Mar 13, 2019 3:40 PM
خاص

هل حسمت "المصالحة السنية" تزكية ديما جمالي؟
ناجي: خيـاراتنا مفتــوحة والأمور على حالها

المركزية- تتجاوز معركة الانتخابات الفرعية المرتقبة في نيسان المقبل في طرابلس، في أبعادها السياسية والشعبية،  ضرورة ملء مقعد سني في المدينة شغر بإبطال المجلس الدستوري نيابة عضو كتلة المستقبل ديما جمالي. ذلك أن توقيت المنازلات يعطيها بعدا سياسيا يجعلها فرصة "ذهبية" لرصد حال تيار المستقبل على المستويين السني والشعبي، خصوصا أن بعض المعاقل الزرقاء ما عادت تستطيع كبت الأصوات المعارضة للتسوية الرئاسية، وسواها من الخيارات التي ركن إليها المستقبل. صورة من شأنها أن تفسر إصرار "اللقاء التشاوري السني" على خوض المواجهات الانتخابية.

غير أن اللقاء التشاوري، تماما كما ترشيح سامر كبارة (إبن شقيق النائب محمد كبارة الدائر في الفلك الأزرق) لم يثيرا مخاوف مستقبلية بقدر اللواء أشرف ريفي، الذي كان يستعد لإعلان خوضه شخصيا المنازلة الطرابلسية في تاريخ 14 آذار الذي يمس الذاكرة الجماعية السيادية. لكن الحريري نجح في تسجيل هدف ثمين في مرمى أعتى خصومه إطلاقا بابرام مصالحة مع خصمه اللواء أشرف ريفي، دفعت الأخير إلى التراجع عن قراره- بمبادرة من الرئيس فؤاد السنيورة الذي كان ريفي التقاه قبل أيام في سياق جولة على الفاعليات السياسية الطرابلسية- إلى حد دعم مرشحة تيار المستقبل.

لكن، أبعد مما يمكن أن تكون عليه علاقة الحريري-ريفي في مرحلة ما بعد المصالحة، في وقت كان وزير العدل السابق قد رفع مرارا سقف مواقفه في وجه  حزب الله وسواه من مكونات "التسوية الرئاسية"، لا يمكن قراءة خطوته في معزل عن السياق السياسي الذي سبقها، لا سيما في ما يتعلق بالحملة الشرسة التي شنها حزب الله، بلسان النائب حسن فضل الله، على الرئيس السنيورة في سياق ما يعتبرها الحزب "الحرب على الفساد".

على أي حال، فإن تحليلا آنيا للمشهد الذي ساد أمس في الأوساط السنية يتلخص في أن تيار المستقبل كسح "أول لغم" على طريق فوز جمالي مجددا بمقعدها، ما يدفع البعض إلى الكلام عن أن ريفي حسم المعركة الفرعية في طرابلس "بالتزكية" لصالح التيار الأزرق، خصوصا أن جمالي نالت تأييد الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي، إضافة إلى ماكينة  "المستقبل"، ما يجعل الأنظار تتجه إلى طه ناجي المرشح الطاعن الذي يؤيده النائب فيصل كرامي، والذي يصر على خوض الانتخابات، على رغم مروحة التأييد الواسعة لجمالي.

وفي هذا السياق، أوضح ناجي لـ "المركزية" أن "الأمور لا تزال عند ما كانت عليه، خصوصا أن باب الترشيحات يبقى مفتوحا حتى 29 آذار، وخياراتنا مفتوحة ونحن ندرسها بالتشاور والتنسيق مع النائب فيصل كرامي (الذي تحالف مع جمعية الأحباش التي ينتمي إليها ناجي، في الانتخابات النيابية).

وعما إذا كانت "المصالحة السنية ستغير موازين القوى في المشهد الطرابلسي، اعتبر ناجي أن "الأهم يكمن في التعاطف الشعبي الكبير معنا بعد القرار المجحف في حقنا الذي اتخذه المجلس الدستوري (الدعوة إلى انتخابات فرعية)، مشيرا إلى أن "أحدا لا ينكر أن المصالحة التي حصلت أمس ستفتح حسابات جديدة، لكن هذا لا ينفي أن هناك مزاجا طرابلسيا معينا يجب التوقف عنده".

وشدد على أننا "لا نفكر بردات الفعل، لذلك فإن احتمال ترشحنا أو عزوفنا سيكون فعلا في ذاته، وليس موجها أو نكاية بأحد"، لافتا إلى "أننا لا نزال ندرس هذا الخيار بهدوء واتزان لاتخاذ القرار الذي نراه صائبا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o