Mar 18, 2019 3:23 PM
خاص

اللّحمة السورية-الايرانية تشتد.. تنسيقٌ عسكري لحماية خط الامداد
الرد الروسي لن يتأخّر: إطلاق يد تل ابيب واتصالاتٌ مع واشنطن لمحاربة طهران

المركزية- يمضي النظام السوري قدما في طريق توطيد عرى علاقاته مع ايران، على حساب تلك التي تربطه بروسيا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". فاليوم، تستضيف دمشق محادثات ثلاثية يحضرها كبار المسؤولين العسكريين في إيران والعراق، يشارك فيها رئيسا أركان القوات العراقية والإيرانية ووزير الدفاع السوري علي أيوب. بحسب المصادر، يأتي هذا الاجتماع لتنسيق الخطوات "العسكرية" بين الاطراف الثلاثة في المرحلة المقبلة. ففيما لايران وجود في هذه الدول عبر الحشد الشعبي (في العراق) وعبر "الحرس الثوري" والفصائل الموالية لها ومنها "حزب الله" (في سوريا)، يبدو ان "الجمهورية الاسلامية" تتطلع الى وضع خطة تضمن بقاء خط الامداد العسكري واللوجستي، الممتد من ايران الى العراق فسوريا ولبنان، مفتوحا، في ظل المخاوف المتزايدة لدى طهران، من قرار دولي بقطعه نهائيا. ويبدو ان هذا المسار انطلق عمليا. فالمصادر تذكّر بمعلومات انتشرت في الساعات الماضية، تفيد بأن الرئيس السوري بشار الاسد، وافق خلال زيارته الاخيرة لايران، على ان تقيم الاخيرة قاعدة لها في مرفأ اللاذقية بحيث يصل عبرها السلاح الايراني الى سوريا وحزب الله في لبنان، عبر القصير. واذ تلفت الى ان موقف دمشق هذا، أثار استياء واسعا في موسكو، خاصة وان القاعدة المفترضة ستكون ملاصقة لقاعدة طرطوس الروسية من جهة، ولكونه يدل الى ان الاسد بات قلبا وقالبا في "حضن" طهران وقرر الابتعاد عن روسيا التي حمته بتدخّلها العسكري في النزاع منذ سنوات، من جهة ثانية، ولكونه ثالثا، يتعارض مع الاتفاق الدولي بضرورة خروج ايران من سوريا، تقول المصادر ان رد الفعل الروسي لن يتأخّر.

ففيما لم تستبعد ان يعزز قرارُ الاسد، العلاقاتِ الروسية – الاسرائيلية، بحيث تطلق موسكو في صورة أوسع، يدَ تل ابيب في سوريا لتنفيذ غارات وضربات ضد اهداف ومواقع ايرانية، تتحدث المصادر عن تواصل مرتقب بين الاميركيين والروس، ربما عبر وزيري خارجية البلدين مايك بومبيو وسيرغي لافروف، سيتم خلاله الاتفاق على آلية عمل لتطويق التمدد الايراني في سوريا والبحث في كيفية إخراج القوات الايرانية من البلاد. وكان رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، صوّب من دمشق أمس، على "الوجود غير الشرعي" للقوات الأجنبية على الأرض السورية. وبحسب ما نقلت وسائل إعلام إيرانية عن باقري، فقد ذكّر بأن "الوجود الإيراني هو بموجب دعوة من الحكومة السورية"، مشيراً إلى أن "القوات الموجودة في إدلب وشرق الفرات من دون التنسيق مع الحكومة... ستنسحب عاجلاً أو آجلاً".

من جانبه، أكد القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية الإيرانية، اللواء محمد علي جعفري، أن صواريخ حزب الله تغطي جميع الأراضي الفلسطينية. وخلال حديث في مناسبة الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، قال اللواء جعفري "لدى الصهاينة حلم باحتلال المنطقة من النيل إلى الفرات، وأرادوا تنفيذ هذا المخطط في الخمسين سنة الماضية، وليس فقط لم يستطع هذا الكيان المزيف التوسع أكثر، بل أنه محاصر بالكامل من محيطه، كما أنه فقد أيضا الكثير من الأراضي التي احتلها سابقا". وأوضح قائد الحرس الثوري الإيراني، أن الشعب السوري هو المحور الرئيسي لقوات المقاومة هناك، وقد تم تشكيل قوات شعبية في سوريا تضم نحو 100 ألف مقاتل، استطاعت هذه القوات أن تقف بوجه "داعش" و"جبهة النصرة" والمسلحين السوريين. وعراقيا، قال إن تم تشكيل قوات الحشد الشعبي في العراق، وقوامها 100 ألف مقاتل من أبناء الشعب، كما ذهبت بعض القوات الإيرانية إلى العراق، لغرض نقل خبراتها إلى تلك القوات الشعبية والمساهمة في إعدادها وتنظيمها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o