Mar 19, 2019 3:00 PM
اقتصاد

افتتاح مؤتمر "نحو سياحة مستدامـة" بتنظيم المجلس الاقتصـادي والاجتماعي
كيدانيان ممثلاً الحريري: التعاون بين الوزارة والقطاع الخاص يمكّننا من تحقيقها

المركزية- برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري، افتُتح مؤتمر "نحو سياحة مستدامة" الذي ينظمه المجلس الاقتصادي والاجتماعي في "إيرينا سي سايد"، بالاشتراك مع وزارة السياحة والنقابات السياحية، وبالتعاون مع برنامج تعزيز الحوار الاجتماعي في لبنان، المموّل من الاتحاد الأوروبي والمنفذ من وزارة العمل، في حضور وزير السياحة أفيديس كيدايان ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري، وزير الاتصالات محمد شقير، وزير الإعلام جمال الجراح،  النواب ايوب حميد وسيمون ابي رميا ونزيه نجم، وزير السياحة الأردني السابق والرئيس السابق لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي، مدراء عامين، رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، رؤساء قطاعات اقتصادية، وحشد من رجال الاعمال والعاملين في القطاع السياحي.

كيدانيان: ممثل الرئيس الحريري، الوزير كيدانيان رحّب بالحضور "لا سيما وزير الاتصالات محمد شقير الذي لا يترك فرصة إلا وتعاون مع وزارة السياحة، للارتقاء بالقطاع السياحي الى الافضل"، وأثنى على "الدور الفاعل الذي يلعبه المجلس الاقتصادي والاجتماعي على الساحة الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما رئيس المجلس شارل عربيد"، فقال: التعاون بين وزارة السياحة والقطاع الخاص سيمكّننا من الوصول إلى سياحة مستدامة. ولحسن الحظ بأن خطة "ماكينزي" اعتبرت أن السياحة في لبنان أحد الموارد الاساسية التي يتّكل عليها للخروج من الازمة الحالية، وللمرة الاولى نشعر باننا نعمل في هذا القطاع بتقنية وإمكانات علمية، ونعمل على سياحة استراتيجية تعتمد التفاعل بين القطاعين العام والخاص.

شقير: بدوره قال الوزير شقير: بالنسبة إلينا كقطاع خاص جاهزون دوماً للذهاب بعيداً، وكذلك على أتمّ الاستعداد لبناء شراكة فعلية مع القطاع العام خدمة لاقتصادنا ومجتمعنا. وهنا لا بد من الإشادة بأداء الوزير أفيديس كيدانيان الذي قطع شوطاً كبيراً في هذه الشراكة، وأنا كلي ثقة بأن هذا التعاون البنّاء مع النقابات السياحية، سنتمكن من إحداث نقلة نوعية على مستوى القطاع السياحي.

وأضاف: مما لا شك فيه أن الرهان كبير على القطاع السياحي للمساهمة بشكل فاعل في إنقاذ اقتصادنا، خصوصاً أن استعادة ما خسرناه من مداخيل سياحية، أي حوالي 4 مليارات دولار في السنة، كفيلة بقلب الواقع رأساً على عقب. ولا بد أيضاً من الأخذ في الاعتبار والتركيز على استعادة الاشقاء الخليجيين الذين يشكلون ثقلاً وازناً في سياحتنا. نعم "نحو سياحة مستدامة" لأننا نمتلك كل الامكانات والطاقات، ولأن السياحة تعيش في قلوبنا ووجدانا وعقولنا، وبإذن الله سيبقى لبنان لؤلؤة المتوسط وقبلة الشرق والغرب.

البعثة الأوروبية: نائبة رئيسة البعثة الأوروبية في لبنان جوليا كوش دو بيولي لفتت من جهتها الى ان "خطة ماكنزي حددت قطاع السياحة على انه احد المحرّكات الرئيسية للنمو والازدهار"، معتبرة أن "السياحة يمكنها ان تحقق موارد كبرى بالنسبة الى لبنان، فهي وسيلة لتطوير المناطق الريفية المتأخرة نسبة الى بيروت الكبرى"، مشددة على وجوب "المحافظة على الإرث الذي تتمتع به هذه المناطق وأن يتم تعزيزه من خلال عمل الوزارات المعنية كافة، وقالت "عندما نتكلم عن السياحة نتكلم ايضاً عن البنية التحتية للنقل،لانه قطاع أساسي لتطوير السياحة وتنميتها سواء كنا نتحدث عن المناطق الريفية او عن مدينة بيروت، ذلك ان تحسين الطرق وإمكان الوصول الى المناطق السياحية وتطوير البنية التحتية للنقل العام كلها امور أساسية لتطوير السياحة وتطوير البلد وتنميته. وكررت ان "قطاع السياحة يمكنه ان يعزز الاقتصاد في البلد بنسبة كبيرة لكن ذلك يجب ان يترافق مع مجموعة إجراءات"، مشددة على ان "تطوير السياحة في المناطق الريفية يعزز قيمة هذه المناطق لكن يجب تنظيم هذا القطاع، والحرص على جودة المنتجات السياحية التي تقدم وان تراعى الأسعار لتتمكن كل شرائح السياح من الوصول الى تلك الخدمات، كما يجب ان تترافق كل هذه الجهود مع تعزيز الامن"، ورأت ان "تنمية السياحة في المناطق الريفية تعزّز المواءمة الاقتصادية، بين مختلف القطاعات في البلد وتعزّز اللحمة الاجتماعية في البلد، وتساعد على هدم الحواجز التي لا تزال قائمة بين المجتمعات المختلفة في لبنان"، مشيرة الى ان "تعزيز اللحمة الاجتماعية والموارد السياحية وتطوير البنى التحتية والوسائل السياحية، يساهمان في عودة السياح".

وختمت: إن إنشاء هيئة معنية بالسياحة مسألة أساسية، لكن الحكومة يمكنها سدّ هذه الثُغَر من خلال إشراك كل المعنيين بالأرياف والمناطق الحضرية في هذه الجهود.

عربيد: وبعدما رحّب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد بالمشاركين في المؤتمر، قال: ان السياحة تحديداً هي أكثر الأنشطة الاقتصادية تأثراً بسمعة البلد المستضيف. وتحدد هذه السمعة الرعاية الإجرائية التي تهدف إلى حماية الزائرين بأمنهم وحقوقهم ومالهم. و‏لا شك في أن معالجة هذه الناحية السلبية تتطلب تكثيف التواصل الرسمي والقطاعي مع الخارج، ونحن نرى هذا المؤتمر والمؤتمرات الأخرى المقبلة التي ننوي إطلاقها كخطواتٍ ضمن هذا المسار.

وأضاف: إن كنت أرغب في ترك البحث في عمق الرؤية السياحية لمؤتمركم هذا للاستفادة من خبرات المشاركين، إلا أنني أجد أنه من المناسب الإشارة إلى بعض الملاحظات الهامة في هذا الإطار. وأولها الحاجة إلى تزخيم الحركة السياحية على مدار السنة لخلق فرص عملٍ ثابتة غير موسمية، خصوصاً أن الحركة السياحية هي منشّطٌ قوي لتجارة التجزئة، أي للطلب الاستهلاكي، وهو المكوّن الأكبر للطلب الكلّي، أي للنشاط الاقتصادي برمّته. وهذا الترابط بين تجارة التجزئة مثلاً والحركة السياحية يجذب السائحين ويدفع لبنان إلى مكانة اقتصادية كان فقدها لفترة من الزمن.

ولفت عربيد الى ان "الاستثمار في البنى التحتية هو استثمار ذو مردود عالٍ من ناحيتي المداخيل السياحية المتأتّية منه، وفرص العمل الناتجة عنه"، وشدد على أن:

لا سياحة مستدامة من دون استقرار سياسي.

لا سياحة مستدامة من دون بيئة نظيفة.

لا سياحة مستدامة من دون تكافل وتضامن سياسي.

لا سياحة مستدامة من دون صورة جميلة وسمعة طيبة للبنان.

لا سياحة مستدامة من دون إصلاح حقيقي في الأداء السياسي وفي الإدارة.

لا سياحة ولا اقتصاد مستدامين من دون ثقافة محاسبة حقيقية ووقف فوري للهدر وتقليص الأعباء.

وختم: هذه النقاط تعتبر من الممكنات التي يستطيع لبنان إنجازها والانطلاق من رحلة التخبط داخل دوائر مفرغة من تبادل التأثير السلبي بين المؤشرات الاقتصادية والقطاعات، إلى مرحلةٍ جديدة من تبادل التأثير الإيجابي بينها، أي إلى دومينو إيجابيات، لبنان قادر على إطلاق شرارته والعمل بجدية عليه، وصولاً إلى يوم الاحتفال بيننا.

الأشقر: بدوره، طالب رئيس اتحاد النقابات السياحية بيار الأشقر بتوجيه التوصيات والمقررات إلى أهل الحكم، من نواب ووزراء ومؤسسات الدولة ومسؤولين، وقال: اتفقوا على ألا تختلفوا بل ألا تتفقوا علينا. اتفقوا على أن السياحة قاطرة أساسية في الاقتصاد اللبناني، وبين النقابات السياحية ووزارة السياحة تنسيق كامل للمطالب والخطط والتنفيذ وآداتها، فأين ما ذهبتم الجواب موحّد ومشترك فالنجاح موحّد ومشترك والفشل موحّد ومشترك،  نحنُ من مطالبي النجاح للعهد والحكومة ولنا أيضاً.

كنعان: أما رئيس لجنة السياحة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي وديع كنعان فقال: مؤتمرنا اليوم يهدف الى رسم خريطة طريق لتحقيق سياحة مستدامة، ولكن علينا قبل ذلك أن نسأل أنفسنا: هل نحن نملك بيئة سياحية صحية؟ هل الأمن والسلامة العامة متوفرة؟ هل نحن كلبنانيين نملك الإرادة للتعامل مع القضايا اليومية، ونستدرك تأثيرها على السياحة؟

أضاف: إذاً نحن اليوم، ننطلق من واقع ان لبنان ليس بلداً سياحياً، والمطلوب للوصول الى سياحة مستدامة هو واحد: قرار وطني جامع، إما أن يكون لبنان بلداً سياحياً أو لا يكون.

وستصدر عصراً توصيات المؤتمر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o