لبنان بأوزارهم الثقيلة.

وفيما يبدو المسار متعثرا والمبادرات الدولية الى انكفاء نتيجة التعقيدات المحيطة بالعودة، تقول مصادر سياسية سيادية مطّلعة على حيثيات الملف لـ"المركزية" ان كل الكلام الخلافي الذي يدور في الفلك اللبناني حول الوسيلة الانجع لاعادة النازحين من دون طائل، لا بل يعرقل اكثر مما يفيد. اذ يتبين يوما بعد يوم ان الملف اكبر من قدرة لبنان على حله. فلا زيارات بعض الوزراء الى سوريا تقدم قيد أنملة، ولا التطبيع مع النظام السوري من شأنه ان يحل الازمة، ولو كانت هذه الفرضيات صحيحة لأعاد الاردن جميع النازحين السوريين الموجودين على اراضيه الى ديارهم منذ زمن، بفعل العلاقات الجيدة التي تربطه بالنظام، وقد استضافت أخيرا رئيس مجلس الشعب السوري حمودة الصباغ، الذي شارك على رأس وفد برلماني رفيع المستوى، في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، تحت شعار "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين". ولو ان هذا الطرح واقعي لتمكن حزب الله الموجود سياسيا وعسكريا "قلباً وقالباً" في سوريا من تحقيق خرق الحد الادنى في جدار الازمة. الا ان الثابت لا بل الاكيد بحسب المصادر ان النظام السوري لا يريد عودة هؤلاء في المرحلة الراهنة.

لماذا؟ تعرب اوساط دبلوماسية غربية عن اعتقادها ان لا رغبة لدى الرئيس بشار الاسد بإعادة النازحين قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في العام 2021. وقالت لـ"المركزية" انه يسعى لانجاز التعديلات على الدستور الجديد والتصويت عليها في غياب سوريي اللجوء كون معظمهم من معارضي النظام بما يرفع حظوظ تمريره بما يناسبه.

من جهتها، تشير المصادر السيادية الى ان الفريق المؤيد للتطبيع مع سوريا والداعي الى فتح سجل الزيارات الحكومية اللبنانية الى النظام لاضفاء بعض من الشرعية العربية والدولية التي يفتقدها منذ العام 2012، يقر بنفسه بعدم صوابية طروحاته، فوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اعلن امس في مقابلة تلفزيونية ان "قسما من السوريين لا يستطيعون العودة جرّاء الخوف والظروف، والقسم الآخر الذي لا يعود بسبب المساعدات الدولية التي يحصل عليها هنا. ولذلك نتحدث عن عودة آمنة كريمة وليس طوعية، لأنه قد يبقى هنا ويصبح الامر توطيناً". في هذه العبارة بالذات تكمن المفارقة، بحسب المصادر، فالوزير باسيل الذي هاجم مؤتمر بروكسل -3 باعتباره يدفع في اتجاه ابقاء النازحين حيث هم، وتاليا يفترض على السلطة السياسية ان تتواصل مع النظام لاعادتهم، يحدد بنفسه اسباب عدم العودة بالخوف الذي لا يمكن للنظام ان يبدده ما دام هو مصدره، واللبنانيون الذين ذاقوا طعمه على مدى عقود اكثر الضنينين به، والمساعدات الدولية التي لا يملك الاسد زمام المبادرة في شأنها، فما الداعي والحال هذه الى التواصل معه؟

واذ تؤكد ان بقاء النازحين في الدول المضيفة يخدم النظام السوري اولا، بدليل انه لا يخطو خطوة واحدة تحفيزية في سبيل تشجيع ابناء الوطن على العودة ، حتى ان سفيره في بيروت لم يعرّج مرة على مخيم للنازحين، تشير الى ان بوابة العودة الفعلية تكمن في الحاجة الملحّة إلى إصدار عفو عام عن جميع  السوريين المتخلفين عن الخدمة العسكرية، وبعدها العنصر المادي الذي لن يكون عائقا اذا ما تبدد عنصر الخوف والخطر المتربص بالعودة، فيصار انذاك الى تقديم المساعدات المالية للعائدين لاعادة بناء ما تهدم وتوفير الحد الادنى من مستلزمات العيش، ولو بعد حين.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o