Feb 23, 2018 3:50 PM
خاص

"بعد انعطافة أميركية.. روسيا تعيد ترتيب أوراقها في الغوطة" عبد القادر: موسكو تفعل انخراطها عسكريـاً وتحيي "أستانة"

المركزية- انتهت جلسة مجلس الامن الخاصة بسوريا أمس من دون اتخاذ قرار بشأن المشروع الكويتي-السويدي حول هدنة لثلاثين يوما في أنحاء البلاد كافة، من ضمنها الغوطة الشرقية الخاصرة الرخوة لدمشق التي تشهد قصفا مكثفا حصد منذ الاحد مئات الضحايا من النساء والاطفال. فبعد جلسة استغرقت أكثر من ساعتين، أعلن رئيس المجلس السفير الكويتي منصور العتيبي، فض الجلسة من دون التصويت على المشروع نظرا لمطالبة روسيا باستثناء المنظمات الارهابية من وقف اطلاق النار. 

وتشهد الغوطة منذ يوم أمس إسقاط مناشير من مروحيات عسكرية سورية تدعو المسلحين الى إخلاء  المناطق وتسليم أنفسهم، وسط تأكيد سوري بأن المدينة ستكون حلب ثانية، هي التي كانت إحدى مناطق خفض التصعيد الاربع التي أقرها اتفاق أستانة.

التصعيد في الحديقة الخلفية لدمشق يأتي على وقع تلويح روسي باستعمال حق النقض الفيتو في مجلس الامن، ضد القرار الذي قد يحرمها من تكرار انتصار حلب، في لحظة حرجة من عمر الازمة السورية، فعّلت خلالها أميركا انخراطها العسكري والسياسي، فما كان من موسكو إلا أن ردت بتعزيز سلاحها الاستراتيجي عبر استقدام مقاتلات سوخوي 57 وسفن إنزال.

العميد المتقاعد نزار عبد القادر أشار عبر "المركزية" الى أن "من خلال الغوطة، تحاول روسيا إعادة ترتيب أوراقها، في محاولة لاعادة إحياء مسار أستانة، بعد فشل مؤتمر سوتشي، وتأكيد دورها المحوري في عملية السلام. من هنا لا بد من تصعيد ميداني، تستثمره موسكولاستعادة موقعها بين اللاعبين الاساسيين".
ولفت الى أن "روسيا تسعى الى تكرار تجربة حلب في الغوطة، لتؤمن بذلك كامل المنطقة الغربية"، مشيرا الى أن "النظام من جانبه، يسعى من وراء استعادة الغوطة الى تحرير العاصمة من حزام المعارضة الذي يهددها، فضلا عن استعادة كامل شرعيته. أما إيران فهي معنية أيضا بتأمين محيط العاصمة وداخلها، من خلال العمل على ترنسفير مذهبي يتلاءم مع الثقل العلوي الموجود، لتفرض ساحلا سوريا متجانسا مواليا لها، يضمن حصة إيران على خارطة توزيع القوى المتحاربة".

وعن الربط بين الغوطة وعفرين، والتسهيلات التي يمكن أن تقدمها أنقرة لموسكو مقابل "السكوت" عن تدخلها في عفرين، قال "هناك نوع من مقايضة بين البلدين، فالحلف الثلاثي بين إيران روسيا وتركيا قائم على وحدة المصالح، التي تفرض التنسيق والارتباط فيما بينهما، فسقوط طرف سينعكس تلقائيا على الآخر. من هنا يمكن تفسير الموقف الروسي من عملية "غصن الزيتون".

وتعليقا على التسليح الروسي الاستراتيجي الجديد، قال "بعد أن قلص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدد قواته في سوريا تمهيدا للعملية الانتخابية في الداخل، عاد وفعّل تدخله بعد فشل سوتشي، والانخراط الاميركي المتزايد"، مشيرا الى أن "ذلك لا يعني توقع مواجهة أميركية- روسية مباشرة، فالجباران مدركان حدود انخراطهما في سوريا وقواعد اللعبة بينهما"، مضيفا أن "واشنطن بلورت أخيرا سياسة واضحة في سوريا، تقوم بشكل أساس على دور يتلاءم مع حجم أميركا في الشرق الاوسط والعالم، الامر الذي قد يفتح الازمة على احتمالات شتى، لكن المؤكد فيها أن اختلال التوازن لصالح موسكو لم يعد قابلا للصرف، ومستقبل سوريا بات أسير دولتين وليس دولة واحدة".

وعلى صعيد عفرين، واحتمال نشوء نزاع مباشر سوري- تركي، أشار الى أن "النظام لم يستقدم قوات نظامية الى عفرين بل شعبية، لتجنب أي إحراج في حال حصول احتكاك مباشر مع الاتراك"، مشيرا الى أن "الدخول السوري يُعتبر بمثابة اختبار لنوايا تركيا أكثر من كونه تدخلاً"، مشيرا الى أن "المدينة ستشهد الكثير من عمليات الكر والفر، بانتظار تبلور موقف موسكو وامكانية التوفيق بين حليفيها التركي والسوري".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o