Feb 23, 2018 2:41 PM
خاص

حظوظ نجاح مبادرة الحوثيين ضئيلة لعدم لحظها تسليمَ السلاح إجماع دولي: لا حل إلا سياسيــــاً انطلاقا من الـ 2216

المركزية- اذا كان الملف السوري يتصدر اهتمامات المجتمع الدولي لا سيما أخيرا مع تدهور الوضع الانساني والعسكري في الغوطة الشرقية المحاصرة، فإن الازمة اليمنية لا تغيب هي الاخرى، عن قائمة القضايا التي تحظى برعاية خارجية، غربية وعربية وأممية، كبيرة.

فيوميات اليمن ميدانيا ومعيشيا لا تقل تعقيدا ودقة، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية"، وسط تخبط لا يزال يطبع حتى اللحظة كل محاولات تسوية النزاع المتوالي فصولا بين السلطة الشرعية المعترف بها دوليا من جهة، وقوات أنصار الله الحوثي من جهة ثانية. وفي اطار الكر والفر الحاصل، أحكمت قوات الجيش الوطني اليمني، المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، أمس، سيطرتها الكاملة على عدد من المواقع الاستراتيجية المحيطة بمركز مديرية باقم شمالي محافظة صعدة، بعد معارك عنيفة تكبّدت خلالها ميليشيات الحوثي، خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. وقال قائد اللواء الخامس حرس العميد صالح قروش، إن هذا التقدم يمثل نقطة الانطلاق لدحر الميليشيات من مركز مديرية "باقم" وتحريرها بالكامل، مشيراً إلى أن مركز المديرية باقم هو الهدف القادم خصوصاً بعد تحرير "مثلث باقم" ما جعل مناطق آل صبحان وجبال أبواب الحديد تحت نيران الجيش الوطني.

في المقابل، برز تقديمُ جماعة الحوثي مبادرة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، في الساعات الماضية، تتضمن "حلا جذريا" لأزمة اليمن عبر تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية و"رفع الحصار ووقف العدوان"، في إشارة إلى العمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية في البلاد. كما تحوي المبادرة نقاطا أخرى منها تشكيل لجنة مصالحة والاحتكام إلى صندوق الانتخابات لاختيار رئيس وبرلمان يمثل الشعب اليمني بكل قواه السياسية.

وشملت أيضا وضعَ ضمانات دولية ببدء الإعمار وجبر الضرر ومنع أي اعتداء من دول أجنبية، وإعلان عفو عام وإطلاق كافة المعتقلين، ووضع أي ملف مختلف عليه تحت الاستفتاء. وفي وقت توضح ان هذا الاقتراح يأتي في أعقاب اعلان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأسبوع الماضي عن مقترح لحل الأزمة اليمنية عقب اجتماعه بالمتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام الذي كان يقوم بزيارة غير معلنة للعاصمة الإيرانية طهران، تشير المصادر الى ان "أحد أبرز نقاط ضعف المبادرة، يكمن في خلوّها من اي ذكر لتسليم الحوثيين سلاحهم وفقا لقرار مجلس الأمن 2216"، ما يضعف كثيرا حظوظها بالنجاح.

وسط هذه الاجواء، تشير المصادر الى موقف دولي تبلور خلال اجتماع ضم مطلع العام في باريس وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والامارات، يقول بأن لا حل للنزاع اليمني الا عبر الاطار السياسي وعلى قاعدة القرار 2216. وتكشف ان المجتمعين رأوا في تعيين مارتن غريفيت مبعوثا امميا خاصا الى اليمن خلفا ولد الشيخ أحمد، فرصة جديدة لتزخيم مساعي التسوية، على أساس القرار الدولي المذكور ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية".

واذ تعتبر ان الاسراع في الحل ملحّ لان الاستمرار في التصعيد والاعمال العسكرية سيحول اليمن الى مصدر لعدم الاستقرار في المنطقة، تقول المصادر ان ثمة ضرورة لاقتناع الفرقاء الاقليميين المعنيين، بأن القضاء على الحوثيين نهائيا مستحيل، فيما إضعافهم قد يسهل جلوسهم الى طاولة المفاوضات. فهل يتخلى الجميع عن الخيار العسكري الذي بات مكلفا لكل الاطراف ؟ أم تستمر المواجهات؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o